العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ

«الطاقة الذرية» وإيران...ضغوط مستمرة للاتفاق بشأن الأنشطة النووية

تمارس الوكالة الدولية للطاقة الذرية ضغوطاً على إيران من اجل التوصل الى اتفاق يتيح لمفتشي الوكالة تفقد مجمع عسكري يشتبه بأنه كان مركزاً لأبحاث صنع قنبلة نووية إلا أن دبلوماسيين غربيين يتشككون في إمكان تحقيق انفراجة في هذا الصدد.

وتراقب القوى العالمية عن كثب اجتماعاً بين إيران والوكالة الدولية التابعة للأمم المتحدة في فيينا يهدف إلى التحقق مما إذا كانت الجمهورية الاسلامية مستعدة لتقديم تنازلات قبل مباحثات أوسع نطاقاً تجري في موسكو في وقت لاحق من الشهر الجاري بشأن النزاع النووي المستمر منذ عقد من الزمن.

وتقول كل من طهران والوكالة الدولية إنه تم إحراز تقدم ملموس بشأن اتفاق إطاري لاستئناف عمليات تفتيش للوكالة توقفت منذ فترة طويلة للاطلاع على أنشطة طهران النووية. إلا أن الاختلافات لاتزال قائمة بشأن كيفية اضطلاع الوكالة بواجباتها فيما أبدت الولايات المتحدة شكوكا هذا الأسبوع بشأن مدى استعداد طهران كي تتيح للوكالة الدولية ما تحتاجه من حرية الوصول إلى مواقع ووثائق ولقاء مسئولين.

ويقول روبرت وود المندوب الأميركي بالإنابة لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية للصحافيين على هامش اجتماع لمجلس محافظي الوكالة «لست متفائلا. أتمنى من كل قلبي التوصل لاتفاق لكنني لست واثقا من استعداد ايران.»

وعضدت شكوك المسئول الأميركي تصريحات تتسم بالتحدي أدلى بها مندوب إيران لدى الوكالة الدولية الذي اتهم الوكالة يوم الاربعاء الماضي بالعمل كجهاز جاسوسية يديره الغرب وأضاف أنه لا شأن لواشنطن بالأنشطة العسكرية الإيرانية. وقال علي أصغر سلطانية إن إيران ستتعاون مع الوكالة الدولية كي تبرهن على أن مزاعم الغرب بأن طهران تسعى للحصول على إمكانات نووية «ملفقة ومزورة». وتقول إيران إن برنامجها النووي يهدف إلى توليد الكهرباء. إلا أن سلطانية أضاف أن إيران «لن تسمح بالمساس بأمنها القومي» بما يوحي بانها قد تحد من مجال تحقيقات مفتشي الوكالة الدولية.

وقال دبلوماسي أوروبي إن تصريحات سلطانية تشير إلى أن إيران لا تميل إلى تقديم تنازلات خلال المحادثات في فيينا.

ويشك مسئولون غربيون في أن ايران ستعمد خلال جولتي المحادثات إلى كسب الوقت لمواصلة برنامجها النووي ويقولون إن قيمة أي اتفاق تعتمد على كيفية تنفيذه. وتريد الوكالة الدولية أن تبدد طهران مخاوف بشأن معلومات مخابرات تشير إلى وجود أبحاث وتجارب نووية في إيران تتعلق باكتساب القدرة على صنع أسلحة نووية وأن بعض هذه الأنشطة لايزال قائماً. وأكد الاتحاد الاوروبي أنه يتعين توفير مناخ من الحرية يتيح للوكالة إجراء تحقيقاتها علانية والا تضطر إلى إخفاء جوانب من التحقيقات قبل الأوان. وقال الاتحاد في بيان إلى مجلس محافظي الوكالة إنه يتعين أن يكون بمقدورها معاودة تفقد مواقع مع تقدم العمل في أنشطة التفتيش ومع توافر معلومات جديدة. وتولي الوكالة أهمية آنية للوصول إلى مجمع بارشين العسكري الواقع جنوب شرقي طهران حيث تعتقد أن طهران أقامت منشأة من الصلب العام 2000 لإجراء تجارب على مواد شديدة الانفجار وربما عمدت الآن إلى تطهير الموقع لمحو أي أدلة قد تدين الجمهورية الإسلامية. وتقول ايران إن بارشين مجرد منشأة عسكرية تقليدية ووصفت مثل هذه الاتهامات بأنها «مثيرة للسخرية». ويقول دبلوماسيون ومحللون إن إيران ربما تكون تعرض تعاونها المتزايد مع الوكالة الدولية كورقة مساومة في مفاوضاتها مع القوى العالمية وهي المباحثات التي استؤنفت في أبريل/ نيسان الماضي بعد توقف دام 15 شهراً ومن المقرر أن تستأنف في العاصمة الروسية خلال يومي 18 و19 من الشهر الجاري. وترمي هذه المفاوضات إلى تخفيف حدة التوتر بشأن برنامج إيران النووي الذي دفع الغرب إلى فرض عقوبات صارمة ومتتالية على إيران بما في ذلك حظر نفطي للاتحاد الأوروبي بدءاً من الأول من يوليو/ تموز الأمر الذي أثار مخاوف من اندلاع حرب في المنطقة.

العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً