العدد 3566 - الإثنين 11 يونيو 2012م الموافق 21 رجب 1433هـ

مسألة الأكثرية والأقلية

جميل المحاري jameel.almahari [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا توجد أي إحصائية رسمية تثبت أن أيّاً من الطائفتين الكريمتين تمثل الأغلبية في البحرين، ولم يكن ذلك يشكل أي فرق في السابق، حيث لم يشكل هذا الموضوع في أي وقت مضى مسألة مفصلية بالنسبة إلى الشعب البحريني الذي لم يعرها أي أهمية.

هذه المسألة لا يجب أن تؤخذ بحساسية مفرطة، بشرط أن يسود مفهوم المواطنة والعدالة بين جميع المكونات.

ومع ذلك لا يمكن السكوت عن الأصوات التي أخذت من غياب مثل هذه الإحصائيات مدخلاً لترويج الأكاذيب، بشأن استحواذ طائفةٍ معينةٍ على أغلب الوظائف سواءً الحكومية منها أو في القطاع الخاص، بالإضافة إلى هيمنة هذه الطائفة على مجمل مؤسسات المجتمع المدني من نقابات وجمعيات أهلية ومهنية.

إن ما تطرحه هذه الأصوات من أن أغلب الأطباء والممرضين وأساتذة الجامعة والمهندسين والمعلمين وموظفي الوزارات الحكومية والمحامين والتجار وطلبة الجامعات وموظفي البنوك والفنيين وحتى الفراشين وحراس الأمن وبائعي الخُضَر والسماكين هم من فئة معينة - حتى أن البعض دعا إلى إنشاء أسواق خاصة في بعض المناطق أيّام الأزمة بسبب أن الطائفة الأخرى هي المهيمنة على النشاط التجاري وخصوصاً ما يتصل باستيراد المواد الغذائية - نقول إن ما تطرحه هذه الأصوات صحيح تماماً، وإن لذلك تفسيراً بسيطاً جداً، وهو أن هذه الطائفة تمثل بالفعل الغالبية في المجتمع البحريني، ولذلك فهي منتشرة بشكل أفقي في جميع المناطق والوظائف.

ولكن في المقابل فإنّ هذه الأصوات نسيت أو تناست أن أغلب الوزراء ووكلاء الوزارات والضباط والسفراء والدبلوماسيين ومديري ورؤساء البنوك والشركات الحكومية الكبرى ورؤساء تحرير الصحف والنواب وأعضاء مجلس الشورى وموظفي الوزارات السيادية غالبيتهم من طائفة أخرى.

حتى أن هذه الأصوات أخذت تنادي في الوقت الراهن بضرورة إقصاء بعض المسئولين الحكوميين القليلين - حتى وإن كانوا أكثر ولاءً للسلطة - لمجرد أنهم من طائفة معينة.

كيف يكون الأمر منطقيّاً حين تكون قاعدة الهرم الاجتماعي من فئة معينة في حين يكون الجانب الآخر من طائفة أخرى؟

لا أحد يدعو إلى المحاصصة الطائفية، ولسنا بحاجةٍ إليها، ولا أحد يدعو إلى إجراء تعداد سكاني ليثبت أن أيّاً من المكونين الأساسيين في هذا الوطن يمثل الأغلبية، كل هذه الأمور يمكن تجاوزها حين يكون المواطن البحريني ومهما كان مذهبه أو طائفته أو قبيلته أو عائلته يعامل بعدالة ومساواة، وهذا ما قامت من أجله جميع حركات الربيع العربي الذي مازال مستمراً في عددٍ من البلدان.

إقرأ أيضا لـ "جميل المحاري"

العدد 3566 - الإثنين 11 يونيو 2012م الموافق 21 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 1:02 م

      ابو محمد

      نرجو من الكاتب توضيح مفهوم المواطنه لاننا في لقائك الاخير في البي ببي سي خرجت وجرحت وشرحت الوطن والقيادات الخليجيه وتكلنت باسم الشعب البحريني مع علمك يقينا بانك تمثل نفسك فقط واتمني ان تستفيد من تجارب الاخرين الذين يكرسون مفهوم المواطنه الحقيقيه بالقول والعمل المخلص للوطن والمجتمع ودمتم سالمين

    • زائر 8 | 7:54 ص

      مصيبة

      منطق النفوس المريضة والمشوهة . حسافة على النضرية العلمية التى درسها البعض

    • زائر 6 | 6:45 ص

      إنــهــا قــســمــة طــيــزا

      ليس مهما من هو الاكثر ( ألهاكم التكاثر ) ـــ المهم أن يعيش الجميع شعب واحد وكلنا مسلمون . وليس هناك سيد وهناك عبد . الكل سواسية أمام القانون .
      فلنبدا صفحة جديدة مع امنا الغالية العزيزة البحرين .

اقرأ ايضاً