العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ

لمن الانتصار والغلبة؟... هل لإيطاليا بفضائحها أم لأسبانيا بخلافاتها؟

العالم ينتظر موقعة ساخنة بين بطلي المونديال بآخر نسختين

لاحديث يعلو اليوم لدى متابعي كرة القدم العالمية عن (المعمعة الكروية الكبرى) ما بين المنتخبين الأوروبيين العملاقين، الأسباني والإيطالي في افتتاحية المجموعة الثالثة لكأس أوروبا لكرة القدم على ملعب (بي جي آي أرينا) في مدينة غدانسك البولندية، والتي ستكون سعيدة للغاية باستضافة هذا الحدث العالمي الأوروبي الهام، ومن منا لايتمنى أن تطأ قدماه اليوم في هذا الملعب ليشاهد واحدة من أقوى المباريات العالمية والتي تجمع أبطال العالم في النسختين الأخيرتين، فإيطاليا حصدت الكأس المونديالية العام 2006 للمرة الثالثة وتبعتها أسبانيا العام 2010 للمرة الأولى.

أفضلية أسبانية

هنالك ترشيحات كبيرة تصب في مصلحة المنتخب الأسباني للفوز بهذه المباراة بل ويتعدى ذلك للفوز بالبطولة للمرة الثانية على التوالي، ولكننا يجب أن نقف على نقطة هامة وهي أن أسبانيا ستلعب اليوم قوة كروية كبرى جداً لايستهان بها، وإن كانت ليست كما السابق وأيضاً إن كانت قد عصفت بها رياح فضائح التلاعب والمراهنات التي بدأت في بث الكراهية في نفوس المتابعين للكرة الإيطالية والذين باتوا يشكون في نتيجة كل مباراة أقيمت بالدوري الإيطالي خلال السنوات الماضية، وهذا من حقهم لأن ما حصل لم يكن قليلاً ولا يصدقه العقل بالتأكيد!.

تغيير إيطالي

صحيح أننا أمام منتخبين حصدوا المونديالين الأخيرين، لكن هنالك اختلاف جذري وكبير للغاية مابين منتخب إيطاليا الذي حصد بطولة 2006 ومنتخب اليوم فأغلب الأسماء قد تغيرت، نظراً لهبوط المستوى أو للتقدم في السن، لأن أصلاً ذلك المنتخب كان سلم الأعمار فيه مرتفعاً عن بقية المنتخبات، وبالتالي نحن اليوم أمام منتخب جديد تقريباً من ناحية الأسماء لكنه غير جديد من ناحية الاسم، لأن إيطاليا هي إيطاليا، وهي تريد أن تلعب بتاريخها وبقتاليتها وبأسلوبها التكتيكي المعروف، لأن الطليان لو فكروا في مقارنة منتخبهم من ناحية النجوم والفنيات مع خصمهم فالكفة لن تكون متوازنة وسيخسرونها بالتأكيد وبالتالي فإن تفكيرهم يتحول نحو أمورهم الخاصة التي يتمتعون بها، ويريدون بالتأكيد أن يبتعدوا عن التفكير بكل ما هو متعلق بالفضيحة الكروية في بلادهم، وهم نجحوا في ذلك العام 2006 الذي شهد أكبر فضيحة في تاريخ الكرة العالمية ربما، والتي شهدت إصدار قرارٍ بهبوط يوفنتوس للدرجة الثانية، لكنهم لم يكترثوا بفضائحهم وجلبوا الكأس بعد غياب 24 عاماً كاملة، ولكن السؤال هنا (هل في كل مرة ستسلم الجرة)؟.

استقرار أسباني

وعلى الجانب الآخر فإن المنتخب الأسباني ومن ناحية الأسماء فإنه يعيش وضعاً متناقضاً عما يعيشه (الآزوري)، كون أكثر من 90 بالمئة من الأسماء التي حققت المونديال الماضي واليورو السابق موجودة الآن إن لم تكن النسبة أكبر من ذلك، ومن الأسماء الأساسية التي تواجدت في البطوليتين السابقتين وتغيب اليوم، الهداف دافيد فيا والمدافع بويول، لكن نظراً للكم الهائل من النجوم الموجودين في الكرة الأسبانية فإن الفريق لايبدو عليه التأثر بغياب أي لاعب، فمثلاً في الهجوم يبدو أن المشكلة ستكون غائبة نظراً لاستعادة توريس جزءًا من مستواه السابق إضافة لتألق لورينتي لاعب أتليتيكو بيلباو، وأيضاً أي مهاجم حتى لو لم يكن على قدر عالٍ من النجومية فمن الممكن أن ينجح في ظل وجود هؤلاء العمالقة في خط الوسط مثل أنيستا واكزافي وتشابي ألونسو وسيلفا وكازورلا لاعب ملقا وحتى نافاز لاعب أشبيليه الذي عادةً ما يشغل مركز الوسط الأيمن.

خلافات برشلونية مدريدية

ولكن هنالك تخوف لدى الشعب الأسباني ولو بنسبة بسيطة بخصوص الأنباء المتواترة عن وجود خلافاتٍ ربما تؤثر على عطاء بعض اللاعبين، وهذه الخلافات المقصود بها بين لاعبي برشلونة وريال مدريد قطبا الكرة الأسبانية، ويقودها في الجانب المدريدي سيرخيو راموس وفي الجانب البرشلوني جيرارد بيكيه، وما خروج هذا الأخير للإعلام ونفي هذه الأخبار بهذا الوقت الحساس وقبل يومين من المباراة لهو دليل على أن (الرائحة) المنتشرة لهذه الخلافات تبدو أنها صحيحة ولو بنسبة قليلة.

لمن الغلبة؟

وطبعاً الآن الشعب الإيطالي يُريد الاستفادة من مشاكل الأسبان وفي المقابل الشعب الأسباني يتطلع لأن تُمهد فضائح الكرة الإيطالية لفوز أول لـ»الماتادور» عبر لقاء اليوم، ونحن كمتابعين من بعيد وعبر شاشات التلفزيون وبغض النظر عن ميولنا، فإننا نتمنى أن نشاهد أداءً عالياً ومرتفعاً طيلة التسعين دقيقة اليوم وفي بقية مباريات البطولة، فلمن ستكون الغلبة؟، هل لإيطاليا بفضائحها أم لأسبانيا بخلافاتها؟.

العدد 3564 - السبت 09 يونيو 2012م الموافق 19 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً