بعد طول عناء، بعد صبر طويل، أجيال كثيرة عجزت عن تحقيق حلم طال انتظاره، 30 عاماً من الانتظار وفريق المحرق لكرة القدم يبحث عن لقب دوري أبطال الخليج التي تعتبر البطولة الوحيدة الغائبة عن خزائن النادي العريق بتاريخه.

الفرج جاء في النسخة 27 التي توج بها الذئاب أبطالا لدوري الخليج بفوزهم على فريق الأسطورة الأرجنتينية المدرب دييغو مارادونا الوصل الإماراتي الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الفوز بالبطولة بعد تفوقه في الذهاب على أرض البحرين، لكن كلمة السر والبشارة السعيدة كانت تنتظر الأحمر في موقعة الإياب في إمارة دبي التي شهدت دموع الفرح لفريق المحرق ورجالاته.

لن أتحدث عن حجم الانجاز الذي حققه الفريق لأن التعبير عن البطولة يحتاج لمساحة كبيرة جداً، وأود في هذه الأسطر أن أوجه رسالة إلى مجلس إدارة النادي وعلى رأسهم الرئيس الشيخ أحمد بن علي بدعم المدرب الوطني عيسى السعدون ومساعده علي جعفر من خلال مواصلتهم العمل على رأس الفريق في الموسم المقبل، فالفريق حقق المستحيل بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم الجهاز الفني بالإضافة إلى الجهاز الإداري واللاعبين.

مجلس إدارة المحرق دائماً ما يعتمد على مدربين أجانب عجزوا عن تحقيق حلم طال انتظاره، وجاء الدور للسعدون ومساعده علي جعفر الذين حققوا ما عجز عنه الآخرون، فدعمهم من خلال دخولهم دورات مكثفة وإعطائهم فرصة جيدة لإثبات إمكاناتهم هو الخط الذي لابد أن يسير عليه المحرق، وليس فقط السعدون وجعفر إنما المدرب الوطني عموماً.

في الكثير من الأحيان يتم جلب مدربين أجانب تنفق عليهم الإدارة أموالا طائلة لا يستحقونها، ويعطى المدرب الوطني ربع ما كان يستلمه الأجنبي، فهذا المؤشر يدل على إخلاص وحب المواطن للفريق والعمل ولابد أن يدعم بقدر المستطاع.

عموماً، فريق المحرق سطر اسمه على أحجار ذهبية لن ينساها التاريخ، وحصوله على انجاز خليجي طال انتظاره يقف وراءه الكثير من الشخصيات التي ضحت من أجل النجاح يتقدمهم مجلس الإدارة، عضو مجلس الإدارة عبدالرحمن جمعة ومدير الفريق راشد عليوي والرجل الغائب عن الأضواء صالح البلوشي الذي يعمل بإخلاص كبير من أجل رؤية الابتسامة المحرقاوية وجميع الجماهير الذين أبارك لهم وأتمنى أن تتواصل الانجازات للبحرين.