توصلت الإدارة التنفيذية لشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) ومجلس إدارة النقابة مساء أمس الأول إلى توافق من أجل إنهاء قضية زيادة أجور عمال الشركة البالغين أكثر من ثلاثة آلاف عامل، وذلك بعد الإضراب العمالي الذي نفذه نحو 1300 صباح أمس الأول مطالبين برفع قيمة الزيادة العامة من 15 في المئة إلى 20 في المئة.

وأشارت مصادر عمالية إلى أن نتائج لقاء النقابة مع الشركة توصل إلى اعتماد زيادة 22 في المئة في الراتب الأساسي لكل موظف قيم 7 في وقت الزيادة السنوية، واعتماد زيادة 21 في المئة في الراتب الأساسي لكل موظف قيم 6 في وقت الزيادة السنوية، واعتماد زيادة 20 في المئة في الراتب الأساسي لبقية الموظفين بما فيهم الجدد والحالات المرضية.

وتأتي هذه الاستجابة من قبل مجلس الإدارة تماشيا مع توجيهات صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بتعديل رواتب جميع الموظفين خلال استقباله رئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة منتصف الشهر الماضي، والذي من خلاله عهد مجلس الإدارة الأمر به إلى احدى الشركات الاستشارية المتخصصة في دراسة رواتب الموظفين وفق المتغيرات الاقتصادية التي يشهدها العالم والتي أقرت التعديلات في الرواتب وفق معايير علمية دقيقة روعي فيها مكانة الشركة محليا وعالميا.

وبينت المصادر أن النقابة رفضت ما أقرته الشركة من اعتماد 15 في المئة زيادة سنوية لنحو 75 في المئة من عمال الشركة والتمييز بين العمال، إلا أنها وافقت بالتمييز بعد ذلك، وبعد أن رفعت نسبة الزيادة للعمال إلى 20 في المئة كحد أقصى.

وكشف أن النقابة رفضت عرض الشركة الثاني الذي جاء على أساس اعتماد زيادة 22 في المئة في الراتب الأساسي لكل موظف قيم 7 في وقت الزيادة السنوية، واعتماد زيادة 21 في المئة في الراتب الأساسي لكل موظف قيم 6 في وقت الزيادة السنوية، واعتماد زيادة 20 في المئة في الراتب الأساسي لكل موظف قيم 5 في وقت الزيادة السنوية، واعتماد زيادة 19 في المئة في الراتب الأساسي لكل موظف قيم 4 في وقت الزيادة السنوية، مصرة على زيادة متساوية إلى الجميع قدرها 30 في المئة.

وبذلك سيتم تعديل الزيادة العامة في الأجور لنحو 75 في المئة من 15 في المئة إلى 20 في المئة، وبهذا التعديل سيحصل جميع العمال في الشركة على زيادة استثنائية بما يعادل 20 في المئة على الراتب الأساسي أو أكثر، إلا أن هناك 22 في المئة سيحصلون على زيادة أعلى من 20 في المئة بناء على أدائهم السنوي، وأن التوزيع الذي سيعطي 3 في المئة من الجدد والحالات المهنية على أقل من 15 في المئة (5 في المئة فقط) ألغي ورفع إلى 20 في المئة.

وستكلف الزيادة الشركة تقريباً نحو أربعة ملايين و600 ألف دينار سنوياً، إذ جاءت الزيادة بعد دراسة قامت بها شركة استشارية متخصصة لأجور عمال ألبا وأجور الشركات النظيرة الكبرى.

وأكد رئيس النقابة علي البنعلي أن نسب الزيادة الأولى التي أقرتها الشركة من دون علم النقابة ومن دون الاتفاق معها مجحفة بحق الكثير من العمال إذ ستصرف 15 في المئة زيادة إلى 2500 عامل في الشركة، بينما سيحصل 103 عمال على زيادة قدرها 22 في المئة، و533 عاملاً على زيادة قدرها 21 في المئة، و104 عمال على زيادة قدرها 5 في المئة فقط وهم من العمال الجدد ومن الحالات.

وأوضح البنعلي أن النقابة والعمال يرفضون هذا التوزيع والتقسيم الذي يفرق بين العمال في الشركة والذين يضحُّون من أجلها، إذ أشار أحد العمال إلى أن بونس الألف دينار الذي صرف لجميع العمال في العام 2004 لم يفرق بين أحد وصرف بالتساوي بين الجميع، مستفسرا عن أسباب صرف الزيادة العامة التي لم يشهدها عمال ألبا من 24 عاماً بغير التساوي وبآلية تنم عن توجه تمييزي.

وسأل عضو النقابة إبراهيم الدمستاني عن أسباب الدعوة إلى إضراب عمالي وإخراج العمال وافتعال الإضراب في ظل موافقة النقابة على الأرقام التي طرحتها الإدارة من قبل والتي تتراوح ما بين 7 إلى 21 في المئة، مشيراً إلى أنه من المطالبة بصرف زيادة قدرها 30 في المئة وبالتساوي إلى جميع العمال.

داعياً الإدارة إلى تفعيل لجنة المفاوضة بحسب ما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بينها وبين النقابة، وصرف الزيادة بأثر رجعي منذ اقرارها أي في الأول من سبتمبر/ايلول الماضي وليس أكتوبر/تشرين الثاني.

بومطيع يشيد بإيجابية الاحتجاج والتزام العمال

إضراب ألبا لم يسجل خسائر مالية ولم يوقف الإنتاج

أكد رئيس قسم العلاقات العامة بشركة ألمنيوم البحرين (ألبا) خالد بومطيع عدم تعرض الشركة لأي خسائر مالية جراء الإضراب الذي نفذه عمال الشركة ونقابة العاملين فيها، مشيراً إلى أن عملية الإنتاج في الشركة لم تتوقف.

وأشاد بومطيع بأداء العمال والنقابة خلال احتجاجهم الذي نفذوه صباح أمس الأول، والذي شمل عدت نقاط إيجابية منها رقي إدارة الاحتجاج العمالي وسلميته، مشيراً إلى أن العمال حافظوا على سلامة موقع الاحتجاج ولم يسجل أية عملية تخريب أو تكسير، ما يدل على تحمل المسئولية من قبل العمال.

وقال بومطيع إن « العمال رفعوا أعلام المملكة وصور عاهل البلاد ولافتاتهم المطلبية ما يعكس مدى وطنيتهم وإحساسهم بأهمية ذلك»، مؤكداً ان العمال لم يسعوا أبداً للإضرار بالشركة ولذلك تعهدوا بتعويض الوقت الضائع.

وأشار بومطيع إلى أن العمال كنوا إلى الرئيس التنفيذي كل الاحترام عندما نزل لهم وتحدث معهم وسمع مطالبهم، بل ان النقابة شكلت حاجزا بشرية من اجل حمايته ومنع أي تصرف غير لائق قد يحدث. ورأى بومطيع التزام العمال بالوقت ويعكس مدى وعي العمال بأهميته، إذ أنهى العمال احتجاجهم في الوقت المحدد وتفرقوا سريعا وتسلموا أعمالهم دون أي تأخير أو تذمر.وقامت دائرة العلاقات العامة بألبا بتسهيل مهمة مندوبي الصحافة المحلية والعالمية التي اهتمت بالخبر، وتم استقبالهم عند بوابة الشركة منذ الصباح الباكر لنقل وقائع الحدث من دون التدخل من أحد