العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ

نجيب صعب يحذر من «فجوة غذائية» في العالم العربي

ريو دي جانيرو - المنتدى العربي للبيئة والتنمية 

21 يونيو 2012

حذر الأمين العام للمنتدى العربي للبيئة والتنمية نجيب صعب، في كلمة ألقاها يوم الثلثاء (19 يونيو/حزيران 2012)، في ندوة ضمن مؤتمر الأمم المتحدة حول التنمية المستدامة في ريو دي جانيرو، من اتساع الفجوة بين الموارد الطبيعية المتوافرة محلياً وحجم الاستهلاك في الدول العربية، خاصة في مجال الانتاج الغذائي. وقال إن طلب العرب على الموارد يصل الى ضعفي ما هو متوافر محلياً، داعياً الى سد الفجوة عن طريق كفاءة الإنتاج والتعاون الإقليمي.

ونظمت الندوة حول «الأمن الغذائي في عالم عربي متغيّر»، التي عقدت في مركز المؤتمر «ريو سنترو»، جامعة الدول العربية بالتعاون مع الاسكوا والوكالة الألمانية للتعاون الدولي. وشارك فيها وزير البيئة الفلسطيني يوسف أبوصفية ورئيس المنظمة العالمية للمزارعين ماركو مارزانو، ورئيس قسم التجارة في الوكالة المعنية كارستن هوفمان.

وأكد صعب، أنه لا يمكن الاستمرار بسد الفجوة الغذائية عن طريق استخدام عائدات النفط لاستيراد الغذاء، خصوصاً مع الارتفاع العالمي المتواصل في أسعار السلع الغذائية ونضوب المصادر النفطية غير المتجددة خلال العقود المقبلة. وأوضح أن «الأمن الغذائي ليس بالضرورة مرادفاً للاكتفاء الذاتي في الغذاء، خاصة في دول لا يمكن أن تحقق الاكتفاء إلا بكلفة عالية جداً وهدر الموارد غير المتجددة. ويتطلب سد الفجوة وتأمين فرص الحياة الكريمة للشعوب العربية تحقيق أعلى قدر ممكن من التعاون الإقليمي القائم على الميزات التفاضلية في الموارد الزراعية».

وأعطى صعب، لمحات من نتائج التقرير الجديد الذي يعده المنتدى حول «البصمة البيئية في الدول العربية»، والذي سيعلن خلال المؤتمر السنوي في بيروت في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. فكشف أن معدل البصمة البيئية للفرد العربي ازداد بنسبة 78 في المئة خلال السنوات الخمسين الماضية، مقارنة مع زيادة في الموارد لا تتجاوز 60 في المئة. وأشار الى أنه «اذا استهلك جميع سكان الأرض بالمعدل نفسه لسكان قطر، لاحتاج العالم الى نحو سبعة كواكب بحجم الأرض، أما اذا استهلك بمعدل الفرد في اليمن، فسوف تنخفض الحاجة الى نصف حجم الكرة الأرضية».

لكنه أكد في المقابل أن الحلول في متناول اليد، كما أظهر تقرير «أفد» حول الاقتصاد الأخضر من أن رفع انتاجية الحبوب في المنطقة العربية من مستواها المنخفض اليوم، والذي لا يتجاوز 1700 كيلوغرام للهكتار، الى المعدل العالمي الذي يبلغ 3700 كيلوغرام للهكتار، مع تحسين كفاءة أنظمة الري، يؤدي الى زيادة إنتاج الحبوب بمعدل 50 مليون طن سنوياً. وهذا كفيل بسد العجز الحالي البالغ 20 مليون طن والوصول الى فائض يبلغ 30 مليون طن بحلول سنة 2030.

ونبه صعب، الى أنه «تحت شعار تحقيق الأمن الغذائي الذاتي، استنفدت بعض الدول العربية مخزونها من المياه الجوفية لزراعات غير مجدية في أراض صحراوية جدباء، فخسرت الأمن المائي ولم تربح الأمن الغذائي، في حين كانت دول مثل الصين تستأجر مساحات شاسعة في السودان لاستثمارها في الانتاج الزراعي». وخلص الى أن «توفير مستقبل مستدام يتطلب تحقيق تكامل وتعاون وإزالة الحواجز التي تعيق التبادل التجاري بين دول المنطقة، بحيث يساعد الانتقال الحر للبضائع والرساميل والناس في تحقيق الرخاء للمنطقة كلها. ولا بد أن يتزامن هذا مع اتخاذ قرارات صعبة تتعلق بالنمو السكاني وأنماط الاستهلاك».

العدد 3576 - الخميس 21 يونيو 2012م الموافق 01 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً