العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ

كشكول مشاركات ورسائل القراء

عوامل نجاح الإعلام

مازال الإخفاق يلازم الإعلام الرسمي. ومازال الأسلوب الذي اتبعه هذا الاعلام منذ بداية الأزمة متبعاً إلى الآن. هذا الاعلام يتميز بالتناقض الواضح والمخيف. تناقض في جميع جزئياته تناقض أدى إلى عدم قدرة هذا الاعلام مواجهة مقتضيات الموقف. وكذلك الاخفاق في جميع معانيه فيما يتعلق بتحقيق التأقلم مع هذه الأحداث.

لذلك فان طبيعة المرحلة التي نعيشها يجب أن تمثل المنطلق الأساسي لتحديد أبعاد العمل الاعلامي في هذه المرحلة والمرحلة المقبلة.

ولكن للأسف فان المأساة الحقيقية والأساسية هي أن المسئولين عن المؤسسة الاعلامية لم يفهموا بعد أن هذه المؤسسة في حاجة إلى العقليات الخلاقة والمعتدلة وأنه لا يمكن أن تنجح هذه المؤسسة إلا إذا تجردت من ذلك المنطق البيروقراطي الذي يسيطر عليها والذي كان لا بد بها إلى أن تسير في جزئيات وفقاعات تاركة الكليات.

لهذا فقد فشلت المؤسسة الاعلامية في الامساك بزمام الأمور والتأقلم معها.

كذلك ثبت عدم القدرة على التنظيم الذاتي لهذه المؤسسة الاعلامية. لأن إدارة الجهاز الإعلامي بالمهنية هي المنطلق لتحقيق القدرة على النجاح.

لذلك فيجب على الدولة اخضاع هذه المؤسسة الاعلامية الرسمية لتطوير شامل يسمح باخراج ذلك الجهاز من التقاليد البالية التي تسيطر على أوضاعه حالياً. ويجب أن نقر بأن الوضع القائم في الجهاز الاعلامي الرسمي لم يعد صالحاً لهذه المرحلة ما دام يقدم مثل هذه البرامج الاقصائية. كذلك لن يكون له من أثر في المستقبل إذا بقي على ما هو عليه الان. ولهذه الأسباب استطاع الاخرون أن ينجحوا في الانتفاع من جميع هذه الاخفاقات في المؤسسة الاعلامية الرسمية.

وبالمناسبة لا أحد ينكر أن في جهاز الاعلام أستوديوهات وتقنيات متطورة. ولكن مع الأسف لا توجد عقول متطورة تستطيع أن تنتفع من هذه التقنيات المتطورة.

لذلك فإذا أرد القائمون على الاعلام أن يعالجوا هذا الاخفاق ويصحوا منه فان الاعلام المسموع والمرئي في حاجة إلى التخطيط العلمي المنظم وإلى العاملين ذوي الخبرة والكفاءة ونحتاج إلى التدريب في كيفية ادارة الأزمات وضرورة تلوين الاعلام بالعمل والأسلوب ويجب على الدولة إيجاد جهاز قوي يتولى عملية التخطيط، بحيث يضمن نوعاً من التنسيق والتناسق بين مختلف عناصر الرسالة الاعلامية.

ويتجلى هذا الاخفاق أيضاً في عملية الخلط بشكل واضح فيما يتعلق بالمتخصصين في العمل الاعلامي. فاعتمدوا على صحافيين في الاعلام المقروء ولغته وأساليبه وأن منطقهم يتحدد بمنطق القصة ومفهوم الحبكة والاثارة.

خليل محسن النزر


التراث المنسي

 

نحمد الله على وجود مواطنين على أرض مملكتنا الحبيبة البحرين هدفهم هو الحفاظ على تراثنا الذي اندثر مع مرور السنين وقد أصبح في طي النسيان، وعزوف الجيل الجديد عن معرفة تلك الحقبة من تاريخ البحرين الجميل وعن عاداتنا وتقاليدنا الأصيلة التي كنا نفتخر بها.

بتطور الزمن ومشاغل الحياة أهملنا الحفاظ على هذه الموروثات الأصيلة وأخذتنا الحياة بعيدا وتركنا كل ما هو أصيل وجميل ولكن بفضل الله مازالت هناك فئة لا بأس بها من المواطنين تعمل جاهدة على الحفاظ على هذه الموروثات، فتحية من القلب إلى هؤلاء المواطنين المخلصين الذين عملوا على الحفاظ بجمع المعلومات القديمة واهتمامهم الكبير في جمع واقتناء الوثائق المهمة ذات التاريخ العظيم والكثير من الأدوات القديمة إضافة إلى بعض الأواني التي انقرضت اليوم ولا تقدر بثمن لكل من يعرف قيمتها التراثية.

تحية أيضا إلى المواطن المخلص السيد ناصر محمد الحسن (بو عبدالناصر) هذا المواطن الذي حول منزله إلى متحف صغير بالكاد يتحمل هذا الكم الهائل من المقتنيات وبه الكثير من الذكريات الجميلة وقطع تراثية مثبتة على كل جدار في ذلك المنزل الصغير فكل قطعة لو استطاعت أن تنطق لقالت (ليت الزمان يعود يوما) وهناك أيضا الكثير من الهواة والمؤرخين في جمع الوثائق التاريخية إضافة إلى مقتنيات من البلدان العربية ومن هؤلاء المواطنين يأتي في مقدمتهم السيد محمد جمال وسيد علي وعبدالله باقر وعبدالله الشعبي والكثير منهم، وللعلم أن هناك سفارات عربية في البحرين عملت على تكريم عدد منهم على ما بذلوه في اقتناء تلك الوثائق المهمة فأوجه خطابي هذا إلى وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت إبراهيم آل خليفة أن تنظر في أمرهم وتقدم لهم الدعم وتعمل على احتضانهم وتوفير معرض سنوي تفتخر به البحرين وبهذه الفئة المخلصة.

صالح بن علي


تواصل... لا اتصال!

 

هل تمنيت يوماً أن تسير في الطريق وحدك دون أن يزاحمك غيرك الطريق؟، هل تشعر بالراحة أكثر إذا ركبت وسيلة مواصلات فوجدتها تخلو من الركاب إلا أنت؟، أن تصعد في المصعد وحدك... تتجول في الطرقات وحيداً... تسبح وحدك في مياه البحر... تجلس على الكورنيش منفرداً... تأكل في مطعم خالٍ إلا منك... تفعل أي شيء من دون أن يشاركك الناس فعل هذا الشيء؟!

الوحدة للبعض شيء جميل، تجعله يبدع وقادراً على العطاء بشكل أفضل، لكنها للكثيرين تعتبر شيئاً موحشاً، إذ اختفاء الآخرين يجعل من الوحدة أمراً قاسياً لا يطاق، لذا كنْ على اتصال دائم بالآخرين من حولك، الأقارب... الأصدقاء... زملاء العمل أو الدراسة، هذا ليس إعلاناً لشركة هواتف أو غيرها، أقصد بالاتصال هنا التواصل الملموس، لقاءات وزيارات وليس تبادل للمكالمات الهاتفية أو الدردشة عبر الإنترنت، حطموا القواقع الإلكترونية التي باتت تغلف كلاً منا وتعزلنا عن بعضنا البعض، وما زاد الأمر سوءاً هي الشبكات الاجتماعية التي ظهرت أخيراً وأعدمت ما تبقى من مظاهر التواصل بين الناس، فبات الجميع أمام الشاشات يتشاركون النقاش ويتبادلون أطراف الحديث، لكن حوار الأحرف لا يغني عن حوار الكلمات، مهما وفروا من إمكانيات تساعد على عرض الإيماءات وتعبيرات الوجه عبر الشاشة، ومهما زادت جودة الصوت ووضوح الصورة عبر برامج الدردشة «الشات».

أحمد مصطفى الغر


فارس الأحلام

 

نائمات في قطار السكك الحديدية

والليل حالك وصوت القطار فقط

وبه نساء كثيرات... وكل فتاة تحلم بفارس احلامها

غارقات في خيالهن

وهناك فتاة ترى اميرها الذهبي

يركظ معها يبتسم لها

تحلم بالفستان الأبيض الجميل

«دبلتان» وليلة رائعة جداً

الغناء والحضور

سيارة تقلهما والعالم فرح

فيوقظها زوجها قومي من نومكِ

يناديها حبيبتي زوجتي العزيزة قومي

بجنبها صغارها ينادونها ماما ماما

يقول لها زوجها رضيعكِ يبكي

طفلتكِ لا تريدني حبيبتي خديها

جائعة تريد من يقوم بتوظيب اغراضها

مساعدتها على دروسها

يناديها مرةً اخرى يتكلم معها

زوجتي دعينا نخرج اليوم

ومازال القطار يمشي

يمشي بها نحو مخيلاتها وحلم الزواج

سنين العمر المنقضي دون نهاية

والفتاة غارقة في حلمها

ليتوقف القطار عند المحطة

ويدق جرس الوصول ليعلن انتهاء الرحلة

فاستيقظت الفتاة في ذهول

أين انا أين الأطفال أين زوجي!

وكانت بجنبها امرأة

أيقظتها وصلنا سيدتي

قومي ولا تنسي حقائبكِ

فقالت لها الفتاة: شكراً لك

كانت تشعر بالسعادة ولكنهُ حلم!

حلم الزواج والأطفال لم يتحقق

تلاشى حين توقف القطار

فقامت تتمشى للخارج منهزمة

وكلها امانٍ بتسوية معاناتها بانتصار

لعله يتحقق حلم زواجها يوماً ما

في تكوين عائلة مستقلة

لتترك حياة العنوسة

تبتعد عن التفكير

تبني جسر الاستقرار

وتكون دائماً زوجة سعيدة...

ميرزا إبراهيم سرور


قيام الموهبة...

 

بإسهاب قرأناها

أبا حسين يالغالي

بأشعارك وما أروع

بسبك ذا علا عالي

رفد مجزي ينير الكل

بآداب للأهالي

وننهل من ينابيعك

روى الدير وشع بالي

فيوضاتك وتر علم

تقول الحق لا مبالي

بعطاياك تفاجأنا

ملأ الفكر وحتى الخالي

زمان أول بعث للتو

بطرح شعرك لنا الحالي

بحرنا في بلاغاتك

ونطمح في عمل تالي

مصطفى الخوخي


وتثمر الذاكرة

 

كانت دائماً كلما غرست غرساً في حديقتها... تجده ينمو في اتجاه حديقة الجيران... ويتمدد باتجاه الأسطح المجاورة... وتتسلل ثماره إلى الخارج، لتتدلى في الشارع أمام كل المارين... ولفرط دهشتها كانت تعيد الغرس كل سنة، وكانت النتيجة أن الغرس ينمو أكثر ويتمدد أبعد من ذي قبل في الاتجاه نفسه، ويثمر بكرم أكبر، كلما كثرت الأيادي التي تلامس ثماره…

ولما خمدت دهشتها، وبدأ اليأس يعشعش في إرادتها، قررت أن تأتي بأزهار ونباتات اصطناعية معدة مسبقاً، وشجيرات ليمون لا يأكل… تزين مظهر الحديقة وتقتصد الجهد ومعاناة السقي والاعتناء بالتربة.

وبعد ما يقارب شهرين أو أقل، لاحظت أن زياراتها للجيران قد قلت، وأن إطلالاتها على الأسطح المجاورة من حين إلى آخر قد تراجعت، وأن حواراتها الصوفية عن ماضيها وماضي عائلتها تحت الثمار المتدلية من سور حديقتها قد شلت.

فكرهت كل شيء مصطنع في حديقتها وبيتها وحياتها… وبعد ليلة دموع ورثاء، حملت معولاً مصرة على تقليب تربة الحديقة والذاكرة.

صالح ناصر طوق

العدد 3570 - الجمعة 15 يونيو 2012م الموافق 25 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً