تمر في هذا الشهر الذكرى الـ 24 لوفاة عميد المسرح العربي الممثل، والمخرج المسرحي والسينمائي المصري الشهير يوسف وهبي، الذي يعد أحد الرواد الأوائل في السينما والمسرح، ويعتقد أنه أول من أدخل فكرة الموسيقى التصويرية قبل رفع الستار التي لم تكن معروفة إلا في أكبر المسارح في العالم.
ولد في 14 يوليو/ تموز من العام 1898 بمدينة الفيوم وتوفي في أكتوبر/ تشرين الأول من العام 1982. على عكس رغبة والده في أن يصبح مهندساً للري، انضم يوسف إلى السيرك، ثم بدأ حياته مسرحياً في فرقتي حسن فايق وعزيز عيد.
هرب إلى إيطاليا ليدرس التمثيل وهناك عمل بإحدى الفرق المسرحية وكان اسمه الفني آنذاك رمسيس.
عاد إلى مصر بعد وفاة والده، ليؤسس فرقة رمسيس في نهاية العشرينات، وذلك بهدف - ما اعتقده - تخليص المسرح مما رآه سقوطاً نحو الهاوية نتج عن الشعر الراقص لنجيب الريحاني وعلي الكاسر. لذلك جاء مسرح وهبي ميللودرامياً، على عكس مسرح نجيب الريحاني الساخر الذي أصبح أشد المنافسين لأسلوب وهبي.
1923 قدم باكورة أعمال الفرقة وهي مسرحية «المجنون» التي عرضت على مسرح «راديو». تأخر دخوله عالم السينما بسبب الحملة الصحافية والدينية التي أثيرت ضده بسبب نيته - حينها - تمثيل دور النبي محمد (ص) في فيلم لشركة ماركوس الألمانية بتمويل مشترك مع الحكومة التركية، وكان يرأسها آنذاك مصطفى كمال أتاتورك، إذ اضطر وهبي إلى الرفض تحت ضغط شعبي ومن الملك فؤاد الذي هدد بسحب جنسيته المصرية منه.
1930 أنشأ شركة سينمائية باسم رمسيس فيلم، بالتعاون مع محمد كريم، وبدأت أعمالها في العام نفسه بفيلم «زينب». كان الفيلم من تأليف وهبي وإخراج كريم.
1932 أنتج فيلم «أولاد الذوات» وهو أول فيلم عربي ناطق، وهو مقتبس من إحدى مسرحيات وهبي الناجحة، وقام هو نفسه بكتابة نص الفيلم ودور البطولة فيه، بينما قام كريم بإخراجه.
1935 كتب فيلم «الدفاع» الذي أخرجه بالتعاون مع المخرج نيازي مصطفى.
1937 قدم رابع أفلامه «المجد الخالد»، وهذه المرة كان هو الكاتب والبطل والمخرج.
1944 قدم واحداً من أشهر أدواره في «غرام وانتقام»، الذي أخرجه بنفسه، ولعب فيه دور شاب عاشق يقع في غرام أسمهان، في ثاني وآخر أدوارها، على رغم سنوات عمره التي شارفت على 46 حينها.
بلغت حصيلته من الأفلام 30 فيلماً أخرجها و40 قام بتأليفها، بينما شارك في تمثيل ما يزيد على 60 فيلماً مع رصيد يصل إلى 320 مسرحية. حصل على الكثير من الجوائز التقديرية منها منحة رتبة البكوية من الملك فاروق، وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى العام 1960، جائزة الدولة التقديرية العام 1970، وجائزة الدولة التقديرية والدكتوراه الفخرية العام 1975 من الرئيس المصري أنور السادات. كذلك انتخب وهبي نقيباً للممثلين العام 1953.
عمل مستشارا فنيا للمسرح بوزارة الإرشاد، كما منحه بابا الفاتيكان وسام الدفاع عن الحقوق الكاثوليكية، وهو أول مسلم يحصل على هذه الجائزة
العدد 1503 - الثلثاء 17 أكتوبر 2006م الموافق 24 رمضان 1427هـ