العدد 3622 - الإثنين 06 أغسطس 2012م الموافق 18 رمضان 1433هـ

شهادة عبدالباري عطوان

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في مقالٍ عميق الدلالة، قدّم عبدالباري عطوان قراءة سوداوية للمستقبل العربي، اعتماداً على أننا أمة يسهل الضحك عليها والتلاعب بعواطفها وتمزيق أوصالها.

الرجل فلسطيني من جيل الشتات، عاش في الغرب لأكثر من خمسة وثلاثين عاماً، ويكتب يومياً عن السياسة الدولية والشأن العربي، وله إطلالات يومية على الفضائيات العربية والأجنبية.

عطوان بدأ مقاله بتحدي أي زعيم عربي ممن يبحثون مع الأميركيين والأوروبيين في مستقبل سورية بعد بشار الأسد، عن امتلاك صورة واضحة عن هذا المستقبل، تماماً كما كان حال زعماء العرب الذين كانوا مضللين في حماسهم للمشروع الأميركي لتدمير العراق. ويذكر أن مندوب بريطانيا العظمى قبل مئة عام، عرض على الشريف حسين الثورة ضد الامبراطورية العثمانية، ووعده بامبراطورية عربية خالصة، وبعدها انطلقت الثورة من أطهر بقعة بالحجاز (مكة)، وجرى تشكيل «الجيش العربي» لمشاركة البريطانيين والفرنسيين حربهم التي انتهت بتفتيت أراضي الدولة العثمانية، ووضع الكيانات العربية الجديدة تحت الانتدابين البريطاني والفرنسي!

ويخلص عطوان إلى أننا نعيش السيناريو نفسه، فالغرب يطالب العرب السنّة بالثورة على الظلم والطغيان، ويحشدهم لحربٍ لاحقةٍ مع إيران الشيعية، ويركّز دعمه للثورات في الدول التي تصدت للمشروع الغربي (ليبيا وسورية والعراق). ويستدرك قائلاً: «الثورات العربية ضد الظلم والفساد والتوريث مشروعة، بل تأخّرت أكثر من اللازم، ولكن ما نخشاه ونراه عمليات توظيف غير بريئة لهذه الثورات، لخدمة مصالح استعمارية محضة».

المؤكد أنها ليست حرباً بين السنة والشيعة، وقد توقّع محمد حسنين هيكل قبل عام استبدال العدو الأول للعرب «إسرائيل» بإيران. وتحدّث هنري كيسنجر عن تلك الإستراتيجية بقوله إنها ستكون «حرب المئة عام المقبلة». وتحدّث وزير الدفاع الإسرائيلي السابق شاؤول موفاز قبل أسبوع عن ضرورة استثمار «إسرائيل» الخلافات بين السنة والشيعة من أجل أمنها واستمرارها.

ما يجري في المنطقة صدامٌ بين قوى ومحاور إقليمية ودولية، وبالأمس وقّع الرئيس الأميركي أوباما قراراً يسمح للمخابرات بدعم المعارضة السورية وقواتها على الأرض، ونُشرت تقارير عن وجود قوات خاصة أميركية وبريطانية على الأرض السورية لدعم المعارضة «الحرة». والأتراك الذين أكسبتهم سياسة «تصفير المشاكل» الكثير من التأييد الشعبي العربي، عادوا لينغمسوا في مشاكل الجوار (سورية بعد ليبيا)، وليشاركوا الغرب مخططاته بدرجة وكيل مساعد.

مخططو الغرب، وحسب عطوان، يؤمنون بأن العرب قومٌ من السهل خديعتهم وبث الفرقة بينهم، على أسس طائفية وعرقية. وأمامك ألف دليلٍ يثبت كلامه، من لورنس العرب إلى كيسنجر ورامسفيلد وبوش وبرلسكوني وساركوزي (والأخيران كانا صديقين حميمين للقذافي وشاركا في العمليات العسكرية لإسقاطه كما فعلت تركيا أردوغان ذات الاستثمارات الكبيرة في ليبيا)!

في نهاية السبعينات حشد الغرب الشباب العربي للانخراط في «الجهاد» الأفغاني ضد الاحتلال السوفياتي، الذي ارتدَّ إلى موجاتٍ من حركات العنف المدمِّر في الداخل ضد الدول التي رعتهم. حرب محاور وقوى كبرى قدمت للجمهور العربي على أنها جهاد، ولم يدرك آلاف «المتطوعين» أنهم كانوا يخدمون السياسة الأميركية في المنطقة وهم لا يشعرون.

اليوم يتم توجيه الشباب العربي بعيداً إلى دولٍ أخرى، على طريقة «حوالينا وليس علينا»، ليُفرغ كامل طاقته الغضبية في سورية بعدما انتهت غزوة ليبيا، للتخلص من هذه القنابل الموقوتة، كما حدث في العراق.

غزوات وتصفية حسابات بين الدول والمحاور، تُلحق بالشعوب العربية أضعاف ما تلحقه من أضرار بالمحتل، وبوصلتها دائماً بعيدةٌ عن «إسرائيل».

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 3622 - الإثنين 06 أغسطس 2012م الموافق 18 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 30 | 3:31 ص

      بوعبداللة

      احترنا معاكم اذا هو مخطط غربى لماذا ركبتم فية و الادهى من ذلك وقفتم مع بشار الذى يفتك بالبشر ولم تأخذكم فى الشعب السورى اى رحمة مع العلم

    • زائر 29 | 1:35 م

      امة غبية

      الغرب استعمل العرب لتفكيك العثمانيين.والان يستخدم العثمانيين لتفتيت العرب.غباء امة ما بعده غباء

    • زائر 27 | 8:15 ص

      شهادة بلا برواز

      شعوب أمة واحدة ليس في غرفة الانعاش تجمعها.. فليسوا بموتى ولا بأهل العلم قد لحقوا..
      مجموع قرن قرون لمن ظهور القرن الأفريقي و القرن العشرون في الأدب العربي قد لا يمكن ربطهم بعلاقة أو صلة بالقرون الوسطى. فلا يعقلون ولا يبصرون بديهي أنهم ليسوا من أولى الالباب. لكن لا يتفكرون ولا يتدبرون ولا يتذكرون فماذا يفعلون؟
      هل يستنكرون ويشجبون؟
      أم يتنازعون بينهم و يخسرون ولا ينتصرون؟

    • زائر 26 | 7:36 ص

      امريكا.....و امريكا

      اشوف البعض يتهم امريكا ويكيل بمكياليين حلال لك و حرام عليك .. اذا نظرية المؤامرة صحيحة عيل شنو كان يعمل عضو الوفاق في امريكا ولماذا يطلب الدعم !!! محد مهتم فيك يا وطن الكل مهتم في مصلحته و بس .. قال وطن و قال مواطن ... مساكين بسكم تبديل وجوه.

    • زائر 25 | 6:55 ص

      اين حقي في وحدتئ شعبي

      يجب على القائمين على امور المسلمين العمل على وحدة المسلمين والتفكير في امورهم بدل العمل على تفرقتهم بين سنه وشيعه لصالح اعدائهمالصهاينه فكرو في تائسيس مجالس برلمانيه لمعالجة الخلافات المذهبيه من اجل وحدة المسلمين بدل اقحامكم مجالس الشعب وحرفها عن هدفها المنشود وهو حماية المال العام ومحاربة في مهاترات بين سنه وشيعه لاضاعة حقوق الناس وشكراًلكم

    • زائر 24 | 6:00 ص

      ليش ما ساوى بشار

      طيب إذا كان قادتنا الحليفين لإيران بهالفهم الفظيع للأمور و المخططات الممتدة لمدة 100 سنة. سؤالي ليش لما بتجيهم الريح ما بينحنوا قليلا لدرء الفتنة. بل قاموا بالقتل و االتعذيب لشعوبهم على أمل أن تننتهي و لم تنتهي و لن تنتهي لأن الشعب لاينسى الدماء و الغرب لن يدعها تنتهي. و كن الغباء السياسي لإيران و روسيا في كبح جماح الأسد الذي تحول إلى ثور هائج و نسي أنه بحكم شعب من البشر و بدأ بالقتل. الفهمان هو أصدقاءه الفرس و الروس منذ أول خطاب خرج ليبتسم مثل الأبله و قال للعالم فهمتكم و لم يقل للشعب فهمتكم

    • زائر 23 | 5:19 ص

      بوعلي

      النظام السوري هو من اجج المشكله في البدايه
      وتعامل مع المتظاهرين بعنف وقام بمجازر يندب لها الجبين واليوم وقع الفاس في الراس وخرجت ناس تطالب بالانتقام اراد بشار ان يقمع الأنتفاضه في بدايتها كما فعل ابوه في بداية الثمانيات ولكنه فشل

    • زائر 22 | 5:06 ص

      مجرد تعليق

      نعم الذي يخدم السياسة الامريكية هو من يقاتل لاجل تحفيق اهدافها في افغانستان وغيرها. وكذلك من يتفاخر بوجود علاقات شراكة استراتيجية من ستين سنة ويشتري الاسلحة منها.

    • زائر 19 | 4:19 ص

      نورت المحكمة

      تقول في عبارة حشد الغرب الشباب العربي للانخرط في الجهاد الافغاني ضد الاحتلال السوفياتي الذي ارتد الي موجات من حركات العنف المدمر في الدول التي رعتهم حرب محاور وقوى كبرى قدمت للجمهور العربي علي انه جهاد ولم يدرك الاف المتطوعين لأنهم يخدمون السياسة الاميركية في المنطقة وهم لا يشعرون ومن الجمعية السياسية التي تخدم أميركا في البحرين وعضو الجمعية الذي شارك في الموتمر اعتقد مازال هناك

    • زائر 18 | 3:55 ص

      السؤال الكبير من المسؤول ؟؟؟؟

      الاحتمالات

      1- حكام العرب عملاء امريكا و الغرب
      2-امريكا و الغرب انفسهم
      3-جهل و بساطة الشعوب العربيه
      4-كل الاسباب السابقه

    • زائر 16 | 3:31 ص

      متى يستيقض العرب

      الحرب على سوريا لصالح الغرب و اسرائيل

    • زائر 15 | 3:28 ص

      يا امة ركبتها من جهلها الامم

      الجهل آفة الآفات والانسان الجاهل كالحيوان الذي يقاد الى حتفه وهو يبادر مسرعا من دون ان يبدي اي مقاومة ولا يعي الا والسكين على نحره.
      لا شعوبنا واعية ولا يوجد لدينا قادة مخلصون لشعوبهم حتى يعملوا على توعيتهم على العكس القادة العرب
      يفضلوا بقاء شعوبهم مثل البهائم ليسهل قيادتها

    • زائر 14 | 3:24 ص

      لا يلام الغرب اذا وجدت شعوبا جعلت من نفسها مطية تقاد كالحيوانات

      الغرب غير ملام لأنه وجد منا نحن الشعوب العربية والاسلامية شعوب كالبهائم التي نستخدمها ونسوقها
      فكما نحن نستغل هذه البهائم لمصالحنا هم ايضا وجدوا منا بهائم سهلة الانقياد الى مخططاتهم.
      وهم يحسنون استغلالنا جيدا،
      فنحن شعوب سهلة الانقياد لمخططاتهم لعدم وعينا وثقافتنا.

    • زائر 13 | 3:14 ص

      الجيش السوري الحر ..ليس حرا

      ما كتبه عطوان هو من أهم مع كتب في شأن سوريا والعرب.. يقرأ الماضي والحاضر والمستقبل.. وهو يؤيد نظرية المؤامرة

    • زائر 12 | 2:50 ص

      ولكن لا تحبون الناصحين

      كلام عبدالبري عطوان صحيح نحن جميعا سنة وشيعة في العالم العربي خاسرين في حال اندلاع اي حرب وامستفيد هي القوى الاقايمية شرقية او غربية. ولكن مع الاسف الشديد نحن من يساعدهمو في عملهم بنشر الطائفية بيننا

    • زائر 10 | 2:47 ص

      شعوب جاهلة تقودها قيادات أجهل منها

      نعم نحن شعوب منغمسة في وحل الجهل الى اخمص اقدامنا لذلك يسهل التلاعب بنا بكل بساطة ولدينا قيادات اجهل من شعوبها ولا ترى مصلحتها في توعية شعوبها حتى لا تثور عليها لذلك هي تركّز سياسة الجهل وتعمل عليها. وها نحن نرى بعض من هم محسوبون نواب على للشعب يتخبطون وكأنهم اطفال اعماهم الحقد الطائفي فاصبحوا مسخّرون للاجندة الامروصهيونية ويظهرون كأنهم ابطال مجاهدين ولا يدرون ماذا يراد بهم وسوف يؤكل الثور الاسود كما حال الثور الابيض الذي يؤكل الآن بيد اخوته
      نحن شعوب إمعّة

    • زائر 9 | 2:46 ص

      الحمد لله الذي جعل اعداءنا من الحمقى

      هؤلاء السذج الاراذل هم سبب دمار الامة الاسلامية والعالم العربي حيث انهم لا يملكون عقول يفكرون بها. ويصدقون الكلام من غير تدقيق فيه . هؤلاء اللابشر لم ولن يتعلموا من اخطائهم وانما هم مجرد ورقة في ايدي الصهاينة والامريكان والغرب الذين دوما يستخفون عقولهم.

    • زائر 8 | 2:02 ص

      الكراسي ؟؟؟؟!!!!

      هم همهم البقاء وليس غير ذلك ولو قتلوا بعضهم البض عل حساب العدوا الاسرائيلي وشعوب العرب اخر هم محبي الكراسي

      يتعاونون مع الشيطان اذا تعارضة كراسيهم الى خلخله كي بالزوال

    • زائر 7 | 1:26 ص

      العصبية والجهل سبب تخلفهم

      المشكلة ياسيد بأن مثقفين ومن يحسبون انفسهم علماء ودعاة وقعوا في هذا الفخ الذي للاسف لم نتعلم منه سابقاً

    • زائر 6 | 12:20 ص

      نفاق ذو حدين ..!!

      المعادون الي السياسه الأمريكيه هم أنفسهم المشتركون معها في حربهم علي سوريا ,, وصدق القول عندما تغير العدو من أسرائيل الي أيران الأسلاميه

    • زائر 5 | 12:05 ص

      في التأريخ الحديث عبر كثيرة تظهر للناس.. فهل تعيها أذن واعية أم ران على قلوبهم؟

      طالبان تكونت بدعم باكستان والسلاح الأمريكي وأموال الخليج.. لما انحرفت البوصلة الى استهداف الشيعة الأفغان في الشمال، إنقلبت الأمور.. فرأينا كيف تم محاربة طالبان بدعم باكستان والسلاح الأمريكي وأموال الخليج..

      والمثال الآخر صدام في حرب الثمان سنوات وما تلقى من دعم بالأموال والسلاح والتحشيد (فقط لأنه يحارب أحد أقطاب الهلال) - ثم رأينا كيف إنقلبت الأمور لتدميره بسلاح المزود الأول للسلاح وتمويل الممولين الأوائل..

    • زائر 4 | 11:54 م

      فهل يدرك آلاف «المتطوعين» أنهم كانوا يخدمون السياسة الأميركية في المنطقة وهم لا يشعرون، وفي حرف البوصلة عن «إسرائيل» ؟؟

      التقى وفد من جمعية الأصالة الإسلامية، مع أفراد في «الجيش السوري الحر». وأشار مراد عبر تغريداته: «تعمدنا الدخول بأنفسنا لتوصيل مساعدات أهل البحرين باليد لتجهيز المجاهدين من إخواننا بالجيش الحر».

    • زائر 2 | 9:33 م

      والحل؟

      هذا الواقع ولا مفر منه... و لن يتغير حتى ظهور صاحب العصر و الزمان عج .... أنا اقول لكل عربي لا تحلم في دولة تخدمك.. كل شي يخدم القوى العالمية و انت تدفع الثمن سواء معك او ضدك اللي يصير بشكل ظاهري

    • زائر 1 | 9:31 م

      صحيح!

      تمامًا كما كانت بوصلة قلمك بعيدةً عن إسرائيل موجهةً سهامها إلى الدول التي ذكرتَ أنت أنها تصدت للمشروع الغربي (العراق ليبيا والآن سوريا).

اقرأ ايضاً