العدد 1422 - الجمعة 28 يوليو 2006م الموافق 02 رجب 1427هـ

«نصرالله»... على طريق «عبدالناصر»

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

تعالت أصوات وعلا صراخ بعض الناس، في هذا الزمن الرديء، تطالب بقطع العلاقة بين العرب بعضهم بعضاً. هي ذاتها الأصوات اليوم تطالب العرب، وهي ذاتها تعيب على البيات الشتوي للأنظمة والشعوب العربية، وهي ذاتها الأصوات والأقلام كانت تطالب - بالتوافق مع مطالب الأميركان - بأن يكون العراق للعراقيين والبحرين للبحرينيين وفلسطين للفلسطينيين ولبنان للبنانيين. وبالتالي، اجتثاث أية فكرة تضامنية تربط الشعوب العربية والإسلامية بعضها بعضاً وأية «مكافحة القومية»!

في صحيفة «الكرامة» لهذا الأسبوع، تم طباعة «بوستر» للزعيم الخالد «جمال عبدالناصر»، وآخر لسيد المقاومة في لبنان «السيدحسن نصرالله»، تم تدوين كلمة «سنقاتل» أسفل صورة الزعيم عبدالناصر، وتم كتابة عبارة: «نصرالله... على طريق عبدالناصر».

صحيفة الكرامة، تكتب عن كرامة العرب الضائعة، وسني التيه مذ أفول البدر... «وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر». مذ غياب الزعيم التاريخي للعرب وهم يتلقون الإهانات واحدة تلو الأخرى، ويخوضون المستنقعات مستنقعاً خلف مستنقع يجرون أذيال الهزائم، ليست العسكرية فحسب، بل النفسية وهي الأخطر!

دعوة «رايس»، وقبلها دعوات كثيرة، من الممكن أن تنجح في خلق صلح مؤقت وانكسار محدود، ومن الممكن انخراط «أنظمة الوضع الراهن» في مخطط الشرق الأوسط الكبير، المستوحاة أفكاره من «بيريز» التي دونها في كتابه «الشرق الأوسط الجديد». من الممكن نجاح مخططاتهم للأنظمة السياسية الراهنة، إلا أنهم لن ينجحوا في اجتثاث فكرة الوحدة العربية، واجتثاث مشاعر العرب من قلوبهم، واقتلاع جذور الفكرة القومية من رؤوس العرب. كل أعمالهم لن تؤدي إلى انتزاع هذه الفكرة، لن يستطيعوا ذلك مهما بلغ ذل الأنظمة ما بلغ، فالرابطة القومية أبعد ما تكون عن الاجتثاث من العقول والأفئدة. هذه حقيقة لمستها هنا في مصر العروبة والإسلام، عند الشغالة «أم محمد» وسائق التاكسي والبواب وصاحب المقهى والدكتور الجامعي و«ماما عزيزة» و«طنط ريتا»، عند الراقصة والسياسي، الغني والفقير والعالم والجاهل و...إلخ، كل هؤلاء ليسوا بحاجة إلى زعيم ليذكرهم بأنهم عرب وواجب عليهم نصرة القضايا العربية، ولذلك هبوا للتظاهر تعبيراً عن تأييدهم للسيدحسن نصرالله، كما هبوا من قبل حين الاحتلال الأميركي للعراق وضد احتلال وممارسات العصابات الصهيونية لأرض فلسطين.

أما تيار استئصال العروبة من النفوس، فعليهم الإطراق ملياً فيما يكتبون ويصرخون به في وجوه الناس، فالعروبة باقية عند الشعوب العربية كلما تنفس صبح جديد وأشرقت على البسيطة شمس يوم جديد، وعليهم السعي إلى معالجة أوضاعنا العربية بمجموعها، والنظر إلى الأشياء كما هي من أجل الوصول إلى غد عربي مشرق

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1422 - الجمعة 28 يوليو 2006م الموافق 02 رجب 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً