العدد 3609 - الثلثاء 24 يوليو 2012م الموافق 05 رمضان 1433هـ

مشاريع الإسكان... إلى أين... ولِمَن تُقَدَّم؟

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

منذ خمس سنوات، أو ما يزيد، تقلصت مشاريع الإسكان بالتوازي العكسي، مع زيادة التصاريح للمسئولين بالوزارة، عن الخطط الإسكانية القادمة منها ما هي خمسية وأخرى عَشرِية، فكلما تم تقديم اقتراح برغبة من مجلس النواب فيما يخص الأزمة الإسكانية، أو توجيه أسئلة من قبل النواب، منها على سبيل المثال سؤال النائب سلمان الشيخ لوزير الإسكان باسم الحمر عن الطلبات الاسكانية في المحافظة الوسطى والشمالية، يتم إقناعهم بالخطط القادمة لمواجهة الأزمة الإسكانية.

تصاريح جمة وجعجعة ممنهجة، من غير أن نرى خدمات إسكانية تلبي حاجات المواطنين، من بينها تصريح وزير الإسكان حين قال، إن عدد الخدمات الاسكانية التي تم تقديمها الى المواطنين منذ العام 1999 وحتى العام 2012 بلغ نحو 46662 خدمة إسكانية! خلال جلسة مجلس النواب في 8 مايو/ أيار للعام 2012، في حين أننا نتابع تململ الناس من فترة الانتظار التي قد تمتد إلى عشرين سنة، ونسمع ونشهد بعض الطلبات متكدسة منذ 1992.

باختصار، لم نلمس أي توزيع للوحدات السكنية، سوى بيوت موزعة ككنتونات متناثرة بين المناطق لا تتعدى عشرات البيوت في السنتين الماضيتين. أو بضع مئات من الطلبات بشتى أنواعها مجتمعة على مدى العقدين الماضيين.

في العقدين الأخيرين من القرن السابق، حينما يتم توزيع خدمات إسكانية، تحصل فئة خدمة الوحدات السكنية على نصيب الأسد من التوزيع، لما لها من أهمية في استقرار المواطن، فقد يبلغ التوزيع مئات المنازل، تليها خدمة القروض، ومن ثم توزيع القسائم السكنية، يتبعها الشقق الاسكانية التي تعتبر الأقل رغبة عند الناس.

المثير هنا، أن الوزارة تتباهى على لسان الوكيل المساعد للسياسات والخدمات الإسكانية بتطوير خدماتها الادارية وخدمة المراجعين (المستفيدين من الخدمات الاسكانية) من أجل الابتعاد عن وجع الرأس وتكديس المواطنين في صالة الوزارة، لا بتطوير الخدمات الاسكانية، كإضافة جمالية على البيوت أو زيادة في مساحته أو بيوت عصرية تواكب أو تحاكي التنمية المستدامة.

مع ارتفاع سعر النفط وزيادة إنتاج التكرير، قَلَت خدمات الاسكان، ولا سيما توزيع الوحدات السكنية بشكل ملحوظ لا يقبله العقل، فأين تذهب الموازنة المخصصة للخدمات الاسكانية التي تضاعفت سنة تلو أخرى في العقد الماضي، في ظل تراجع ملحوظ في توزيع البيوت وزيادة فترة الانتظار.

من المفترض أن تشهد البلاد تحسناً أو طفرة في الخدمات الإسكانية، لا أن تتراجع إلى ما دون المستوى، الذي يجعل المواطن يقترب إلى القبر من اقترابه في الحصول على المنزل.

من حق الشعب أن يتساءل، ومنهم أحد الأصدقاء الذي يعود طلبه إلى العام 1993، وكل مرة يحلم بأن سيحصل على الوحدة هذه السنة، وبقي على هذا المنوال لأكثر من خمس سنوات وهو يحلم! حتى يئس من الانتظار. لهذا من حق الجميع أن يطرحوا الأسئلة التالية أيضاً، أين الخدمات الإسكانية التي شُيدَت في عشر السنوات الماضية، وأين وزعت، وعلى مَن؟ وعلى أي أسس ومعايير؟.

المشكلة الإسكانية قنبلة موقوتة قد تنفجر من غير موعد محدد، إن لم يتم احتواؤها وحلحلة هذه الأزمة التي نالت من جسد جميع أسر البحرينيين، ومن باب حرصنا على مصلحة المواطن والبلد، وجب التنبيه لهذه القضية الساخنة، ولنتعلم من الدروس السابقة التي أثرت في استقرار البلد.

الحكومة التي تنشغل بأمور شعبها، وتهتم براحة المواطن وتعمل من أجل توفير سبل الراحة للناس لا تواجه معارضة، فالتقصير في خدمة الشعب يجابه بالانتقاد لتوجيه عملها وإصلاح الاعوجاج، فهذه حقوق مواطنين كفلها الدستور وليس منة، والتي من مرتكزاتها الحصول على عمل أو صحة، أو مسكن مناسب يأوي عوائلهم المتكدسة في غرفة أو غرفتين، فهم لم يطلبوا قصوراً، فلماذا هذا الانتظار الذي يمتد إلى عقدين أو أكثر من عمر المواطن؟

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3609 - الثلثاء 24 يوليو 2012م الموافق 05 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 12 | 12:23 م

      الى متى الصبر !!

      توهم منتبهين!! طيب احنا طلبنا الأول 1992 وخلونا نسوي تجديد 1997 ولليوم نسكن بالإيجار !! وزملاء آبوي في الشغل طلباتهم 2012 واستلموا !!! ظللم وربي ظلم !!!

    • زائر 11 | 7:09 ص

      أحبك ي سيار رحمة عليك

      هكذا اشعر ان لي اخ يشعر بي ويطالب بحقوقنا ويسلط قلمه ولسانه لاجل قضية شعب ككل لا يفرق بين مواطن واخر وهذا موضوع يلامس مشاعرتا فانا طلبي منذ1993مقسيمة وكل مرة موعد ويكون كاذب -مواعيد عرقوب-الله في عون هذا الشعب

    • زائر 9 | 5:19 ص

      شكرًا للكاتب

      ماشاء الله

    • زائر 8 | 4:33 ص

      20سنة انتظر

      من سنة 1993 انتظر قسيمة وليس وحدة سكنية وهناك من قريتي الديه من ينتظر قبل هذه السنة ولم يحصل ما ادري هل نجن مغضوب علينا ؟ام من الضالين؟

    • زائر 7 | 4:01 ص

      كنا نتمناه لنا والآن لأولادنا ولكنه لأحفادنا والله أعلم بعد؟....

      لماذا أصبح الطلب الأسكاني هو حلم من أحلام ألف ليلة وليلة؟
      رغم قناعة المواطن ببيت متواضع وبسيط ... وارض البحرين تسع أهلها ولكن مشاريع السياحة و ناطحات السحاب والتجنيس وسرقة الاراضي كلها أسباب جعلت المواطن العادي آخر أسم في لائحة الطلبات الإسكانية ، حتى الاطفال جعلوا من فكرة الحصول على بيت فكرة خيالية تكون في القصص فقط ؟...
      ولماذا هذا التفاوت بين الشعب في السنوات الأخيرةبين من يملك عدة بيوت أوعلى الأقل بيت واحد بحجم أربعة بيوت عادية وبين من يعيش في بيت صغير هو واسرته و أربع او خمس أسر أخرى؟....

    • قلم أسود | 2:53 ص

      الى متى

      بعد 10 سنوات من الانتظار ذهبت لمراجعة الاسكان حول الطلب فكان الرد " بعدك جديد روح البيت واذا طلع اسمك بناديك " في حين أن زميلي في العمل لم يمضي على طلبه الا نصف المدة وها هو ينعم بالخدمة الاسكانية .

      ليس حسداً فيه
      ولكن لماذا يكون التوزيع بهذه الطريقة
      وأين ذهب معيار الأقدمية

      يدعون شح الاراضي وكل مرة نسمع عن هبات لأراضي للعشرات تكفي لبناء المئات من الوحدات السكنية

      الى متى

    • زائر 5 | 2:40 ص

      طلبي بل طلباتنا من 1993

      وااااه ططلبنا من 1993 وغلى الآن مكانك سر . لا إتصال لنطمئن ،، ولا تصريح مهدىء كالبنادول . ابدا سكوت وكما إن على رؤسهم الطير .
      يقولون أصحاب طلبات 2008 حصلوا على ؟؟؟ ونحن صابرون محتسبون . بس إن شاء ااااه أحصل على بيت الدنيا قبل بيت الآخرة .

      (( علي ح البلادي ))

    • زائر 4 | 2:31 ص

      ماذا عن الذين يفوق راتبهم 1200 دينار

      لماذا هذه الطبقة خارج كل الحسابات ولا أحد يتكلم عنها، أليس هناك شريحة كبيرة من الشعب يعاني من المشكلة.

    • زائر 3 | 1:39 ص

      آه على العمر اللي ضاع

      أخي الكاتب الكريم
      لقد لامست الجرح الأليم للمواطن المسكين
      متى الفرج يا رب العالمين
      لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم
      ربي ابني لي عندك بيتا في الجنة

اقرأ ايضاً