العدد 3618 - الخميس 02 أغسطس 2012م الموافق 14 رمضان 1433هـ

الحوار ليس شعاراً بل ممارسة!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

صدقت وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، بأن الحوار بين مكوّنات المجتمع يجب ألاّ يكون شعاراً وإنّما ممارسة، ولكن للأسف فإننا نعيش مرحلة فهم مصطلح الحوار، وعليه وجب فهمه شعاراً وليس ممارسة.

لم يبدأ الحوار بعد، فتوصيات بسيوني لم تُنفّذ بحذافيرها بعد، ومازالت القرى مشتعلة بين كرٍّ وفرّ، ومازالت أعمال العنف والعنف المضاد مستمرّة، إذاً عن أي حوار تتكلّم الوزيرة؟!

مازال بعض الطلبة مفصولين، ومازال بعض العمّال مفصولين، ومازال بعض الموظّفين مفصولين، ومازال هناك تمييز على من خالف الرأي، ومازال هناك مواطنون خارج البحرين، إذاً «نحن» يجب علينا فهم الحوار قبل ممارسته!

لا الحوار الوطني الذي يقضي بإخفاء المسائل العالقة، هذه المسائل المصيرية التي تجدّد الغضب الإنساني قبل الغضب الشعبي، إذاً كيف يكون هناك حوار ونحن لم نحل المسائل العالقة التي تجدّد الآلام؟

إذا كانت وزيرة أخرى - غير وزيرة التنمية الاجتماعية - ظهرت على التلفاز عندما كانت نائبة، وبيّنت بأنّ من قُتل في أحداثنا المؤسفة سيتم تعويض أهله، عن أي حوار نتكلّم؟! فالنفوس كانت رخيصة أمام مرأى الناس جميعاً، فهل نأتي اليوم ونقول بأنّها ممارسة؟! يجب علينا فهم المصطلح وأبعاده في قواميس اللغة العربية، ويجب أن يكون شعاراً بالدرجة الأولى، حتى يلصق في أذهاننا، ومن ثمّ سنستطيع ممارسته، ونشك في ذلك بالطبع!

البلوشي صدقت عندما قالت بأن الحوار ممارسة وليس شعاراً، ولكنّ في الوقت ذاته ضاعت هذه المصطلحات أمام ما نشهده مثالاً حياً في البحرين، ففي حين أنّنا نسمع ونقرأ توجيهات وتصريحات وقرارات بإعادة المفصولين وإرجاع الحقوق لأصحابها، وتعديل ظروف السجون، وتأكيد عدم وجود سجناء رأي، إلاّ أننا نجد التطبيق على أرض الواقع مخالف تماماً للشعارات والحوارات والمثالية!

إن كنّا نريد الحوار فلابد لنا من قياس الأخطاء التي عاشتها البحرين طوال 17 شهراً، ولابد من تحليل توصيات بسيوني وتطبيقها حالاً، ولابد من بسط العدالة الاجتماعية والعدالة الإنسانية، ولابد من الإنصات الجيد إلى المعارضة قبل إنصات الحكومة للمعارضة، وهنا سنحل مواطن الخلل في فهم مصطلح الحوار.

نتمنى أن يكون الحوار ممارسة كما قالت البلوشي، لأنّ ممارسته دليل على وعي المجتمع بأنّه على وشك الانهيار، وإنّ الأزمان دوّارة، وبهذا سنستطيع حل مشكلة مفهوم الحوار، ومن ثمّ سنمارسه بطريقة شرعية، وبعد ذلك سندخل التاريخ على أنّنا أصحاب حضارة ومبادئ وتنوّع وتاريخ يُذكر! وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3618 - الخميس 02 أغسطس 2012م الموافق 14 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 27 | 7:20 م

      لا يمكن ان يكون حوار دون وضع القتلة في السجون وتقديم رموز الفساد للمحاكمات

    • زائر 25 | 9:18 ص

      بارك اللة

      الله يعطيكى الصحة والعافية يابنت البحرين الاصلية

    • زائر 24 | 9:15 ص

      محرقية

      وزيرة ... وزير كلهم في الهواء سواء... واحد يقفل ذا الباب والثاني يقفل الباب الآخر ... والله انه ما صدق احد منهم

    • زائر 23 | 8:47 ص

      خل الوزيره تمارس الحوار و بعدين تجي تتكلم

      كل ممارساتها لا تمت للحوار بصله و أكبرها إعلانها في مؤتمر صحفي أنها أكتشفت باب سري في مستشفى السلمانية يؤدي لنفق خزن فيه الأطباء أسلحه !!! أي حوار أي بطيخ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 22 | 8:40 ص

      رد على 15الحد

      إسأل محمد البو فلاسة ومحمد الزياني.

    • زائر 21 | 8:35 ص

      ههه هؤلاء يقولون مالا يفعلون!!!

      كذابون ومنافقون فقط للاستهلاك الاعلامي
      لا سيما وزيرتهم الكذابة وتلك الاخرى التي اخذت ثمن كذبها بتوزيرها

    • زائر 20 | 7:53 ص

      شكرا مريم

      ماذا عساني أن أقول لمثل هذا القلم الشريف الذي مافتىء وهو يدافع عن أبناء جلدته فحق على الشعب رد الجميل وتكريمك في ميدان عام على هذه الروح الكبيرة التي استوعبت كل الوطن فهنيئا للحد أن تنجب أمثال مريم وجمعة مباركة وكل عام وانت بخير.

    • زائر 19 | 7:41 ص

      لا مصدافية !!!!!!!!!!!!!!

      هذة الوزيرة الفاضلة قد شهدت ضد الاطباء بانهم احتلوا السلمانية وانهم يمتلكون اسلحة !!!!! فأي مصداقية لها بعد ذلك ؟؟؟ جمعة مباركة

    • زائر 18 | 7:35 ص

      الحد

      الحد هل بها أضطرابات و شغب وهل بها انتهاكات من الشرطة و مسيل دموع ؟و لماذا ؟

    • زائر 17 | 7:07 ص

      يقولون نجح حوار التوافق السابق

      بعد ليش عوار الرأس مادام قد نجح الحوار السابق لكن تبين إن الألاعيب لا تنطلي على الشعب والمعارضة فقد فطمت العبودية فليفهمها الآخرون إن أرادوا ان يفهموا.

    • زائر 16 | 6:28 ص

      تقى البتول

      دعيني اقول لك بنيتي من في وطنيتك يستاهل وسام شرف 0 من في جراءتك وعدم خوفك من قول الحق يستاهل ان يكرم عالميا 0 فهنيئا لاهلك ويا لك من درة ثمينة وجمعه مباركة

    • زائر 15 | 5:58 ص

      حل المشكلة هو الاعتراف بها اولا

      و الحكومة لم تعترف بما اقترفت من اخطاء و انتهاكات و هي مستمرة على ذلك
      مثلاً: قتل اناس بالسجن و تم نفي ذلك بل لفقت اسباب واهية مثل هبوط او سكلر او
      لم يكن القتل وحدة الخطئ و انما التستر على القتل و التعذيب و نفي وزيرة حقوق الانسان و وزير العدل و الداخلية و وزير الخارجية يضعهم عند المسائلة و المحاسبة لتقصيرة او تواطئهم في القتل و التعذيب
      فليس من المعقول ان ياتي بسيوني بعد عدت شهور و يثبت القتل و التعذيب و هم لايعلمون ذلك اين لجان التحقيق ام هي للتستر ايضا

    • زائر 14 | 5:30 ص

      وما فائدة الممارسة من دون تنفيذ ؟!

      أوافقك الرأي أخت مريم على أن الحوار يجب أن يكون شعار وممارسة ولكن الأهم من ذلك هو تنفيذ ما يتفق عليه في هذا الحوار لكي يعطي ثماره... أما إذا تمت ممارسة الحوار من دون تنفيذ ما يتفق عليه المتحاورون فما فائدة هذا الشعار وهذه الممارسة ؟!!

      وجمعة مباركة

    • زائر 11 | 4:10 ص

      ترويج للحوار

      قبل ان يطرح الحوار كوسيلة حل للازمة لا بد من طرح برنامج عمل وخطة طريق واستراتيجية لكيفية إدارة الحوار وضمان نجاحه......

    • زائر 10 | 3:22 ص

      السيدة

      اشكركِ يا اخت مريم كل يوم يزداد إعجابي بك وبكتاباتك الذي تنطق بالحق دون خوف فلذلك شكرًا لك من صميم أعماقي تحفظك الله من كل سوء وضر وجمعةً مباركة

    • زائر 9 | 2:47 ص

      جمعة مباركة

      من يدعي بان الحوار ممارسة وليس شعارا مالم يكن صادقا فلن تكون له مصداقية ومن كانت ممارساته الشعارات فقط فليس اهلا للمسئوليه......

    • زائر 8 | 2:28 ص

      عندما يكون الحوار ممارسة وليس شعارا

      بمعنى ان يتناول الحوار حقي وحق ابنائي كمواطنين في اختيار مكان السكن اللذي اختاره ! ومكان العمل الذي اختاره !وان يحصل أبنائي على البعثات التي يستحقونها كمتفوقين!
      اما ان يقال لي لا تستطيع ان تسكن هنا لأنك ---- ولا تستطيع ان تعمل في هذا المكان لأنك ---- ويحرم أطفالي المتفوقين من البعثة لأنهم ----
      فهنا لا اكون مواطن لي كامل الحقوق والحوار سواء كان ممارسة او شعور فهو لا يعنيني!!

    • زائر 7 | 2:26 ص

      الله يعطيك العافية

      شكرا ياأخت مريم على هذا الموضوع والذي يدل على وعيك ونضجك وجرأتك وعدم خوفك من قول الحق

    • زائر 6 | 1:12 ص

      الناس تصدق ما «ترى في الشارع» لا ما «تسمع في المجالس»..

      البلوشي صدقت عندما قالت بأن الحوار ممارسة وليس شعاراً، ولكنّ في الوقت ذاته ضاعت هذه المصطلحات أمام ما نشهده مثالاً حياً في البحرين، ففي حين أنّنا نسمع ونقرأ توجيهات وتصريحات وقرارات بإعادة المفصولين وإرجاع الحقوق لأصحابها، وتعديل ظروف السجون، وتأكيد عدم وجود سجناء رأي، إلاّ أننا نجد التطبيق على أرض الواقع مخالف تماماً للشعارات والحوارات والمثالية!

    • زائر 4 | 11:22 م

      مريم سيدتي ما يحتاج حوار

      الأبواب مفتوحة والباب الذي غير مفتوح سنفتحه ولذينا اسباع كل الابواب مفتوحة للحوار حتى باب البحرين وباب .....الابواب مشرعة ومن اخترع الباب نحن اهل البحرين ازلنا الابواب بيوتنا من غير ابواب ينقصنا اغنية عن باب الحوار المشلع

    • زائر 3 | 10:59 م

      مع من نتحاور سيدتي

      في القران :وجادلوا اهل الكتاب بالتي هي احسن ....كلمة حسنة روح حسنة مناخ حسن اجواء حسنة هذا مع اهل الكتاب تعقب الاية.........

    • زائر 2 | 10:54 م

      هذا استخفاف بغيض بالدماء

      قتلنا ولدك اللي الله رزقك اياه وربيته أحسن تربية وتعبت عليه لين ما صار شاب بعدين قتلناه لأنه كان نايم في دوار اللؤلؤة .. هاك بيزات بداله ولا تفكر تحاسب وزارة الداخلية لأنه تصرف شخصي

    • زائر 1 | 10:26 م

      الحوار الفعّال وذا أثر

      المطلوب الحوار الفعّال وليس الصوري، الحوار الذي يبني دولة المؤسسات والقانون ويبني دولة المواطنة المتساوية دولة العدالة الاجتماعية. وعلى أصحاب القرار تطبيق النص الدستوري؛> العدل أساس الحكم

اقرأ ايضاً