العدد 3573 - الإثنين 18 يونيو 2012م الموافق 28 رجب 1433هـ

في ذمّة الله

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بادئ ذي بدء، نعزّي الحكومة السعودية والمجتمع السعودي بوفاة ولي عهدهم الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود، الذي وافته المنيّة قبل يومين، وما نقول إلاّ إنا لله وإنا إليه راجعون، لله ما أعطى ولله ما أخذ.

وقد شدّتنا البرامج التي تناولت حياة الأمير نايف، إذ بدأ حياته في القتال مع أبيه، وهو ابن الخامسة عشرة، ومن ثمّ تناولت البرامج حبّه وشغفه بالصقور، فالمجتمع البدوي معروفٌ عنه تولّع أبنائه بالصقور ورياضة الخيل.

ولكن ذلك البرنامج الذي عرضته إحدى القنوات عن الملك «ابن سعود»، كان مشوّقاً جداً، إذ تناولت 3 محكّات رئيسية في حياة الملك عبدالعزيز رحمه الله، وكانت أوّلها توحيده للمملكة العربية السعودية، بعد أن كانت القبائل مبعثرةً ومشتّتة، وكيف استطاع بحنكته وقوّته أن يقوم بجعلها تحت ظل واحد.

ومن ثمّ تطرّق البرنامج إلى المحك الثاني، وهو كيفية إدخال التعليم في هذا المجتمع البدوي المغلق، إذ استفاد «ابن سعود» في البدايات، بالمذياع الذي كاد أن يكون حراماً، لولا إصراره على وضع صوت القرآن الكريم فقط، إلى أن أخذ عليه الناس، ومن ثمّ جاءت الحملات التنويرية من أجل التعليم، وخصوصاً تعليم البنات، فلقد كان من الصعب جداً تعليم البنات في ظلّ ذلك العصر، الذي كان الرجل فيه مسيطراً على جميع قنوات الوطن، ولم يكن للمرأة كيانٌ أو صوتٌ مسموع.

أمّا المحك الثالث، فلقد كان محك النفط، إذ استفاد الملك عبدالعزيز من النفط في تنمية الدولة السعودية اقتصادياً واجتماعياً وفكرياً، وقد تغيّر الشباب السعودي وتحوّل المجتمع، من مجتمع بدوي متعصّب إلى مجتمع حضري.

ومازلنا نشاهد البرامج التي تعرض كيفية تحوّل المملكة العربية السعودية، فما أن نشاهد هذه البرامج على التلفزيون، حتى نعلم بأنّ إصرار الملك عبدالعزيز على تنوير شعبه، كان من أولوياته، وقد نجح بها، وإن كانت هناك بعض الأخطاء لمن قدموا بعده، إلاّ أنّ العائلة السعودية أنتجت أفضل الطاقات البشرية، ودأبت على دراسة أبنائها في الخارج أكثر من الداخل، وبهذا أصبح الصرح السعودي في أوجّ قوّته إلى يومنا هذا.

الأمير نايف كان رجل أمن، وقد شهد الأمن في عهده كما قيل منذ السبعينيات الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، مما أثّر على جميع النواحي، وكم نتمنى أن تسرد محاسن هذا الأمير من الناحية الاجتماعية والسياسية والأمنية.

ونحن لم نتعرّف عليه شخصياً لنذكر محاسنه، وقد غادر هذه الدنيا إلى دار أخرى، وهو الآن بين يدي المولى، وفي ذمّة الله. وما أفضل من ذلك، عندما يكون المرء في ذمة الله! حفظ الله المملكة العربية السعودية وزادها غنى ورفعة شأن وعزّة لكل مواطن فيها.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3573 - الإثنين 18 يونيو 2012م الموافق 28 رجب 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 3:19 م

      انا لله وان اليه راجعون

    • زائر 20 | 12:09 م

      وين الي يمدحونك ويثنون على مقالك

      الظاهر انه ماعجبهم والى في العاده كل مدح او شيئ اخر

    • زائر 17 | 4:02 ص

      ابو محمد

      تحية تقدير للكاتبه ونحمد الله على ماقدر وكتب رحمه الله رحمة واسعه واسكنه فسيح جناته ونحتاج الى الكثير من هذه المقالات التى تغرس وتعزز القيم والمبادئ لدى المجتمع وتغرس حب الدين والوطن وولاة الامر الذين افنو اعمارهم ووقتهم وجهدهم لحماية الاوطان لنعيش حياة كريمه ولننعم بالامن والامان وجميعنا نايف ابن عبدالعزيز ودمتم ءسالمين

    • زائر 3 | 12:27 ص

      نعم يادانة الحد هذه المرّة صدقتي

      وشكرا على هذا المقال القيّم عن رجل عظيم لم يحاول البعض التعرّف على مناكبه ، نعم في عهده ازدهر الأمن والرخاء وسادة الطمئنينة في القلوب بين افراد المملكة في جميع الارجاء ، مرة اخرى شكرا والى الامام فأنت حقا وحقيقة دانة الحد وقد اثبتي انك على هذا الجانب من الطريق جانب الصح والحق جانب الحد المعروف بالنزاهة

اقرأ ايضاً