العدد 3611 - الخميس 26 يوليو 2012م الموافق 07 رمضان 1433هـ

أبعاد انفجار سورية... وتداعياته الخطيرة على المنطقة

أحمد العنيسي comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

بادئ ذي بدء، إننا لا نبرر حكم النظام السوري، ولسنا مع النظام، لأمر بسيط جدا، هذا الكرسي لا يساوي قطرة دم تراق من الإنسان البريء، ولا يعني شيئاً مقابل المجازر المروعة والانفجارات المخيفة المرعبة، فضلاً عن أَنَّ سقوط الضحايا أو القتل، لا يقبله دين ولا أخلاق ولا مبادئ إنسانية من أجل التمسك بالحكم.

كذلك نعلم أن النظام السوري أحادي شمولي، ولا يمثل الشعب وأطيافه، ومن حق الشعوب تقرير مصيرها. فهذا معروف لدى الجميع أنه من الأنظمة الشمولية القمعية، وكذلك أيضاً، نفهم جيداً أن هذا النظام من بين الأنظمة التي ينتشر فيها الظلم ويغيب عنها العدل، ولهذا الغالبية من الشعوب العربية مع المجتمع السوري في مطالبه العادلة.

أيضاً نعرف جيداً أنه كما الأنظمة الأخرى، لا ينظر للشعوب بانتماءاتها المذهبية والدينية، وإنما لولائها، فهو الذي يحدد أن هذا المواطن وطني أم خائن، وهذا ما يُستدل عليه من النظام السوري، الذي يعتبر كلاً من السني والشيعي والعلوي والمسيحي وغيرهم من الطوائف، الذين لا ينتمون لحزبه «خونة»، بينما نفس الملل، القريبة من النظام، والذين يدافعون عنه، ويسندون حكمه هم وطنيون من الدرجة الأولى، ويقربهم حتى لو لم يكونوا من حزب البعث.

لكن ما نلحظه من نوعية التفجيرات المتنوعة التي تحصل، والأسلحة المتطورة بيد الثوار، تنذر بالخطر وتثير الشكوك، وتجعل الفكر والعقل في حيرة من أمرهما، لا سيما الأخير الذي استهدف قيادات عليا في مركز الأمن القومي، والمجازر المخيفة التي تبعتها، وحرب المدن المشتعلة، والمخازن الممتلئة بالسلاح والعتاد بيد الثوار المختلفة جنسياتهم، يعطيك انطباعاً له أبعاد، باستهداف جيش سورية ونظامها بهدف إضعافها كونها تهدد الكيان الإسرائيلي، كما تم إضعاف الجيش العراقي بتفتيته وتمزيقه، وجعل جسم النظام متشققاً، مكسور الأجنحة.

هذا السيناريو له أبعاد يعيد نفسه في كسر عظام من يهدد أو يساعد في تقويض ابنة أميركا المدللة «إسرائيل» المغتصب، ولكن ما يثيرنا ويحيرنا، لماذا الأنظمة العربية تتبع سياسات أميركا في المنطقة، لتدمير قوتنا وسلاحنا واقتصادنا، وهي ترى وتسمع وتلحظ أن أولوياتها حفظ أمن إسرائيل؟!

هذه الأنظمة التي تتشبث بالكرسي، مهما تشربت الأرض دماً، وسقط كثير من الضحايا، وتشردت الناس من بيوتها، وانهار الاقتصاد، وأفقرت الأرض، لن تتنازل عن رأيها.فلذلك تطالب الشعوب بالمشاركة في الحكم، وصنع القرار والديمقراطية، كون القرار الفريد -أحادي القطب- بالأنظمة الشمولية، يؤول بالبلدان إلى الدمار والهلاك، وعدم الاستقرار، خاصة عندما ينتشر الظلم والفساد والبطالة في المجتمع.

أما فيما يخص تداعيات هذا التفجير الذي هز كيان الجمهورية السورية، ما سمعناه من خلال التهديد العلني والمبطن بأن المنطقة ستزلزل برمتها وسيفتقد الأمن فيها، وإن كثير من البلدان سيطالها العقاب، وهذه الأنظمة من طبائعها الانتقام إذا ما تعرضت للخطر ولهذا ستشهد المنطقة تفجيرات قادمة وانتقامات واسعة، وستكون على حافة هاوية عدم الاستقرار، وسيخلخل الأمن في كل ثناياها، إِن لم تكن تستقبلها حرب قادمة.

من خلال تهديد وزير الإعلام السوري نستشف أنه لم يعد هناك تحصين لمنطقة أو أحد شارك في تسليح الثوار، فالمنطقة ستعيش مخاضاً عسيراً، وأبعادها خطيرة ستهدد كيانات دول. وستشهد المنطقة انفجارات ضخمة، واختراقات أمنية، واغتيالات قادمة في صفوف كبار المسئولين في الدول الأخرى.

هذا التحليل السياسي الظاهر في الأفق مؤشراته، ما نخشاه، وما لا نريده أن يحصل، بأن تتم اغتيالات وانتقامات متبادلة بين الناس في الشوارع -كما يحصل بسورية-، في كثير من بلدان المنطقة مع أنظمتها، أو سيعمها الفوضى، بسبب عدم تحقيق مطالب الناس العادلة بالديمقراطية.

هذه الأنظمة للأسف، دائماً ما ستقف عاجزة في الدفاع عن نفسها بانتظار الاستعانة بالصديق الوحش الكاسر- أميركا- التى يتربص بالجميع الدوائر.

إقرأ أيضا لـ " أحمد العنيسي"

العدد 3611 - الخميس 26 يوليو 2012م الموافق 07 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 9:56 ص

      الكل يشارك

      لقد انقضت عهدة بوش الابن دون تحقيق مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي روجت له آنذاك كوندوليزا رايس، وباغتت الأزمة العالمية الإدارة الحالية فبقي المشروع مجرد حلم، وتحقيقه يتطلب تكاثف عدة دول، وهو الحاصل في سوريافالتخطيط اسرائيلي والدعم أمريكي أوربي والتنفيذ تركي والتمويل خليجي والسكوت عربي والتهريج روسي. لكن يبقى الهدف الأسمى هو أمن اسرائيل والمستهدف هو إيران.

    • زائر 9 | 5:14 ص

      يازاير 5

      هذا يعبر عن إسقاط داخلى

      فمعظم الشعوب العربيه إنتفضت ثوريآ لا طائفيآ

      هناك شعب يذبح

      بالنسبه الى الكاتب مدخل المقال هو دس السم فى العسل أى سلاح عند الثوار

    • زائر 8 | 5:04 ص

      صح لسانك دكتور

      الأنظمة التي لا تشارك شعبها في صنع القرار تدمره وتوديه التهلكة.

    • زائر 7 | 4:58 ص

      تحليل في الصميم

      يسلم هذا العقل يا فخرنا
      ستراوي- ابو حسن

    • زائر 6 | 4:56 ص

      رد على زائر

      يا اخي الفاضل.. التهديد ليس مباشر وانما يعتقدون من اقوي دول الممانعة وايضا يعرفون انها تمد المقاومات بالسلاح والعتاد ضد اسرائيل. هل فهمت؟

    • زائر 5 | 3:54 ص

      الحين العالم كله قايم على سوريا بس لأنها ما فيها ديمقراطية؟

      اغبى الشعوب التي تسوّق عليها مثل هذه الامور وان الحراك في سوريا من اجل مطالب الشعب، لأن الشعب السوري ليس هو الوحيد في المنطقة المنقوص الحقوق فمعظم الشعوب العربية حالها اردى من الشعب السوري وكلنا في الهوى سوى، ولكن هناك اجندة اسرائيلية امريكية وتنفيذها على ايدي ...بمشاركة ... لضرب الداعم الاول للمقاومة.
      هذي كل السالفة وأما شرابي الدماء والسفاحين
      فهؤلاء متعطشون للدماء في العراق وفي سوريا
      بسبب فكرهم المنكوس والمشكلة يقولوا مسلمين
      يا كثر ما اسأنا لهذا الدين

    • زائر 4 | 3:46 ص

      سطحيةا التفكير

      البعض يعتقد بان الذي يحدث فى سوري من بعض الدول بشكل مباشر او غير مباشر لنصرة المظلومين فيها ولنشر العداله والديمقراطيه فهو واهم

    • زائر 3 | 1:49 ص

      اكيد

      مليون في المائة الناس راح تنتقم من بعضها البعض بسبب الاختلاف فيما بينها طائفيا او سياسيا الله يستر بعد اذا نفذ السوريون تهديدهم إحنا اللي بنروح فيها تذكرت حرب الخليج زين طاعنا منها بس مو كل مره تسلم الجره

    • زائر 1 | 1:22 ص

      هراء

      الجيش السوري يهدد الكيان الاسرائيلي ؟؟؟ متى واين وكيف !! هل نحن على كوكب اخر ام الاخ ....

اقرأ ايضاً