العدد 3620 - السبت 04 أغسطس 2012م الموافق 16 رمضان 1433هـ

«ساسكو بنك»: أسواق النفط تحصل على الدعم في ظل استمرار الشكوك الجيوسياسية

ذكر «ساسكو بنك» في تقريره عن الأسواق العالمية أن الانتعاش الكبير الذي شهدته أسواق النفط، الذي حدث في أواخر يونيو/ حزيران مدفوعة بالمخاوف الجيوسياسية بشأن سورية وإيران ومؤخراً العراق، مصحوبة بفقد المخزونات بسبب الإضراب الذي تشهده النرويج في قطاع النفط، يبدو أنه فقد زخمه في ظل استمرار تراجع الميل نحو الاقتصاد الكلي.

وأثبتت العقوبات المفروضة على إيران أنها ذات فعالية كبيرة حتى الآن، حيث تراجعت صادرات هذا البلد الذي يملك طموحات نووية إلى الحد الذي بدأ يعاني بسببه. إن التوترات المتصاعدة التي تشهدها سورية وإشارات القلق من امتدادها إلى العراق سبب التوتر في أسواق النفط، وقد ترك هذا بمجمله سوق النفط العالمي يعاني نقصاً في المخزونات في وقت يشتد الطلب في هذه الفترة التي عادة ما تشهد ارتفاعاً في الطلب، وهو ما ساعد سعر خام برنت، وهو المرجع العالمي لأكثر من 50 في المئة من المعاملات الفعلية، على استرداد تقريباً نصف عمليات البيع بسعر رخيص خلال الفترة من مارس إلى يونيو.

لقد حصل هذا الانتعاش بالنسبة لخام برنت على الدعم الرئيسي في ظل الحرج الذي سببه انخفاض الإنتاج النرويجي والتوترات الجيوسياسية التي أثرت بشكلها الأكبر على خام برنت. إن توزع العقود المستقبلية التي يحين أوان استحقاقها قريباً ما بين خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت كان له نتيجة تمثلت في اتساع الفرق بينهما بخمسة دولارات منذ وصول أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 21 يونيو.

وبعد الانتعاش الكبير منذ أواسط يونيو استقر خام برنت عند نطاق التداول 102 إلى 108 في ظل محاولته معرفة على ماذا يستند. إن التوترات الجيوسياسية وفرصة تطبيق الإجراءات الكمية المتجددة في أوروبا واحتمالية تقديم الولايات المتحدة الدعم للسوق على الرغم من ضعف الظروف الاقتصادية الشاملة على مستوى العديد من مختلف الاقتصادات.

شهدت البيانات الاقتصادية الواردة من الصين بعض التحسن مؤخراً ولكن وفي نفس الوقت انخفضت واردات النفط في يونيو بنسبة 12 في المئة عن مايو، وهو ما قد يشير إلى أن الاندفاع لملء الاحتياطيات التجارية والاستراتيجية قد بدأ بالتباطؤ مع امتلاء المخزونات. إن بناء مرافق التخزين الاستراتيجي وملؤها كان أحد التطلعات التي تسعى إليها الصين لتجعل عمليات البيع بتواريخ ثابتة وأسعار ثابتة تقترب من 90 يوماً وهو ما تتمتع به دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية بصورة عامة.

إن المستثمرين المضاربين الذين تأثروا بشكل كبير بهبوط الأسعار في يونيو بالنسبة لعمليات الامتلاك طويلة الأمد بدؤوا وبشكل بطيء بإعادة بناء انكشاف طويل الأمد بعد عمليات الخفض الحاد في عمليات الامتلاك طويلة الأمد في خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت، وهو ما قد يشير إلى بعض التردد في الإصرار على موقفهم في هذه المرحلة، في ظل عدم وجود مبررات على ارتفاع الأسعار عن مستوياتها الحالية وفي ظل وجوب احتواء الدعم للوصول إلى 100 دولار أي عمليات بيع بأسعار مخفضة إلى أن تتمكن السوق من التعرف على أين تكمن المخاطرة الأكبر في تراجع الطلب من النشاط الاقتصادي البطيء أم المخاطرة التي تتعرض لها التوريدات.

ارتفاع درجات الحرارة يدعم الغاز الطبيعي... ولكن إلى متى؟

لقد تغيرات القوى المحركة لسوق الغاز الأميركية خلال الشهرين الأخيرين في ظل تذبذب درجات الحرارة في كل أرجاء البلاد وهو ما ساعد على خفض الثقل المفرط للغاز الطبيعي الموجود في مرافق التخزين تحت الأرض.

وتراجع فائض المخزون الحالي خلال متوسط السنوات الخمس من 60 في المئة في مارس إلى 16 في المئة فقط. وزاد الطلب على الغاز بما يكفي لدفع انتشار العقود المستقبلية في أغسطس 2012 سبتمبر/ أيلول 2012 إلى سوق مقلوب (أسعار أغسطس أعلى من سبتمبر) وهذه حادثة غير اعتيادية نسبياً في هذا الوقت من السنة ولكنها تعكس أيضاً حقيقة ارتفاع الطلب بصورة عامة على الغاز في ظل ما شهدته الأسعار المتدنية خلال الأشهر الأولى من 2012 من حلول مولدات الطاقة محل الغاز.

تقع ذروة الطلب المرتبطة بفصل الصيف خلال الأسبوعين المقبلين ومع بدء التباطؤ في الطلب والحاجة لانتظار عدة شهور قبل أن يبدأ الطلب على التدفئة في فصل الصيف بتخطي عمليات الضخ، لاتزال مستويات التخزين ترتفع لتتخطى الرقم القياسي المسجل 3,852 مليار قدم مكعب في نوفمبر 2011، وعلى هذا الأساس فإن تحقيق مزيد من التقدم يتخطى بكثير 3 دولارات أميركية سيواجه بعض المقاومة.

الذهب يعود ليتخطى 1600... البحث عن الزخم

أخذ المعدن الأصفر خطوة أولية بسيطة سعياً منه لكسر نطاق التداول الضيق نسبياً الذي كان سائداً لعدة أشهر وذلك خلال الأسبوع الحالي. مستنداً إلى القوة في مواجهة عملات أخرى بخلاف الدولار، ليس أقلها اليورو متحداً مع إشارات بفائدة الأماكن الآمنة المتجددة، تمكن الذهب من كسر الحواجز وتخطي المقاومة السابقة عند 1,610. سواء أكان هذا كافياً لتحريك الذهب لمزيد من الارتفاع في هذه المرحلة أم لا، فإن الكثيرين لايزالون ينظرون إلى الضعف الذي يعاني منه الدولار حالياً على أنه حالة مؤقتة، وحالما يتم شطب ثقل المضاربة المفرط للمراكز طويلة الأمد ستجعل التيارات المعاكسة المتولدة من تعافي الدولار وعودته إلى قوته تحقيق مزيد من التقدم أمراً صعباً.

لاتزال صناديق التحوط والمستثمرون الكبار الآخرون يشكلون نسبة ضئيلة نسبياً من الممتلكات طويلة الأمد في حين أن المستثمرين في المنتجات المتداولة في البورصة خفضوا ممتلكاتهم التي بلغت سجلاً قياسياً وصل إلى 2,413 طن متري إلى 2,396 طن متري حالياً. إن تهديد موديز، أكبر وكالة تصنيف ائتماني، يمكن أن يؤدي إلى خفض تصنيف الاقتصادات الأوروبية الرئيسية وهو ما سيدعم الذهب في ظل وجود استثمارات جيدة متراجعة بشكل متزايد أمام المستثمرين العالميين الذين يتطلعون إلى مكان آمن للاحتفاظ بأموالهم النقدية فيه.

في حين أن كل هذه الأحداث تقدم مستوى معيناً من الدعم للذهب، يبقى المحرك الرئيسي للارتفاع هو بروز زخم في السوق، شيء لم يسبق أن رأيناه لأشهر عديدة. سواء تطلب هذا الأمر انكساراً فوق مستوى الارتفاع الذي وصله في يونيو عند 1,641 أو متوسط الحركة على مدار 200 يوم عند 1,655 يبقى مسألة يجب علينا انتظارها لمعرفة ما سيحصل، ولكن الذهب لايزال الآن يجاهد لحدوث ذلك شريطة ثبات 1,600 في مواجهة أي محاولات بيع بأسعار منخفضة.

ارتفاع درجات الحرارة في الولايات المتحدة يدعم الغاز الطبيعي

وجاء رئيس المصرف الأوروبي المركزي، ماريو دراغي، على استمرار النظرة المتراجعة لأوروا وارتفاع تكاليف الإقراض لبعض الدول في منطقة اليورو بالقول إن المصرف الأوروبي المركزي كان «مستعداً للقيام بكل ما يتطلبه الأمر». وجاء هذا الرد مشابهاً لخطاب جاكسون هول الذي حاز الآن شهرة واسعة والذي ألقاه رئيس الفيدرالي الأميركي سنة 2010 عندما أشار إلى طرح التسهيل الكمي في وقت متأخر من هذا العام. أخذت السوق تعليق دراغي كإشارة على أن المصرف الأوروبي المركزي سيتدخل لشراء السندات السيادية التي أصدرتها إسبانيا وإيطاليا، حيث شهدت هاتان الدولتان وصول تكاليف الإقراض إلى مستويات قد يصبح عندها تقديم كفالات أمراً ضرورياً.

قفز اليورو من أدنى مستوى له منذ سنتين وساعد ضعف الدولار السلع على الارتفاع أيضاً. ومع ذلك، فإن تحول هذا الانتعاش في ظل وجود مخاطر في أسواق العملات إلى انتعاش آخر لن يدوم إلا لفترة قصيرة نسبياً يظل احتمالاً قائماً بقوة بالنظر إلى الانقسام الحالي بين الشمال والجنوب الذي تشهده أوروبا فيما يتعلق بما يمكن وما سيتم القيام به للإبقاء على اليورو في حالته الراهنة.

اتسم أداء قطاع الزراعة خلال التغيير الذي طرأ في الأسابيع الأخيرة بالضعف وخاصة خلال الأسبوع الأخير في ظل الخسائر التي تكبدتها الحبوب والقطاعات الفرعية تجاوزت أربعة في المئة على خلفية جني الأرباح الذي جاء بعد الانتعاش المفاجئ الذي وقع مؤخراً. هذا ولاتزال جهة توقع الأرصاد الجوية في الولايات المتحدة ترى فرصة هطول الأمطار لتصل إلى أجزاء من البلد أصابها الجفاف ولكن المخاطرة - وخاصة بالنسبة للذرة - هي أن الأوان قد فات تقريباً.

العدد 3620 - السبت 04 أغسطس 2012م الموافق 16 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً