زيارة واحدة فقط لنادي الرفاع الشرقي تكفي لمعرفة حجم المعاناة التي يُعانيها أبناء هذا النادي العريق، إذ لا يتصور البعض أن هذا النادي صاحب الانجازات في كرة القدم والذي موَّل ولا يزال يمول منتخباتنا الوطنية بالعديد من اللاعبين المميزين، والذي تتهافت على لاعبيه الأندية الأخرى كذلك، لا يتصوره البعض أنه بلا ملعب تتدرب عليه فرقه وتلعب مبارياتها، ولا حتى مساحة صغيرة بحجم ربع ملعب تُفيد في اليوم (الأسود)!.

ربما أي كلام نتحدثه بهذا الخصوص يعتبره البعض (مُبالغة)، ولكن الواقع الذي يعيشه هذا النادي فعلاً مأساة، ولا نعلم ولا الشرقاويون كذلك متى ستنتهي، إذ ان النادي وللموسم الثاني على التوالي لا يمتلك أي ملعب صالح لا للتدريب ولا للعب، ولا حتى لمباريات (الحواري والدفنات)، إذ ان أعمال الصيانة جارية منذ وقت طويل للغاية، ولا أحد يعلم متى تنتهي إلا الله سبحانه وتعالى، إذ يئس الشرقاويون من الوعود ومن الانتظار الذي أصابهم بالضجر والملل، ولا أُبالغ إن قلت إن كرة القدم في النادي أصبحت كأنها بلا لون ولا طعم ولا رائحة!.

وربما يُفسر البعض كلامي بأنه نوع من التبرير لهبوط الفريق الشرقاوي للدرجة الثانية في الموسم الماضي، إلا أن هذا الأمر يُعتبر من الأسباب الرئيسية وراء ذلك، ففرق النادي تُعاني يومياً، ففي كل يوم تتدرب على ملعب، وأحياناً الفريق الأول يتدرب بالملاعب الخارجية التابعة لاتحاد الكرة، والشباب على ملعب شركة ألبا والناشئين بنادي الرفاع!، ولكم أن تتصوروا حجم العمل المُلقى على عاتق النادي وجهاز كرة القدم بالتحديد في توفير المواصلات والعمال والتجهيزات لهذه الفرق في هذه الملاعب المُختلفة وفي اليوم نفسه!.

كرة القدم معروفة أنها واجهة أي ناد، وبها يحيا هذا النادي، إذ تجده مزدحماً باللاعبين والإداريين وأولياء الأمور والجماهير إذا ما كانت التدريبات والمباريات تُجرى يومياً فيه، وهذا بالطبع يبعث الارتياح في نفسيات اللاعبين وكل من ينتسب لهذا النادي لأنهم يحسون أنهم سيكونون (في بيتهم)، وطبعاً هذا يجعل اللاعبين قادرين على العطاء بشكل أكبر، بدلاً من الوضع الذي أصبحوا فيه الآن وكأنهم (لاجئين) وكل يوم في ملعب (مع الاحترام لهم طبعاً)، فالتشتيت الذهني وغياب التركيز سيكونان حاضرين بكل قوة، وأكرر أن كل هذا ليس تبريراً لأي نتائج سيئة، فالعمل والإخلاص فيه يجب أن يكونا السمة البارزة، والابتعاد عن وضع أي عراقيل وعدم الاستسلام للواقع هو أمر هام، ولكن في الجانب الآخر الحصول على (الحقوق) هو الأهم، والشرقاويون يريدون (حقوقهم) من خلال الملاعب الجاهزة التي يحلمون بها الآن، مع أنني لا أظن أنهم سيحصلون على أي ملعب هذا الموسم، لأن الصور المُرفقة تُغني عن أي كلام، علماً بأن المساحة التي يتم العمل فيها بنادي الرفاع الشرقي حالياً كبيرة وخلال جولتنا لم نر سوى عاملين آسيويين يعملان فيها، والسؤال نطرحه على المؤسسة العامة للشباب والرياضة، متى سيحصل الشرقاويون على حقوقهم؟!.