طالب أصحاب طلبات إسكانية قديمة في قرية الديه، وزارة الإسكان بتوفير وحدات إسكانية لهم، بعد أن انتظروا الحصول عليها أكثر من 19 عاماً، مشيرين إلى أن أعمارهم أصبحت كبيرة ومازالوا يعيشون في منازل آبائهم التي يشاركهم فيها إخوانهم الورثة.

وقال عدد من أصحاب الطلبات الإسكانية القديمة في الديه، في حديثهم لـ «الوسط»، إن طلباتهم تعود إلى ما قبل العام 1993، مستغربين من قيام الوزارة بتوزيع وحدات إسكانية على أصحاب طلبات حديثة، تصل إلى العام 2006، في حين لم تلبِ طلبات قديمة جداً. واعتبروا أن موظفي وزارة الإسكان غير متعاونين معهم، في الوقت عرفوا أنهم غير مشمولين ضمن المواطنين المستفيدين من مشروع جدحفص الإسكاني، وهو المشروع الذي بدأت وزارة الإسكان في إنشائه ويضم نحو 320 وحدة سكنية.

وطالبوا وزارة الإسكان بأن تنظر في أمرهم، «وخصوصاً أن طلباتنا من أقدم الطلبات الإسكانية». وقالوا: «أعمارنا تجاوزت الخمسين عاماً، وأبناؤنا تزوجوا ومنهم من هم في عمر الزواج، فإلى متى ننتظر الحصول على الوحدة السكنية التي نسكن فيها مع أبنائنا».

وأشاروا إلى أنهم بعثوا «رسائل عدة لوزير الإسكان، ولكن لا يوجد أي رد منهم. ونأمل أن تلبي الوزارة طلباتنا في أي مشروع إسكاني. ولا يوجد أي مشروع إسكاني قريب من منطقتنا، حتى نقول إننا سننتظر».

واعتبروا أن «مشروع امتداد القرى والمدن أضر بكثير من أصحاب الطلبات الإسكانية القديمة، فما هو ذنبهم كون مناطقهم لا يوجد فيها امتدادات قرى».

وذكروا «عرفنا من الوزارة أن أهالي الديه ليس لهم نصيب في إسكان جدحفص القريب من القرية. ونحن ليس لدينا أي اعتراض في تلبية أية طلبات قديمة في المناطق الأخرى، ولا نريد أن نأخذ حق أحد غيرنا، وفي المقابل لا نريد أن يأخذ أحد حقنا».

وتحدث الحاج معتوق عبدالحسين، الذي يبلغ من العمر 55 عاماً، عن وضعه المعيشي قائلاً: «أنا معوق، وقريبا سأتقاعد، ولدي 7 أبناء، وأنا أسكن في الطابق الثاني من منزل والدي»، مبيناً أن «طلبي الأصلي يعود إلى العام 1986، واعتمد في العام 1987، قدمت طلب الحصول على قسيمة سكنية في أول الأمر، وبحثت عن أرض لتخصصها وزارة الإسكان لي، فلم أفلح في ذلك».

وأضاف عبدالحسين «في نهاية المطاف غيرت طلبي في العام 2000 إلى وحدة سكنية، وخسرت 6 أعوام من تاريخ طلبي الأول، وأصبح طلبي للعام 1996. وفي العام 2006 حدثت بياناتي في مدرسة الهداية الخليفية بناءً على طلب وزارة الإسكان».

ويشير التقرير الطبي للحاج معتوق عبدالحسين، إلى أنه يشكو من تلف في رأس عظمة الحوض، وهو يعاني منه منذ الطفولة، وحال الحركة محدودة جداً، ويشكو من العرج.

أما الحاج علي عمران (55 عاماً)، فيعود طلبه إلى العام 1993، بعد أن كان 1990. وقد بيّن عمران «كان طلبي في العام 1990، وتحول إلى 1993 بعد أن غيرت الطلب إلى وحدة سكنية، إذ كانت عندي أرض، وقدمت على طلب الحصول على قرض بناء، ولكن المبلغ الذي حصلت عليه لم يكن يؤدي الغرض، واضطررت إلى تغيير الطلب إلى وحدة سكنية».

وأفاد «أسكن في بيت فيه ورثة، وهناك مقتنيات شخصية لهم، ولا يمكننا التصرف بهم، في حين أن مساحة البيت صغيرة جداً، ولا يوجد فيه سوى غرفتين وحمامين ومطبخ، ويسكن معي ابني البالغ من العمر (24 عاماً)، وهو متزوّج».

وأكد عمران «زوّدت وزارة الإسكان مسبقاً بصور للمنزل، وبيّنت لهم المشكلة التي نعاني منهم، ووعدتني الوزارة منذ العام 2008 بأن تحل مشكلتي، وتلبي طلبي، إلا أننا صرنا في منتصف العام (2012)، ولم أحصل على وحدة سكنية».

ويتشابه مع عمران وعبدالحسين، الحاج محمد عبدالله (44 عاماً)، والذي بلغ عمر طلبه 19 عاماً. وعن تفاصيل طلبه الإسكاني، ذكر عبدالله «طلبي يعود للعام 1993، وأنا أسكن في بيت مع أولادي الذين يعيشون جميعهم في غرفة واحدة، وأحد أبنائي على وشك التخرج من المرحلة الثانوية». وقال عبدالله «بعثت رسالة لوزير الإسكان، وشرحت ظروفي المعيشية ولم أحصل على رد منه، كما ان المسئولين وعدونا بتلبية طلباتنا في مشروع جدحفص الإسكاني، وفوجئنا بأننا لن نكون مشمولين في المشروع».