العدد 1421 - الخميس 27 يوليو 2006م الموافق 01 رجب 1427هـ

اليمن بعين/ عدسة بحرينية

«الوراقون» في إصدارها الثالث

دأب «الوراقون» على عمل نوعي يلفت انتباه واهتمام المعنيين وغير المعنيين في المجال الذي تخوضه بتفرد ملحوظ. منذ إصدارها الأول «أياد بحرينية»، والثاني «أبواب»، يأتي العمل الثالث الذي أنجزته الشيخة حنان بنت حسن آل خليفة، تحت عنوان «اليمن بعين بحرينية»، وهو عبارة عن 20 يوما التقطتها العين/ العدسة لمشاهد وصور واشتغالات وانهماكات أخذ الانسان والمكان وحساسية اللحظة مساحة فارعة من اليوميات تلك.

تأخذنا الشيخة حنان في يومها الثاني إلى سور صنعاء القديم، اذ تقتنص عدستها صورة سيدة جالسة أمام مدخل أحد الأبواب. السيدة لا يظهر منها الا حياؤها العربي، بتلك العباءة الحمراء الموشاة بنقوش تعكس حرفية وفنون البيئة المحلية اليمنية. في اليوم الثاني تعرّج الشيخة حنان على التقاطات عدة، من امرأة منهمكة بإحصاء مردود غلتها في أحد الأسواق، إلى أقدام متربة، إلى مجالس رحبة تفرد أحضانها في انتظار ضيوف وزائرين، إلى صبية كأنها أول الصباح تفترش احدى المصطبات عارضة بضاعتها الزهيدة، إلى أطفال قادهم فضولهم إلى أن يتأهبوا لطقوس العدسة، وكأنهم في الطريق إلى اقتحامها أو الانقضاض عليها، وصولا إلى أحد متاجر الخناجر اليمنية.

تستوقفك في الألبوم المذكور صورة طفل يمني في الذروة من بهائه على رغم النقيض الذي تشي به الصورة. طفل يحدّق في اللاشيء. حتى الكاميرا لم يعرها انتباهه. واجما... سارحا ربما في أمكنة وربوع اعتاد أن يفرغ شيطنته وشقاوته فيها، وبات عليه أن يعرّج عليها في غد آخر.

في اليوم الثامن لقطة أخرى لسيارة متدهورة وقد تناثرت حمولتها... ثمة تمازج وتآخ وتآلف بين لون التربة والسيارة والحمولة، فيما مشهد جزئي لأغصان شجرة في علوها تلوح لانهيار أنجز مهمته على أكمل وجه!.

في اليوم التاسع شجرة كأنها خرجت للتو من درس التشذيب، ولا أحد يجزم بأن ثمة من قام بتلك المهمة. شجرة لا تشبه الأشجار التي تعلمناها منذ درس التمييز والنظر الأول. شجرة برأسين... بجذعين في انتباهة واستقامة لا ريب فيها... باتجاه سماء هي فضاؤها الوحيد والنهائي.

في اليوم الثالث عشر، طفلة يمنية تتخذ من إحدى الأبواب الموشاة بنقوش بديعة متراسا لها. ثمة كلام كثير في اللقطة. كلام من الجهتين. جهة الطفلة والباب الرابض كأنه التاريخ في حضرة الحاضر.

في اليوم الرابع عشر، طفلة تطل من شبّاك منحته هي ببراءتها مسحة جمالية عالية، على رغم أن الشبّاك بعيد عن بهائها لا يختلف كثيرا عن زنزانة عالية.

في اليوم الخامس عشر، تقتحم الشيخة حنان آل خليفة أحد المطابخ اليمنية التقليدية، في أحد البيوت القديمة. لا شيء سوى «السخام»... سوى بؤس مقيم... سوى طناجر ربما تكون خالية من زاد... أو ربما خلاف ذلك.

يكشف الألبوم والموضوعات التي تم الاشتغال عليها عن قدرة فنية عالية، وحساسية شعرية لا يمكن التغاضي عنها في عدد من الصور. ويكشف في الوقت نفسه الحرفية العالية التي تتعامل بها «الوارقون» في انتخابها للأعمال التي يمكنها أن تمثل الدار واسمها

العدد 1421 - الخميس 27 يوليو 2006م الموافق 01 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً