العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ

زعيمة المعارضة البورمية تلقي خطاب «نوبل للسلام» غداً

بعد 21 عاماً من حصولها على جائزة نوبل للسلام

بعد أكثر من عقدين على منحها جائزة نوبل للسلام، ستتمكن زعيمة المعارضة البورمية، أونغ سان سو تشي أخيراً من إلقاء خطاب الجائزة غداً السبت (16 يونيو/حزيران 2012) في أوسلو، لتعطي بذلك المدافعين عن الديمقراطية في جميع أنحاء العالم مثالاً على المثابرة.

وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال الرئيس الحالي للجنة النرويجية، ثوربيورن ياغلاند «هذه بالتأكيد من اللحظات المهمة في تاريخ جائزة نوبل».

وأضاف «خلال هذه السنوات الإحدى والعشرين، لم تثبت أونغ سان سو تشي أن منحها الجائزة مبرر فحسب بل فرضت أيضاً نفسها مثالاً معنوياً للعالم أجمع: فعلى رغم أنها أمضت القسم الأكبر من الوقت في عزلة، كانت أصداء صوتها تبلغ مزيداً من مسامع الناس».

ففي 14 أكتوبر/ تشرين الأول1991، أعلنت لجنة نوبل منح أونغ سان سو تشي جائزة السلام تكريماً «لنضالها غير العنفي في سبيل الديمقراطية وحقوق الإنسان».

وأعطت الجائزة هذه البورمية النحيلة أبعاداً عالمية.

وفي تلك الفترة، كانت «سيدة» رانغون في الإقامة الجبرية بقرار من المجموعة العسكرية التي اختارت تجاهل الفوز الساحق لحزبها، الرابطة الوطنية من أجل الديمقراطية، في الانتخابات النيابية في العام السابق.

ويتذكر السكرتير التنفيذي للجنة نوبل، غير لوندشتاد الذي كان في منصبه آنذاك «لم يكن النظام يعارض سفرها إلى الخارج لكنها كانت تتخوف من ألا تتمكن من العودة إلى بلادها».

وحدهم الألماني كارل فون أوسيتسكي والروسي أندريه ساخاروف والبولندي ليخ فاليسا، منعوا قبلها من الذهاب إلى أوسلو لتسلم جائزة نوبل للسلام.

وقد تسلم زوجها البريطاني مايكل أريس، ونجلاها ألكسندر وكيم الجائزة المرموقة بإسمها في 10 ديسمبر/ كانون الأول.

وقال نجلها البكر أليكسندر في خطاب الشكر «أعرف لو أن والدتي كانت حرة طليقة اليوم ... لطلبت منكم أن ترفعوا الصلوات حتى يرمي الظالمون والمظلومون أسلحتهم ويتحدوا من أجل بناء أمة تقوم على الإنسانية المجبولة بروح السلام».

وأثارت كلماته هذه تأثر الحضور وانفعالهم.

وأوضح لوندشتاد «لدى استماعهما إلى أليكس، كانت الملكة صونيا ورئيسة الوزراء غرو هارلم برونتلاند، وكلاهما أم، تذرفان الدموع، مثل كثيرين سواهما».

وزادت المجموعة الدولية التي أقلقها مصير سو تشي، مبادراتها في تلك الفترة لإطلاق سراح هذه السيدة المتأثرة بتعاليم غاندي.

وقد وجهت نداءات إلى الزعماء وأصدرت تهديدات بفرض مقاطعة اقتصادية، ومنحتها جوائز عدة (جائزة رافتو في 1990، وجائزة ساخاروف في السنة نفسها على غرار جائزة نوبل) ... لكن جهودها ذهبت أدراج الرياح.

إلا أن ياغلاند اعتبر أنها «كانت ستتعرض لمزيد من المخاطر لو لم تحصل على الجائزة». لذلك ستتمكن أونغ سان سو تشي التي انتخبت نائبة وأفرج عنها العام الماضي في إطار إصلاحات سياسية في بلادها، وبعد 15 عاماً في الاحتجاز، من إلقاء المحاضرة التقليدية للفائزين بجائزة نوبل، وذلك قبل ثلاثة أيام فقط من عيد ميلادها السابع والستين.

وقال لوندشتاد «هذه أمثولة في التفاؤل تؤكد استحالة الاستمرار في تولي السلطة خلافاً لإرادة الشعب».

ومن الفائزين بالجائزة الذين ما زالوا على قيد الحياة، لم يبق بعد أونغ سان سو تشي سوى الناشط الصيني المنادي بالديمقراطية، ليو تشياوبو المسجون في بلاده بتهمة «التخريب» الذي لم يتمكن بعد من تسلم جائزة نوبل التي منحت له في 2010.

وأوضح ياغلاند «آمل في الا ينتظر 21 عاماً ليأتي ويتسلم جائزته». وخلص إلى القول «لكن حالة أونغ سان سو تشي إشارة بالغة الأهمية تؤكد أن أنصار الديمقراطية هم الغالبون في نهاية المطاف».

العدد 3569 - الخميس 14 يونيو 2012م الموافق 24 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً