العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ

قرية الجونة البيئية على البحر الأحمر

قبل اندلاع ثورة السابع عشر من يناير/ كانون الثاني 2011 في مصر، كانت مشاريع التنمية الصديقة للبيئة تشهد نمواً مطرداً، خصوصاً في قطاع السياحة الذي يعد من أكبر القطاعات المدرّة للعملات الأجنبية على مستوى الدخل الوطني.

قرية الجونة السياحية، الواقعة على بعد 25 كيلومتراً شمال الغردقة على البحر الأحمر، هي أحد أهم تلك المشاريع. إنها عبارة عن قرية متكاملة بنيت وفق مواصفات عالية الجودة تضمن الحفاظ على البيئة، بشروط صارمة لناحية مواد البناء المستخدمة وكيفية إدارة الموارد الطبيعية.

صنفت قرية الجونة رسمياً أكثر الأماكن السياحية صداقة للبيئة في مصر، بعدما بذل القيمون عليها جهوداً بيئية متواصلة منذ إطلاقها عام 2002. وتعود فكرة المشروع إلى مدير عام شركة «أوراسكوم» للفنادق والتنمية سميح ساويرس، الذي أكد التزام معايير صارمة تصون البيئة منذ بدء مرحلة التنفيذ. فقد اتخذت التدابير اللازمة للاقتصاد في استهلاك المياه. وأقيمت شبكة صرف صحي لتدوير المياه المبتذلة وإعادة استخدامها في ري المناطق الخضراء داخل المشروع. وفي القرية منشأة خاصة لتدوير النفايات ونظام صارم للفرز في مستوعبات خاصة. ويمنع استخدام أكياس البلاستيك. وتنتج القرية جزءاً من حاجاتها الغذائية، فهي تضم مزرعة للماعز والدواجن وبساتين زيتون ونخيل. كما تنتج جزءاً من طاقتها بواسطة لاقطات شمسية. ويشجع المقيمون والزوار على التنقل بالدراجات الهوائية، إذ تم تخصيص ممرات لهذه الغاية في أنحاء القرية.

وتحيي الجونة احتفالات بيئية، خصوصاً في يوم البيئة العالمي 5 يونيو/ حزيران، وفي يوم الأرض 22 أبريل/ نيسان، بهدف نشر التوعية والسلوكيات البيئية السليمة. وقد تم تدريب طاقم عمل مهمته شرح سبل الحفاظ على البيئة للمقيمين والسياح معاً، وخصوصاً بترشيد استهلاك الماء والطاقة والمواد، والتخفيف قدر الإمكان من استهلاك المواد الكيميائية، وعدم رمي النفايات في البحر. وتنظم حملات لتنظيف الشواطئ وقاع البحر، بمشاركة سكان المنطقة والسياح.

تسعى قرية الجونة لتكون أحد المواقع السياحية التي لا تعتمد فقط على جمال البحر وأسماكه أو على رمال الشواطئ والفنادق الفخمة، وإنما على مواصفات بيئية تجعلها مقصداً رئيسياً في السياحة البيئية المتنامية في العالم. وعلى رغم تراجع الحجوزات السياحية في المنطقة عموماً من جراء التغيرات السياسية المتسارعة، وتقلصها الحاد في مصر العام الماضي، تخطط وزارة السياحة لزيادة عدد السياح إلى 30 مليوناً سنوياً بحلول سنة 2017، تدشيناً لحقبة جديدة تلبي تطلعات الحركة الديموقراطية وتوفر عشرات آلاف الوظائف للشباب.

لكن هذه الزيادة ستشكل ضغطاً إضافياً على البيئة البرية والبحرية والشاطئية. ومن هذا المنطلق، حضرت مصر كشريك في المعرض الدولي للسياحة الذي استضافته برلين في مارس/ آذار 2012. وقدم خلاله وزير السياحة المصري مبادرة «النجمة الخضراء» لتصنيف الفنادق المصرية الملتزمة بالمعايير البيئية الدولية، وذلك بالتعاون مع شركة «أوراسكوم» التي أسست قرية الجونة.

ويقول رئيس الشركة سميح ساويرس: «لا يجوز تطوير الأرض من دون أخذ البيئة في الاعتبار. إن تدمير البيئة ليس عدلاً لأجيال المستقبل».

العدد 3625 - الخميس 09 أغسطس 2012م الموافق 21 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً