العدد 3578 - السبت 23 يونيو 2012م الموافق 03 شعبان 1433هـ

مصر بين «قوة الجيش» و«قوة الشارع»

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

عصر اليوم الأحد (24 يونيو/ حزيران 2012) سيعلن رئيس لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية نتيجة جولة الإعادة في انتخابات رئاسة الجمهورية التي جرت بين مرشح حزب العدالة والحرية المنبثق عن الإخوان المسلمين «محمد مرسي»، وآخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك «أحمد شفيق». ورغم أنه لا يمكن التنبؤ بما سيتم الإعلان عنه، إلا أن معالم الحدث المصري أصبحت أكثر وضوحاً، وهو في جانب كبير منه صراع بين «الجيش» و «الشارع».

شفيق يمثل أقوى مؤسسة لدى الدولة المصرية «الجيش»، والدولة المصرية لديها قدرات «عميقة» تصل من خلالها إلى مراكز اقتصادية واجتماعية تتعدى التشكيلة الرسمية للجيش.

مرسي يمثل الإخوان المسلمين الذين يمتلكون نفوذاً واسعاً في «الشارع»، وحالياً تتواصل في ميدان التحرير الاحتجاجات المنددة بقرارات المجلس العسكري الحاكم المتعلقة بالإعلان الدستوري المكمل (الذي يقيد صلاحيات الرئيس المقبل) وحل البرلمان (الذي تسيطر عليه الإخوان).

كلا الطرفين يعرفان أن نتيجة الصدام لها آثار مدمرة على الوضع المصري وسيخسر منها الطرفان، وكلاهما يستعد لمرحلة حساسة وعصيبة... فالجيش سيستخدم الإعلان الدستوري كورقة مساومة في المفاوضات مع الإخوان المسلمين وذلك لضمان عدم المساس بنفوذه الواسع الذي تحقق له في العهد السابق، وهم يضعون أيديهم على الزر لإعادة تشكيل قواعد اللعبة السياسية.

الإخوان لديهم قوّتهم المستمدة من شرعية الشارع، والعسكر لديهم قوّتهم المستمدة من الدبابات والعربات المدرعة ومختلف أنواع الأسلحة، وبالتالي فلربما يتحرك الطرفان نحو «سياسة واقعية» تحقق لكل طرف جزءاً مهمّاً مما يسعى إليه، بدلاً من خسارتهما الفادحة في حال اندفعوا نحو خيارات أخرى.

جماعة الإخوان المسلمين اتفقت مع قوى ليبرالية بأنها لن تدخل مرة أخرى في مفاوضات لوحدها مع العسكر، وأنها ستبقي خياراتها مفتوحة بشأن مواقفها التفاوضية، وهذه كلها إشارات إلى أن الإخوان على استعداد لتقاسم السلطة مع العسكر، من دون أن تترك القوى الليبرالية خارج المعادلة.

اليوم سنعرف أكثر كيف ستتجه الأمور في أكبر بلد عربي يسعى للتحول نحو الديمقراطية.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3578 - السبت 23 يونيو 2012م الموافق 03 شعبان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 14 | 8:15 ص

      بل الى الحين في عقليات هالون

      منقول
      أما الاخوان المسلمون فهم لديهم ارتباطات مع إيران التي وولائهم لفكرهم

    • زائر 13 | 7:28 ص

      مهزلة

      ما يحدث في مصر مهزلة عظمى بكل ما تعنيه الكلمة من معنى ...
      لماذا يأخر إعلان النتائج؟؟
      ما الذي يريده المجلس العسكري؟؟
      وغيرها من الاسئلة التي تطرح وتثير الجدل ..

    • زائر 11 | 4:41 ص

      كل بلد عربي

      كل بلد عربي يعيش بين قوة العسكر وقوة الشارع

    • زائر 10 | 4:37 ص

      جيش الخوف والخوف الشعبي

      قد يختلف اثنا على أن العسكري ينتمي لمجتمع والمدني لي آخر، الا أنهم مكونان لمجتمع المصري واحد. وكما يتربط الجيش بالوضع القديم ، فالشعب كذلك مرتبط بالوضع الحديث والقديم. اضافة الى أن مسؤولية الجيوش النظامية معروفة "المحافظة على أمن البلد"، لا يسقطها الدستور ولا يسقطها الشعب. فلا يستفيد الشعب من حل الجيش، ولا تسلط الجيش يفيد الشعب.
      وهذا يبقى المسألة .. أيهما خائف على الآخر وأيهما من الآخر خائف؟

    • زائر 9 | 3:41 ص

      مع كل ما قيل و يقال الشعب المصري يصنع تاريخه,,

      الشعب المصري هو الذي يحدد مصيره الآن,,,,,
      هذا المخاض لابد منه شئنا ام ابينا,,,,,
      الحضور الشعبي ضرورة لابد منها,,,,,
      مرسي او شفيق كلوا سوا ان لم يكن هناك وعي و متابعة و محاسبة شعبية و بشكل يومي,,,,,
      في نهاية التكوين للدولة المصرية الجديدة,,,,,
      سيبرز المارد المصري كقوة يحسب لها حساب على كل المستويات ,,,,,,,,
      و هذا هو هدف الثورة و مسارها و نتاجها,,,,,
      و عقبال عندكو,,,,,,

    • جعفر الخابوري | 3:12 ص

      نعم للديمقراطيه

      يجب على شعب مصر الحدر من عودة الديكتاتوريه من جديد

    • زائر 6 | 2:49 ص

      كفاهم شر الاشرار

      مصر مقبلة على عهد جديد محفوف بالمخاطر لتربص اعداء الامة بهم وهي ضمن برنامج الفوضى الخلاقة التي تسعى لها امريكا وغيرها من دول الشر والعدوان نشرها من خلال تصادم الشعوب العربية بانضمتها والكيل بمكيالين ولكي لايتحقق اي نوع من الديمقراطية فهل من معتبر.

    • زائر 5 | 1:46 ص

      الجيش أثبت وطنيته حينما قامت الثورة

      من يشكك في وطنية الجيش المصري للوطن لاشك انه جاهل حيث أن الجيش المصري جيش عتيق وأفراده وضباطه جميعا مصريون أب عن جد ولن يبيعوا مصر بأي حال من الأحوال. أما الاخوان المسلمون فهم لديهم ارتباطات مع إيران التي وولائهم لفكرهم وان كان على حساب مصلحة الشعب المصري بمكوناته المتنوعة دينيا وعرقيا وثقافيا.

    • زائر 3 | 12:54 ص

      الاخوان تكرر الاخطاء بسب قلة الخبرة السياسية

      انسحابها من الشارع و ترك الشباب في مواجة العسكر لعدم قراءتها الصحيحة لفلول النظام و الاعيبهم السياسية

    • زائر 2 | 12:40 ص

      الجيش المصري استخدم عقله ليصل الى ما يريد بدون ضجة و بدون فضائح

    • زائر 1 | 11:40 م

      قوة الجيش.

      حين ما كانت الثورة المصرية في أوجها كان ينظر الى الجيش المصري كحامي للثورة, لكن بعد مرور الايام أتضح بأنه لاعب أساسي في الانقضاض على كل مأعتبر منجزا من منجزاتها, وما الاحكام الدستورية التي صدرة مؤخرا بعيدة عن نفوذه.

اقرأ ايضاً