لعل مشاركة البحرين في أكبر محفل عالمي متمثل في دورة الألعاب الأولمبية المقامة حالياً في لندن أثمرت عن الكثير من «تحطيم الأرقام» الشخصية لدى المشاركين الذين يمثلون البحرين ودماءهم مصبوغة بدولة أخرى لأنهم جاءوا ليرفعوا علم البلاد من أجل المال ليس أكثر ولا أقل.

استغربت كثيراً من الأخبار التي نقرأها الخاصة بمشاركة من يمثلنا في هذا المحفل، فاستوقفتني عبارة «نجح فلان بن فلان بتحطيم رقمه الشخصي»، ومن يبدأ بقراءة هذه الجملة القصيرة يجزم بأن هذا الشخص انقض على الميدالية الذهبية أو الفضية أو البرونزية، لكن العجيب والغريب يأتي باحتلاله المركز الأخير لكنه حطم رقمه الشخصي!

الاتجاه نحو «الاستيراد» بالحصول على لاعبين من أجل المال، لن يجلب السعادة لأهل البحرين، لأن هذا المشروع أثبت فشله منذ سنوات طويلة وليس في مشاركة لندن فقط، ولا أعتقد أن هناك فائدة ستثمر من المشاركة لأنها جاءت لغالبية من اللاعبين «المستوردين» الذين إذا حصلوا على ميدالية سيمر مرور السحاب ولن يذكرهم الصغير قبل الكبير إضافة إلى أنها ستجلب «البلاوي» للبحرين وأذكر على سبيل المثال ذلك المتسابق الذي «فضحنا» بتناوله المنشطات وأين هو الآن، إنه في بلاده وموطنه الأصلي، و»اللبيب بالإشارة يفهم»!

من يتذكر مشاركة البحرين في الدورات السابقة سيدرك تماماً الانجازات التي تحققت وفرح لها كل الشعب، ومن منا ينسى المتسابقة الأصيلة رقية الغسرة التي جعلت علم البلاد يرفرف في الميادين العالمية، فالصغير بدأ يفرح قبل الكبير، لكن كما يقول المثل المصري «الحلو ما يكملش»، لأن الأسطر انقلبت رأساً على عقب، وأصبح «الحلو» أن مشاركة البحرين في محافل خارجية بتواجد اللاعبين المواطنين، لكن الآن أنقلب السحر على الساحر، وأصبحت المشاركة لمن هم «دخيلون» علينا ويا للأسف!

هناك الكثير من أبناء الوطن ينتظرون الفرصة لتمثيل البحرين في المحافل الخارجية، وقبل التفكير بالتمثيل على المسئولين الاهتمام بهم والتوجه نحو مشروع صناعة بطل بحريني، فمن خلال الاهتمام والرعاية والصقل بإمكاننا أن نرى بطلاً بحرينياً أو بطلة، يكون بمثابة «المنقذ».

أخيراً... أتمنى أن يكون المسئولون حققوا مبتغاهم في المشاركة العالمية، لأنها بالفعل مشاركة جاءت «خارج النص»، فهل هناك «حساب وعقاب» أم سنكتفي بالقول «المشاركة إيجابية لأن الأرقام الشخصية تحطمت «... ما شاء الله تحطمت وهو الأخير!... والله من وراء القصد.