العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ

روسيا والصين... وحدة المواقف لمواجهة الغرب

يرى محللون أن موسكو وبكين تظهران أكثر وأكثر جبهة موحدة بشأن ملفات ساخنة مثل سورية وإيران وأفغانستان، في تقارب يقوم على تحدٍ أكبر للغربيين لكنه لا يخفي المنافسة بينهما وخصوصاً في القضايا الاقتصادية.

وصرح جوناثن هولسلاغ من معهد الأبحاث بشأن الصين المعاصرة في بروكسل لوكالة «فرانس برس» أن «ما يدفع الصين وروسيا على تجاوز التوتر وغياب الثقة بينهما هو أن موقف كل منهما يزداد سلبية من الولايات المتحدة وأوروبا».

ويضيف الخبير في الشئون الجيوسياسية الصينية، أن «الغرب أثار مشاعر عداء بشأن مسائل عدة بدءاً بالدفاع المضاد للصواريخ إلى تحديث أسلحة نووية تكتيكية مروراً بالتدخل العسكري في ليبيا».

وأوضح أن «بكين ترى أن توتراً يسود علاقاتها مع الولايات المتحدة بشأن التجارة والأمن البحري. والعداء للغرب يقرب بين روسيا والصين».

وسمح الاجتماع الذي عقدته هذا الأسبوع في بكين منظمة شنغهاي للتعاون للرئيسين الصيني هو جينتاو والروسي فلاديمير بوتين بإظهار جبهة موحدة من دون أن يخشيا من إثارة استياء الديموقراطيات الغربية.

واستخدم المسئولان هذا المنبر لدعم نظام دمشق مجدداً على الرغم من وقوع مجازر راح ضحيتها مدنيون.

وقمة منظمة شنغهاي التي يفترض أن تركز على آسيا الوسطى، كانت أيضاً مناسبة للبلدين الجارين بترسيخ شراكتهما الاستراتيجية وقطع وعود بتوسيع نفوذهما في أفغانستان مع اقتراب انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي.

ولن يكون الرئيس الأفغاني، حامد قرضاي كما نظيره الإيراني، محمود أحمدي نجاد توجها إلى بكين من دون فائدة، لأن منظمة التعاون في شنغهاي أكدت معارضتها لاستخدام القوة ضد طهران المتهمة بالسعي إلى امتلاك السلاح الذري. وتحاول موسكو وبكين وهما من الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ولا تترددان في استخدام حق النقض، التأثير على منتديات لا تسيطر عليها واشنطن مثل منظمة شنغهاي للتعاون ودول بريكس الخمس الناشئة التي تضم إلى جانبهما البرازيل والهند وجنوب إفريقيا.

وقال الخبير في الشئون الصينية، وليام لام «يبدو أن على الصين وروسيا مواجهة ضغوط كبيرة من الولايات المتحدة التي تنسحب من أفغانستان والعراق لتعيد نشر مزيد من مواردها في منطقة آسيا المحيط الهادئ». وأضاف «بالتالي فإنهما بحاجة إلى إظهار جبهة موحدة». وقال جان بيار كابيستان أحد واضعي كتاب «الصين وروسيا: بين التقارب وغياب الثقة»، إن لهذه الوحدة حدوداً.

وأضاف «يبديان وجهات نظر مشتركة أو استراتيجية مشتركة بشأن مواضيع هي بالنسبة إليهما سهلة. لكن هناك العديد من المواضيع التي لا يتفقان بشأنها (...) وخصوصاً أسعار النفط والغاز وإنهاء بناء أنابيب نقل النفط والمنافسة في آسيا الوسطى».

حتى في سورية حيث لموسكو مصالح أكبر من بكين، لا يبدو التحالف الروسي الصيني للدفاع عن بشار الأسد متيناً.

وقال كابيستا إن «الروس والصينيين يختارون إيران وهو خيار استراتيجي بالنسبة لهم يتماشى مع مصالحهم، مع عامل سلبي واحد هو أن الصين التي تخضع لضغوط أميركية لا يمكنها التخلي كلياً عن السعودية» التي هي أول زبون لها.

أما بالنسبة إلى الملف الأفغاني، فإن التقارب بين موسكو وبكين يعود لقطع الطريق أمام إشاعة الفوضى وانتشار الإسلاميين في بلد قريب. وذكر كابيستان أن خلافات قد تظهر بين البلدين في ملفات أخرى.

وتابع أن «الصين وروسيا لا تتفقان بالضرورة وخصوصا بشأن الدور في باكستان مستقبلاً. وتقليدياً روسيا أقرب بكثير من الهند ولا تثق بباكستان في حين إن الصين تستخدم ورقة باكستان ضد الهند».

العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً