العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ

سورية تهدد باستخدام «الكيميائي» في حال تعرضها «لعدوان خارجي»

المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق
المتحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي يتحدث خلال مؤتمر صحافي في دمشق

هدد النظام السوري أمس الإثنين (23 يوليو/ تموز 2012) باستخدام الأسلحة الكيميائية في حال تعرضه لهجوم خارجي، ما دفع الولايات المتحدة إلى تحذير دمشق حتى «من التفكير ولو لثانية واحدة» بهذا الأمر، فيما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق وحلب بشكل خاص بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محاولة من الطرفين للسيطرة على أكبر مدينتين سوريتين.

من جهته، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من حرب أهلية طويلة الأمد في سورية في حال تم إسقاط الرئيس بشار الأسد بشكل «غير دستوري».

ميدانيّاً، ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين أمس لتتركز في القدم (جنوب العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصاً؛ ما أدى إلى سقوط 52 قتيلاً.


سورية تهدد باستخدام «الكيميائي» في حال تعرضها «لعدوان خارجي»

دمشق - أ ف ب

هدد النظام السوري أمس الإثنين (23 يوليو/ تموز 2012) باستخدام الأسلحة الكيميائية في حال تعرضه لهجوم خارجي، ما دفع الولايات المتحدة إلى تحذير دمشق حتى «من التفكير ولو لثانية واحدة» بهذا الأمر، فيما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق وحلب بشكل خاص بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين في محاولة من الطرفين للسيطرة على أكبر مدينتين سوريتين.

وقالت وزارة الخارجية السورية في بيان صادر عنها تلاه المتحدث باسمها، جهاد مقدسي أمام الصحافيين وأقر فيه للمرة الأولى بامتلاك سورية لأسلحة كيميائية «لن يتم استخدام أي سلاح كيميائي أو جرثومي أبداً خلال الأزمة في سورية مهما كانت التطورات الداخلية. هذه الأسلحة لن تستخدم إلا في حال تعرضت سورية لعدوان خارجي».

وأشار إلى أن «هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر».

إلا أن الخارجية ما لبثت أن وزعت بياناً جديداً على وسائل الإعلام أدخلت فيه تعديلات على البيان السابق. وجاء فيه «إن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لم ولن يتم استخدامه أبداً خلال الأزمة في سورية مهما كانت التطورات في الداخل السوري، وأن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها -إن وجدت- فمن الطبيعي أن تكون مخزنة ومؤمنة من القوات المسلحة السورية».

ولم يتأخر الرد الأميركي إذ قال المتحدث باسم «البنتاغون»، جورج ليتل إن على السوريين «ألا يفكروا حتى ولو لثانية واحدة باستخدام الأسلحة الكيميائية»، واصفاً هذا الاحتمال بأنه «غير مقبول».

وأضاف ليتل «عندما يقوم مسئولون سوريون بالتطرق أمام الصحافيين إلى الأسلحة الكيميائية فالأمر يثير القلق» مضيفاً «نعارض بشدة أي تفكير قد يصل إلى تبرير استخدام هذه الأسلحة من قبل النظام السوري».

وفي السياق نفسه اعتبر وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ (الإثنين) أن هذا التهديد السوري أمر «غير مقبول».

كما أكد نظيره الألماني، غيدو فسترفيلي أن «التهديد باستخدام أسلحة كيميائية أمر وحشي»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يظهر الموقف «غير الإنساني» لنظام بشار الأسد.

وفي بيان أصدره أمس، أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه البالغ من اللجوء المحتمل» إلى هذه الأسلحة.

من جهته أعلن الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون (الإثنين) أن احتمال استخدام أسلحة كيميائية في سورية سيكون «أمراً مداناً».

في بروكسل، قرر الاتحاد الأوروبي أمس تشديد عقوباته على سورية وعمليات مراقبة الحظر على الأسلحة لزيادة الضغط على النظام السوري.

من جهته، حذر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين (الإثنين) من حرب أهلية طويلة الأمد في سورية في حال تم إسقاط الرئيس بشار الأسد في شكل «غير دستوري».

وقال بوتين كما نقلت عنه وكالة «إنترفاكس»: «نخشى أنه إذا تم إسقاط القيادة الحالية للبلاد في شكل غير دستوري، فإن المعارضة والقيادة الحالية يمكن أن تتبادلا الأدوار ببساطة»، معتبراً أنه في وضع كهذا «فإن الحرب الأهلية ستستمر إلى ما لا نهاية».

وأكد مقدسي من جهة أخرى رفض بلاده لعرض جامعة الدول العربية حول تنحي الرئيس السوري، بشار الأسد عن السلطة مقابل «تأمين مخرج آمن له ولعائلته».

وقال في المؤتمر إن بيان الجامعة العربية «تدخل سافر في الشئون الداخلية لدولة ذات سيادة ودولة مؤسسة للجامعة العربية»، مضيفاً «نأسف لانحدار الجامعة إلى هذا المستوى اللا أخلاقي (...). ونقول للجميع الشعب السوري سيد قرار نفسه وهو من يقرر مصير حكوماته ورؤسائه».

وكان المجلس الوزاري لجامعة الدول العربية وجه فجر الإثنين إثر اجتماع له في الدوحة نداءً إلى الرئيس السوري دعاه فيه إلى «التنحي عن السلطة»، على أن تساعد «الجامعة العربية بالخروج الآمن له ولعائلته».

كما نص القرار على «الدعوة فوراً لتشكيل حكومة انتقالية سورية بالتوافق تتمتع بكافة الصلاحيات وتضم قوى المعارضة داخل وخارج سورية والجيش الحر» إضافة إلى ما سماها «سلطة الأمر الواقع الوطنية»، وذلك «لتيسير الانتقال السلمي للسلطة».

وطلب رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي (الإثنين) من القوات العراقية والهلال الأحمر استقبال النازحين السوريين بعد ثلاثة أيام من إعلان الحكومة رفضها السماح بدخول أي لاجئ.

في بيروت طلب الرئيس اللبناني، ميشال سليمان من وزير الخارجية تسليم «كتاب احتجاج» إلى السلطات السورية بسبب الخروقات للحدود اللبنانية من الجانب السوري، بحسب ما جاء في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية.

ميدانياً، ضاقت رقعة الاشتباكات في دمشق بين الجيش النظامي ومقاتلين معارضين (الإثنين) لتتركز في القدم (جنوب العاصمة) وكفرسوسة (غرب) بينما تتواصل عمليات القصف والاشتباكات في حلب وحمص خصوصاً، ما أدى إلى سقوط 52 قتيلاً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، هم 24 مدنياً و12 مقاتلاً معارضاً، بالإضافة إلى ما لا يقل عن 16 من القوات النظامية قتلوا خلال اشتباكات في محافظات حلب وحمص وريف دمشق ودرعا.

ولفت المرصد في بيان إلى أن العاصمة السورية تشهد اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين في بساتين حيي القدم وكفرسوسة.

وأفادت لجان التنسيق المحلية إلى «اشتباكات عنيفة تدور في حي القدم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين الجيش الحر وجيش النظام».

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أوردت أن «القوات المسلحة أعادت الأمن والأمان إلى حي بساتين الرازي في منطقة المزة وطهرته من فلول المجموعات الإرهابية المسلحة التي روعت الأهالي واعتدت عليهم وعلى مساكنهم وعاثت فساداً في أكثر من مكان بالحي».

العدد 3608 - الإثنين 23 يوليو 2012م الموافق 04 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 2:30 م

      لم نر إسلاميا واحدا : "توجه إلى فلسطي لنصرة الشعب الفلسطيني ضد نظام الطاغية بنياهو الطغمة الإسرائيلية

      لرئيس معه معظم الشعب ....السوري لرئيس معه معظم الشعب السوري..... لرئيس معه معظم الشعب السوري ..... لرئيس معه معظم الشعب السوري....

    • زائر 8 | 2:24 م

      حسب علمي القدس أقرب لعمان

      حسب علمي القدس أقرب لعمان من دمشق منذ 60 عام و هي تنتضر و الجهاد فيها أقدس و الشهادة فيها غير مشكوك فيها و المرتبة في الجنة مضمونة و قتل المسلم لاخيه فيها غير موجود أم أنه حديث باسكم بينكم شديد.....

    • زائر 7 | 6:06 ص

      الحقيقة

      على كل الطغاة ان يدفعوا ثمن" جرائمهم. في انحاء المعمورة والارض يرثها غبادي الصالحون

    • زائر 6 | 5:46 ص

      النصر قريب

      هناك نصر قادم ومعروف ان العربي ماينتصر
      الى على اخيه العربي

      بنشوف من ينتصر الجامعة العربيه لو سورية العربيه
      هنا مربط الفرس

    • زائر 4 | 4:46 ص

      ولد البلد

      عسى ما شر يا رقم 3 ؟ خل الكتابة لبعد ما تصحى أحسن .

    • زائر 3 | 3:49 ص

      البحرين

      الا دول الخليج العربي مقبل على اتحاد يربطها مع بعضها البعض.
      يقول المعلق انه امريكا استخدمة القنابل ضد الشعب العراقي.. لولا هذه القنابل لما استلمت ايران العراق! لا تتكلم وانت لاتملك القرار ولا الاختيار

    • زائر 2 | 1:27 ص

      حرب الشرق الأوسط

      حرب كبيرة قادمة سوف تغير خارطة الشرق الأوسط ....
      ومن المتوقع أن تسقط عروش وحكام في المنطقة ....

      وأن تعم الفوضى وعدم الأستقرار, وأن تنزلق .....
      المنطقة في الحرب الطائفية من أجل تقسيم منطقة الشرق الأوسط ......
      لدول صغيرة تتناحر فيمابينها....

    • زائر 1 | 12:09 ص

      عبدالرحمن

      الألماني، غيدو فسترفيلي أن «التهديد باستخدام أسلحة كيميائية أمر وحشي»، لافتاً إلى أن هذا الأمر يظهر الموقف «غير الإنساني» لنظام الأسد ...
      -------
      تصريحات مهزلة ، لم تتحرك أبداً مشاعر أوباما ولا توابعه من الغرب و العرب عندما كانت القوات الأمريكية و البريطانية تقصف الشعب العراقي بالقنابل الضخمة المغلفة باليورانيوم المنضب و التي أحدثت المآسي الفظيعة و الهائلة لأطفال العراق و الأجنة في بطون أمهاتهم من أمراض و تشوهات لا زالوا يعانون منها للآن.

اقرأ ايضاً