العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ

التململ الأميركي يهدد الغالبية في الكونغرس

يهدد تزايد الغضب الشعبي الأميركي من الحرب في العراق واستمرار تراجع شعبية الرئيس جورج بوش وضع الجمهوريين الذين يشكلون غالبية في الكونغرس، ما لم يحدث تغيير كبير في اللحظة الأخيرة لمصلحتهم.

وبعد أن اقترب استحقاق السابع من نوفمبر/ تشرين الثاني على الأبواب إذ سيتم انتخاب مجمل الأعضاء الـ 435 في مجلس الممثلين و33 من أعضاء مجلس الشيوخ المئة، يميل الجو إلى التشاؤم في صفوف الجمهوريين. ويكفي أن يسيطر الديمقراطيون على عشرين مقعداً إضافياً كي يخسر بوش الغالبية في الكونغرس. ومنذ عدة أسابيع، تؤكد استطلاعات الرأي تقدم الحزب الديمقراطي الذي يبني حملته على أساس «عدم كفاءة إدارة بوش». وبالنتيجة، سيضطر الرئيس الأميركي الذي وصل إلى السلطة في العام 2001 بينما كان الكونغرس خاضعاً للسيطرة الجمهورية التي نجح في تعزيزها منذ ذلك الوقت، إلى متابعة الفترة المتبقية من رئاسته وسط سيطرة الحزب الديمقراطي على الكونغرس، ما سيحد من هامش حركته السياسية. وستفتتح الحملة للانتخابات الرئاسية للعام 2008 فوراً بعد ذلك بين الجمهوريين الذين سيطروا على واشنطن تماماً ست سنوات، والديمقراطيين الذين باتوا قادرين على ممارسة المزيد من التأثير على الحوادث، من دون أن يكون بإمكانهم عكس مجراها كلياً بسبب الحق الرئاسي الذي يتمتع به بوش لرفض قرارات الكونغرس. ولم يعد الخبراء يشككون بغالبية ديمقراطية ولو ضئيلة، في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون منذ 12 عاماً. كما يبدو أن الديمقراطيين سيكونون قادرين على تحقيق الإنجاز الأصعب المتمثل بالسيطرة على مجلس الشيوخ. وأشار الخبير المستقل شارلي كوك إلى أن «إعصاراً كبيراً» يهدد غالبية بوش في الكونغرس، ويضيف أن «الحزب الجمهوري يواجه أصعب وضع في تاريخه منذ فضيحة ووترغيت العام 1974»، في إشارة إلى فضيحة التجسس على مركز الحزب الديمقراطي التي أطاحت بالرئيس الأميركي نيكسون.

ويقول الرئيس السابق للغالبية الجمهورية في الكونغرس توم ديلاي «سيكون الأمر صعباً». ويسعى القادة الجمهوريون إلى العب على وتر المخاوف الأمنية للناخبين إذ يؤكدون أن سياستهم في إطار مكافحة الإرهاب بما فيها الحرب الدائرة في العراق، تحول دون وقوع هجمات جديدة في الداخل الأميركي.

وأكد جورج بوش «إنها ساعة توضيح الأمور للبلاد»، مضيفاً في حملته عن خصومه الديمقراطيين «إنهم أشخاص جيدون ووطنيون لكنهم مخطئون إذ لم يفهموا أبعاد الحرب الدائرة على الإرهاب». ويرد الديمقراطيون الذين يعتمل في صدور قواعدهم الغضب الناتج عن إبعادهم عن السلطة منذ ست سنوات بوعد اعتماد سياسة «متشددة ولكن ذكية» في إطار مكافحة الإرهاب.

وتشير الإحصاءات إلى أنهم باتوا يتمتعون للمرة الأولى بتفضيل الأميركيين لهم لمواجهة الخطر الإرهابي. كما يستفيد الديمقراطيون من سلسلة فضائح طالت غالبية الرئيس بوش منها اعتراف عضوين جمهوريين في الكونغرس بالتورط بقضايا فساد، علماً أن توم ديلاي اضطر إلى وضع حد لحياته السياسية تحت وطأة فضيحة متعلقة بتمويل حملته الانتخابية. ويزيد الطين بلة فضيحة النائب الجمهوري السابق مارك فولي الذي أقام علاقة جنسية مع أحد الطلاب الذين كانوا يعملون كمتدربين في الكونغرس، إذ بات الحزب الجمهوري الذي بنى صورته كمدافع عن القيم العائلية متهماً بأنه تغاضى عنها.

أ ف ب

العدد 1514 - السبت 28 أكتوبر 2006م الموافق 05 شوال 1427هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً