أثار نجم كرة السلة الأميركية كوبي براينت الكثير من اللغط بعد تصريحه الشهير حديثا الذي وصف من خلاله المنتخب الأميركي الحالي المشارك في أولمبياد لندن بأنه أفضل من منتخب الأحلام الذي أحرز الذهبية الأولمبية في العام 1992 في برشلونة.

براينت عبر عن رأيه من خلال خبرته الطويلة في كرة السلة الأميركية ومن خلال معاصرته عددا من الأجيال على مدار سنين لعبه الطويلة في أقوى وأمتع دوريات العالم NBA.

براينت الذي يعتبر أحد الأساطير الحية في السلة الأميركية طاله الكثير من اللغط من عمالقة جيل 1992 الذي لا شك لن يرضوا أن يتنازلوا عن موقعهم وهم يستحقونه بعد أن أبهروا العالم في العام 1992.

الحنين للماضي هي سمة الجميع، ومعظمنا يعتقد أن الماضي أفضل من الحاضر وربما أفضل من المستقبل، لأن للماضي عبق خاص يدفعنا للاعتقاد بمثاليته وهو حالنا في كل شيء، فدائما ما نتغنى بماضينا وإنجازاتنا كما نحتفي برجالات هذا الماضي ونبرز إيجابياتهم ونخفي سلبياتهم.

تلك سنة الحياة، وفي ظل اعتقاد شبه جازم رسخ في أذهان الجميع بأن منتخب أميركا العام 1992 هو منتخب الأحلام الذي لن يأتي منتخب مثله مهما تطورت الرياضة فإنه من الصعب تقبل فكرة أن يأتي منتخب آخر يضاهي ذلك المنتخب.

وهذا ينطبق على جميع الألعاب الأخرى وليس كرة السلة فقط، فنجم كرة القدم بيليه رفض وبشدة حديثا أي مقارنة بين المنتخب الإسباني الحالي ومنتخب البرازيل العام 1970 الذي اعتبر الأعظم في التاريخ.

الرياضة كما الحياة لا تتوقف أبدا وهي في تطور مستمر، ولكل زمان دولة ورجال كما يقال، ولكل زمان ظروفه، وما كان ينطبق سابقا لا ينطبق اليوم، ومستوى التطور الذي بلغته الرياضة باختلاف أشكالها في الوقت الحالي لا يمكن مقارنته بالعام 1970 والعام 1992.

العالم يتطور ويتقدم ولكن الذي يقف هو عقولنا التي تحن للماضي وترى فيه كل جميل، لأنها تعيش الحاضر بحلوه ومره وبإيجابياته وسلبياته أما الماضي فكله ايجابيات وقلما نتذكر السلبيات ولذلك نعتقد دائما أنه الأفضل.

براينت قال كلاما يحتاج حتى الآن للاختبار والإثبات، فجيل مايكل جوردان وماجيك جونسون وسكوت بيبي كان جيلا خارقا بحق وقد واجه ادعاءات براينت بابتسامة فيها الكثير من السخرية، ولكي يؤكد براينت مقولته سننتظر ونرى لنهاية أولمبياد لندن 2012.