العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ

القرية المنسيّة

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لطالما عُرِفت منذ القدم بأنّها مصيف للنّاس، واكتظّت بالسكّان منذ سنوات بسيطة، ولم نجد أهلها يُطالبون أو يشتكون، بل وجدناهم ماضين في حياتهم العادية البسيطة.

إنّها قرية قلالي التي أطلق عليها أهلها اسم «القرية المنسية»، نسبةً لما حدث لهم من تهميش غير عادي في العديد من المشاريع وآخرها مشروع إسكان شمال شرق المحرّق، وإليكم رسالتهم التي تعبّر عن مدى حزنهم على منطقتهم:

«همُّ أهل قلالي الأُوَل، هو (إسكان قلالي) المسمى بشمال شرق المحرق! فلقد أكد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى أهمية استمرار التواصل والترابط الاجتماعي الذي نشأ عليه أهل البحرين في مناطقهم، كما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان. وقد عجز أهالي قلالي وهم يعتصمون ويكتبون سواءً في الجرائد أو الإذاعة، ولكن لا أحد يسمع لهم، بعد أن دفن بحرهم وسدت الوجهات البحرية عليهم، سواءً من جزيرة أمواج أو ديار المحرق أو دلمونيا أو جزيرة السلام، إلى أن جاءهم الإسكان القديم المقام سنة 2004 وغطى جميع الطلبات القديمة إلى 2001-2002. وكان عدد الوحدات 117 لم يحصل أهالي القرية إلا على 35 بيتاً تقريباً.

وجاء الإسكان الجديد امتداداً للإسكان القديم الذي سمي بـ «إسكان شمال شرق المحرق» وهو في وسط القرية، ولا ندري لِمَ تمّ تسميته بهذا الاسم! فلقد تمّ تهميش اسم القرية العريقة وأهلها، وكان عدد الوحدات 601 بيت، لم يحصل أهالي قلالي إلا على 57 بيتاً تقريباً منها! فكيف يعقل هذا؟ وتكرّرت مأساة الإسكان القديم في عملية توزيع الإسكان الجديد، علماً بأن عدد طلبات أهل قلالي ما يقارب 250 طلباً، ونحن نعجب من هضم حق الأهالي من المشروع الواقع وسط قريتهم، والتمييز بينهم وبين المناطق الأخرى القريبة منهم والبعيدة، والتي حصل أهل المناطق الأخرى على 100 في المئة من المشاريع المقامة في مناطقهم والمسماة بنفس اسم منطقتهم. مع العلم بأنّ سمو رئيس الوزراء الأمير خليفة بن سلمان احتوى المشكلة، وقابل أهالي قلالي أصحاب الحق، وأعطى توجيهات للمسئولين ولكن إلى حد الآن لم نر أي تنفيذ على أرض الواقع. وأهالي قلالي يرون كيف توزع البيوت أمام أعينهم وهم يعيشون الحسرة. ونأسف أن نرى حسرة عجائز وكبار السن في أعينهم وهم يرون المشروع المقام في قريتهم بعيداً عن أبنائهم».

انتهت الرسالة بالبساطة والتعقيد نفسها التي بدأتها! ونحن نأسف على حال أهل قلالي، إذ كيف لا يسمّى إسكانهم باسم المنطقة نفسه، ومن هو يا تُرى من يعطّل مصالح أهالي قلالي؟ وكيف يتم إجحاف حقّهم في توزيع الإسكان؟ فعلى رغم وجود التوصيات والتوجيهات التي توجب استحقاق الأهالي للمنطقة أكثر من أي أسر أخرى، نستغرب توزيع الإسكان على أسماء بعيدة كل البعد عن أهالي المنطقة و «العهدة على الراوي»! ونجد بأنّ أهالي المنطقة خرجوا «من المولد بلا حمّص»!

الأمر بسيط وبيد وزير الإسكان باسم الحمر، وهو كما عوّدنا يتّبع آلية الشفافية في شئون الوزارة، وينتظر الجميع وعلى رأسهم أهالي قلالي الرد الصريح والمرضي عن موضوع إسكان «شمال شرق المحرّق/قلالي»، حتى لا يُهضم حقّ أحدهم فيطالب الوزير به يوم القيامة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 4:24 م

      معضلات و ظروف سياسية قاسية

      أولا إن موضوع تطوير الطرقات العامة و المنشآت العامة للقرى هي مسؤولية رئيس بلدية المنطقة أما بخصوص تسوير البحر فهذه خطوة من الحكومة لاستيلاء على الممتلكات العامة و من الصعب معالجة الموضوع في هذه الظروف السياسية الغير متزنة. أما المد هالإسكاني فلا بد منه فنحن نعيش في جزيرة مساحتها صغيرة جداً و الاسوء من ذلك أننا نسكن نصفها و النصف الآخر مجهول المصير !

    • زائر 15 | 3:15 م

      الحمد لله

      ياليت تكتبين عن الشهيد أحمد الظفيري

    • زائر 14 | 2:34 م

      والمدينه المنسيه

      فبعض طلبات الإسكان من سنه

    • زائر 13 | 9:19 ص

      حبذا تتعرفي على تجربة قرية داركليب في الاسكان

      ثلاثة مشاريع اسكانية ، لم يحصل على وحدات سكنية من أهل القرية الا بعدد أصابع اليد الواحدة ، رغم الوعود المتكررة ، بأن القرية لها الاولوية .. لا نتحيز في الموضوع ، ولكن هذا واقع وطني في قضية الاسكان .. ولك ألف شكر وتحية

    • زائر 12 | 8:35 ص

      الى بنت الحد

      ليست قلالي الوحيدة التي تعاني فجميع القرى تعاني اكثر ولا احد يتكلم عنها

    • زائر 8 | 1:35 ص

      كل القرى تعاني

      متى الفرج

    • زائر 4 | 12:24 ص

      وإليك يا أختي معاناة أخرى.. فقلالي تعاني والديه تعاني والكثير يعاني.. فأين الانجازات؟ فهل سيستمر التصفيق؟

      وقال عدد من أصحاب الطلبات الإسكانية القديمة في الديه، في حديثهم لـ «الوسط»، إن طلباتهم تعود إلى ما قبل العام 1993، مستغربين من قيام الوزارة بتوزيع وحدات إسكانية على أصحاب طلبات حديثة، تصل إلى العام 2006، في حين لم تلبِ طلبات قديمة جداً..

    • زائر 3 | 12:20 ص

      معقولة الطلبات حتى 2002 فقط 35 ؟؟ أتوقع الأرقام تحتاج لمراجعة.. على العموم هموم الاسكان من أهم الهموم المحركة للشارع..

      جاءهم الإسكان القديم المقام سنة 2004 وغطى جميع الطلبات القديمة إلى 2001-2002. وكان عدد الوحدات 117 لم يحصل أهالي القرية إلا على 35 بيتاً تقريباً..

اقرأ ايضاً