العدد 3622 - الإثنين 06 أغسطس 2012م الموافق 18 رمضان 1433هـ

أجنة الوطن... والغازات الخانقة التي تسلبهم حقهم في الحياة!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

في الكثير من القرى والبلدات في وطننا العزيز، ومنذ زمن ليس بالقصير يشعر الأجنة فيها بالقلق الشديد على حياتهم، بسبب استنشاق أمهاتهم ومن دون إرادتهن الغازات الخانقة، بعد كل معالجة أمنية للحوادث والمسيرات التي تنطلق في مناطقهم، ويكون لها القدرة الكبيرة على نشر أدخنتها ورائحتها الحادة جداً، وبسرعة فائقة وفي مساحات واسعة، والتغلغل في كل زاوية ومكان في المناطق التي تقذف فيها، وتكون سبباً في تلوث البيئة بشكل كبير، وأن اختراقها القاسي لرئات أمهات الأجنة، جعل الأجنة يحسون بضيق شديد في التنفس أحياناً وبالاختناق أحيانا أخرى، وغير التداعيات الخطيرة التي قد تحدثها على صحة أمهاتهم بشكل عام، والظاهر منها في وقتنا الحاضر، هو إيجاد حساسية وحكة شديدة في الوجه والجسم، واحمرار واضح في العين الذي يجعلها تفرز الدموع الغزيرة، وتسبب مشاكل في التنفس وتحدث دوراناً شديداً في الرأس وإغماءً وغياباً عن الوعي أحايين أخرى، والأجنة الذين جعلهم الله يعتمدون كلياً على أمهاتهم في الغذاء والهواء، يتأثرون مباشرة وبشدة بالغازات الخانقة التي تستنشقها أمهاتهم، والتي لا تتحملها رئاتهم الصغيرة، البعض منهم قد يستطيع مقاومتها لمدة زمنية محدودة جداً، وقد يخرجون إلى الدنيا مشوهين خلقياً، وقد يعيشون طوال حياتهم بعاهات مستديمة، وقد لا يستطيعون تحملها مدة طويلة فيموتون في بطون أمهاتهم مظلومين قبل أن يروا الدنيا، وقد يولدون وهم يعانون من أمراض خطيرة لا تمكنهم من الاستمرار في الحياة إلا ساعات معدودة.

بالتأكيد أن جميع تلك الاحتمالات الصحية التي قد تصيب الأجنة في مثل هذه الظروف القاسية التي ذكرت آنفاً، لا أحد يستطيع نفيها أو التغافل عنها أو تجاهلها أو تناسيها، فهذه المسألة متعلقة بالضمير الإنساني، فهي الأداة التي يقاس بواسطتها مستوى خموله أو مستوى نشاطه، فإنها بلا شك حاضرة في أذهان الأطباء والمهتمين بالبيئة وبالحياة الإنسانية، ومن المفترض أن ما حدث ومازال يحدث للأجنة لم يغب عن فكرهم لحظة واحدة، ونعتقد أنهم يتابعون حالاتهم وحركاتهم طوال وجودهم في بطون أمهاتهم عن كثب، وأنهم قلقون جداً على مستقبلهم الصحي، فالأجنة الذين لوثت مناطق سكانهم بمختلف الغازات الضارة، والتي قد تنعت في حالات بالسامة، فلهذا نقول من حق الأجنة الذين تضرروا أو الأجنة الذين يخشون أن يصيبهم الضرر، أن يتوجهوا إلى الله تعالى مقدمين في ذلك نقاء قلوبهم وصفاء نفوسهم وطهارة سريرتهم، ويرفعوا شكواهم إليه جلت قدرته، ومن حقهم الإنساني أن يحمِّلوا وزارة الصحة والجهات المعنية بسلامة البيئة المسئولية كاملة في تبيان أثر تلك الغازات على الصحة والبيئة، ومن حقهم أن يطلبوا من كل من لديه القدرة على حمايتهم من تأثيراتها بصورة مباشرة وغير مباشرة على صحتهم وحياتهم، أن يتحركوا لحمايتهم، فالواجب الوطني والإنساني والصحي والبيئي، يطالبهم بالتحرك العاجل ومن دون تأخير، قبل حدوث الكارثة الإنسانية التي لا يرغب أحد مخلص لخالقه ولوطنه ولنفسه ولإنسانيته ولمجتمعه ولنظائره حدوثها.

قيل إن من مظاهر إخلاص الإنسان، هو إدراكه لحقوق الجنين، لعل أول تلك الحقوق هي عدم إيذائه وآخرها عدم إسقاطه، وليعلم كل إنسان أنه إذا ما أسقط الجنين بالسبب الذي أوردناه سالفاً أو بغيره من المبررات، فإنه يترتب شرعاً على كل من حرم الجنين من الحياة، الكفارة والدية، فضلاً عن إثم الإسقاط، كما أن الشريعة المقدسة تعتبر الأجنة المسقطة أو الساقطة كالإنسان السوي الميت، خاصة إذا ولجت فيه الروح واستوت خلقته، فله الغسل والكفن واللحد، وإما في القوانين الدولية، فقد وضعت النصوص لحماية الأجنة من الأذى، وسنت عقوبات مغلظة لكل من يقوم بإسقاط الأجنة أو يتسبب بإسقاطها، فالأجنة في جميع الشرائع السماوية وفي القوانين الدولية مقدرة ومحترمة، ولا تقبل في كل الأحوال والظروف المساس بحقهم في الحياة.

فمن يعتقد أن الفعل الذي يقوم به ضد الأجنة هيِّناً عند الله تعالى وعند رسوله (ص)، فهو يعيش في وهم كبير، فخصوم من أسقط الأجنة وحرمهم من التمتع بالحياة في يوم الحساب الأكبر هم الأجنة الذين أسقطوهم ظلماً وعدواناً، سيستجوبونهم بلسان طلق، أمام محكمة العدل الإلهية وبحضور جميع الخلائق.

كل المبررات التي يسوقونها في هذه الدنيا لن تجدي، ولن تكون صالحة لإنقاذهم من العقاب الإلهي المحتوم، فلو تذكر المسقِط للأجنة أو من يتسبب بإسقاطهم أنه سيأتي يوماً لا مناص منه، يقف أمام خالق الكائنات والموجودات والسموات والأرض، لما وجدنا جنيناً واحداً يشكو على أحد في ذلك اليوم العظيم، ولكن الغفلة وطول الأمل وحب الذات والمال، التي تجعل الإنسان يهلك نفسه من دون أن يشعر، نسأل الله تعالى أن يمتع جميع الأجنة في عالمنا الإنساني بالسلامة من كل سوء، ويمن عليهم بحياة رغيدة هانئة، وأن يبعد عنهم شر الدنيا والآخرة.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 3622 - الإثنين 06 أغسطس 2012م الموافق 18 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 9 | 3:41 ص

      البحرين ليست غزة

      البحرين ليست غزة يا رقم 8 تقولون حرية تعبير و تكتمون الرأي الاخر لماذا؟؟؟؟

    • زائر 8 | 10:10 ص

      زائر 4

      وغزة محاصرة ايضا والسبب اهل غزة ..فعليهم ان يستسلمو لاسرائيل ويركعو لها ..كل مايحدث في غزة سببه عناد اهل غزة ووقوفهم ضد اسرائيل البلد المسكين المحاط بالاعداء من كل صوب...اذا اراد اهل غزة فك الحصار فماعليهم الا ان يقولو استسلمنا لك يا اسرائيل الحنونة! فلا تلومو اسرائيل على الحصار بل لومو حماس !
      اتقبل بهذا المنطق؟!؟!؟!

    • زائر 7 | 8:22 ص

      مرحبا..

      اعدام للمعارض قبل ولادته. هذا هو الحل.

    • زائر 6 | 7:04 ص

      الزائر 4

      إتقي الله في خلقه وهل إلقاء الغازات السامة داخل المنازل سببه اغلاق الطرق ... قليلا من العقل يا صاحبي فالكل له عين و يعي ان .... تمارس العقاب الجماعي حتى عندما لا يتم إغلاق الطرق وهناك دلائل كثيرة على عنجهية و تسلط ...

    • زائر 5 | 6:39 ص

      الله هو المنتقم الجبار

      جبار السموات والارض

    • زائر 4 | 6:22 ص

      أنتم تعاقبون أنفسكم

      إغلاق الطرقات لا يضير الدولة شيئا. ويضر بمصالح بعض المواطنين السنة والمقيمن . المتضرر الحقيقي هم سكان الفرى الشيعية. توفي طفل لإن الطريق من عالي إلى العسكري كان مغلقا. تصارخ مواطنة شيعية في ناشطة شوارع تطلب منها فتح الشارع لإن ولدها مريض. منذ حوالي أسبوعين وعلى صفحات الوسط إشتكى المواطنون الشيعة من إغلاق قراهم ليس من الداخلية ولكن من أنفسكم .. من أولادكم .. هذا هو العقاب الجماعي..

    • زائر 3 | 3:57 ص

      عابر سبيل

      هؤلاء يعاقبون عقابا جماعيا في الدنيا
      والله تعالى في الآخرة سيعاقب عقابا جماعيا بعدله يشمل القاتل والمحرض والشامت والصامت ولن يكترث بشعارات الوحدة الوطنية والإسلامية..
      ان غدا لناظره لقريب..

    • زائر 2 | 2:46 ص

      معاناة الأجنة

      للأسف الشديد هذا هو واقعنا في البحرين وذلك بتعمد واضح من قبل أجهزة اللأ أمن إذ أنها تستهدف الأجنة و الشيوخ بل كل أفراد العائلة بالغازات السامة دون مراعاة لحرمات الناس بل و الأدهى من ذلك التذرع بحفظ الأمن ..أي أمن هذا الذي ترجونه و انتم من تسلبون الناس ارواحها بإستهدافكم لمنازلهم بشكل مباشر كما هو ظاهر في ملفات كثيرة يحويها اليوتيوب !!!

    • زائر 1 | 12:23 ص

      لنا رب السماوات ..!!

      المتقصدون من وراء هذه الغازات يدركون تماما هذا العقاب الجماعي علي أهل القري ولكن عقاب الله يوم الحساب عسير ,, والسلام

اقرأ ايضاً