العدد 3609 - الثلثاء 24 يوليو 2012م الموافق 05 رمضان 1433هـ

نهائي كرة السلة الذي أقيم ليلة القدر فتح لي باب الأمل والمستقبل

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (4)

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية . بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ مديراً لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.


مباريات كرة السلة كانت تقام على ملاعب المدارس وفي امسيات شهر رمضان المبارك

الوسط – عباس العالي

حينما زادت شعبية لعبة كرة السلة بين طلبة المدارس، وأصبحت لمبارياتها التي تقام على الملاعب المفتوحة بالمدارس شعبية كبيرة، قرر مكتب التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم الذي كان يرأسه رحمة الله عليه سيف جبر المسلم، إقامة دوري للمدارس ويقوم المدرسون بتحكيم المباريات، في حين يشرف على إدارتها مكتب التربية الرياضية. ولكن في العام 1956 بدأت الانطلاقة الحقيقية للعبة حينما أقيمت أول مسابقة للعبة على درع مراقبة التربية الرياضية على ملعب المنامة الثانوية، وشارك فيها فريق المدارس باسم المعارف، كما شاركت فرق أندية: الأهلي والمحرق والفردوسي والعروبة وأوال وشاهين والشرق. وفاز فريق المعارف بالبطولة الأولى، ثم استمرت المسابقة بشكل اكبر شعبية واحتكر فريق الأهلي اللقب 3 مواسم متتالية ولكن اقتصرت إقامتها على أمسيات شهر رمضان المبارك.

يقول جاسم وهو يعود بالذاكرة إلى نهائي البطولة الذي أقيم مساء يوم 27 رمضان: «لم أتوقع أن تكون المباراة النهائية لكرة السلة التي جمعت فريق المعارف بفريق الأهلي بمثابة ليلة القدر بالنسبة لي وتتحقق أغلى أمنية تمنيتها في حياتي، فتلك المباراة أقيمت تحت رعاية رئيس دائرة المعارف رحمة الله عليه احمد العمران، وبحضور عدد كبير من المسئولين وحشد كبير من الجماهير لف ملعب الثانوية، وأتذكر بأنني أجدت اللعب في تلك المباراة وتألقت مع زملائي في تحقيق لقب البطولة، ووسط فرحتنا بتحقيق درع أول بطولة تقدم لي مراقب التربية الرياضية سيف المسلم وهمس في اذني بكلمات لم أصدقها بادئ الأمر من الفرحة الكبيرة التي غمرتني، فقد اخبرني بأن رئيس المعارف قد قرر ابتعاثي لجمهورية مصر للدراسة ونيل شهادة البكالوريوس في التربية الرياضية. وقد كانت أمنية بعيدة المنال لولا أنها كانت بالنسبة لي ليلة القدر!»

إلا أن المفاجأة المخيبة للأمل هو ما صادفني من الوالد وبقية الإخوة، فحينما أخبرتهم بقرار إدارة المعارف ابتعاثي للدراسة في القاهرة، أجابوني بفتور «ما هذه الدراسة التي تريد أن تدرسها؟ هل يعقل أن تترك دراسة التجارة (وكنت طالبا في القسم التجاري) إلى دراسة الألعاب الرياضية؟!»

في اليوم التالي توجهت إلى مكتب رئيس المعارف وكان على وجهي مسحة من الحزن وإحساس بالقلق، وبعد أن قابلته أخبرته بما قاله الوالد، فتبسم وقال: «إذا كان على الوالد لا تدير بال»، فقد نجح العمران في إقناع الوالد بأهمية الدراسة في القاهرة، وحينما عاد بعد الظهر إلى البيت قال لي: «أنت ولدهم وهم سيخططون لمستقبلك وعملك».

إلا أن القدر لعب دورا مهما مرة أخرى في حياتي وتأخر سفري إلى القاهرة بسبب آثار حرب العدوان الثلاثي على مصر والوضع الدبلوماسي بين مصر وإنجلترا، لذلك في العام 1958 لعبت مع فريق الأهلي وفزنا ببطولة درع السلة بعد تغلبنا على فريق الشرق في المباراة النهائية.

العدد 3609 - الثلثاء 24 يوليو 2012م الموافق 05 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً