العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ

طعنات «البرغماتيين» للفلسطينيين!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

طعنات واحدة تلو الأخرى، تتلقاها الأمة العربية والإسلامية، والإخوة الفلسطينيون خصوصاً، واليوم حزب الله في لبنان، ممن يعاقرون «كأس» الاستسلام، ويخدعون أنفسهم ويحاولون خداعنا ويصفونه بسلام وخضوع لآليات الواقع (برغماتية)! ألا والله ما هي واقعية ما يروجون إليه؛ بقدر ما هي انقلاب في المفاهيم ولعب بالمصطلحات! هل «البرغماتية» أنه إذا اغتصبت أرضك أن تنأى بنفسك عن الدفاع عنها وتقول إنني سأستسلم للواقع وآلياته؟!

حقوق الشعب الفلسطيني في أرضه المغتصبة حقوق ثابتة تاريخياً ودينياً حرام التنازل عنها، إلى أن يأتي من هو جدير باستعادتها على رغم أنف الصهيوني الغاصب، وأبواق الدعاية الأميركانية الداعمة/ الخادمة له بطريق مباشر (بالدولار) أو غير مباشر بلا وعي منها.

نعلم ان آليات الخضوع للواقع ستصل بنا إلى طواف الصهاينة بجوار «باب البحرين»! والمرور على مساجدنا، والبحث عن إرثهم في «أرض اليمن»، كما هو بحثهم عن ميراثهم من يهود «خيبر» و«بني قينقاع» في أرض الحرمين الشريفين!

وعليه، فإن أقل الواجبات تجاه أهلنا في «فلسطين» و«لبنان»، هو الإعلان بصراحة ووضوح في وجه من يملك أمر هذا الدعي «تطبيع»، بأننا نرفض «التطبيع» شكلاً وموضوعاً، سبباً ومحلاً، ولا وجاهة لمن يقول بهذا الرأي، لا وجاهة منطقية ولا علمية ولا معنوية أو روحية.

إن أهم حلقة من حلقات التآمر على الأمة، في المرحلة الراهنة، زعزعة ثوابت الأمة لتبقى تابعة خاضعة لمن يملك القوة، وهذا والله لهو المراد الذي يلامس شغاف قلوبهم لن ينالوه أبداً ما داموا في فلسطين، ولئن قطعوا أجسادنا أشلاءً، واستسقوا من دمائنا بحوراً، واغتصبوا أرضنا دهوراً، ونهبوا ثرواتنا جيلاً بعد جيل؛ فليس لدينا ما هو أغلى من عزة نفسنا ومروءة ورثناها كابراً عن كابر، ونخوة هي باقية في هذه الأمة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، شاء من شاء وأبى من أبى؛ من الراقصين على «نقوط» الدولارات، ومواثيق الخيانة بمحاولاتهم اللحوحة في تزيين الباطل ومحق الحق الثابت في جميع الصحاح!

«عطني إذنك»

في بعض الأحيان تكون الكآبة مصدراً للإنتاج الفكري المذهل، وفي أحيان أخرى يصاب المرء بإحباط الكآبة و«الانكسار؛ فيكون عاجزاً عن كتابة عبارة واحدة يلملم فيها شتات فكره، أو معلومة يقدمها للقارئ. هذه الكآبة كانت للكثير من الكتاب والفلاسفة مصدراً للإلهام والإبداع في مختلف الفنون... لم يسلم من الكآبة، بسبب زوجته، الفيلسوف «سقراط»! إلا أن عزاء الكاتب، وسر «اقتداره» يكمن، في مطالبات لحوحة عليه بالكتابة من قبل قرائه الذين هم في الأصل أعزاؤه وأحبابه

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1410 - الأحد 16 يوليو 2006م الموافق 19 جمادى الآخرة 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً