العدد 3631 - الأربعاء 15 أغسطس 2012م الموافق 27 رمضان 1433هـ

كنا نعيش مسلمين ومسيحا ويهودا أسرة واحدة لا يفرق بينها مذهب أو دين

«الوسط الرياضي» يوثق تاريخ الرياضة البحرينية (20)

(فريج الحطب) كما بدا في الخمسينات كان نموذجاً للاحياء الشعبية البحرينية
(فريج الحطب) كما بدا في الخمسينات كان نموذجاً للاحياء الشعبية البحرينية

يسعى «الوسط الرياضي» منذ عدة أعوام، في شهر رمضان الكريم، إلى طرح لقاءات حوارية مع قيادات رياضية، لعبت دوراً بارزاً في صناعة صرح الرياضة البحرينية، بهدف المساهمة في توثيق الرياضة البحرينية، وحفظ سجل هذه الشخصيات الرياضية. وحينما سعينا للقاء شخصية هذا العام التي تألقت وبرزت في مجال التربية الرياضية المدرسية، وتميَّزت بأنَّها أول شخصية بحرينية تتخصص في علوم التربية الرياضية وتحصل على شهادة البكالوريوس من معهد التربية الرياضية بالقاهرة، ويتبوأ منصب مدير لإدارة التربية الرياضية والكشفية والخدمات الطلابية مدة 27 عاما. كان الهدف منه توثيق تاريخ الرياضة المدرسية. التي كانت يوماً ما تمثل القاعدة التي انطلقت منها جميع الألعاب. إلا أنَّنا وجدنا في شخصية محدثنا جاسم محمد أمين واجهة تاريخية بارزة، نطل منها على تاريخ الرياضة البحرينية، بعد أن شارك مع أوَّل وفدٍ كروي توجه إلى المكسيك لتقديم عضوية البحرين في «الفيفا» العام 1986 وترأس أول لجنة تشرف على تنظيم لعبة كرة السلة العام 1967، بجانب حضوره الكبير في مجال التربية الرياضية كمدرس وموجه ومراقب ومدير للإدارة... لذلك كان لنا معه هذا الحوار المتشعب الذي أرَّخ للعديد من الألعاب الرياضية.

الوسط – عباس العالي

نبتعد في هذه الحلقة عن التوثيق الرياضي ونذهب إلى حقبة زمنية تأثر بها، وأثرت في حياته وما زال يتفاءل بها وهي ليالي شهر رمضان المبارك، التي عاش فيها أجمل لحظات حياته في فترة الطفولة وبين أزقة فريق «الحطب» وحققت فيها ليلة القدر في العام 1957 أمنية حياته في الحصول على بعثة دراسية في القاهرة، وأجد القلم يجرني لتناول هذه الحقبة الزمنية التي تؤرخ الكثير من الظواهر التاريخية.

يقول محدثنا عن ذكرياته مع الشهر الفضيل: «كان «الفريج» أو الحي الذي نقطنه يضم مختلف الأطياف، من يهود ومسيح وعجم وكانت الغالبية من العوائل العربية، ولا يوجد فيما بيننا اختلاف في المذهب أو الدين فكنا نعيش مثل حياتنا البسيطة، ونتقبل كل الأمور بعفوية وسجية عالية.

وكان أجمل ما في شهر رمضان في فترة الطفولة، زيارة الأهل والجيران من اجل تناول الحلويات التي لا نراها إلا في هذا الشهر لكريم، ثم نتفرغ لممارسة الألعاب الشعبية التي كانت تمارس في هذا الشهر مثل: (الصرقيع والتيلة والبلبول والفلاتية والدوامة)، وحينما أصبحت شابا يافعا تعلقت بلعبة كرة السلة فأصبحت تأخذ جل اهتمامي، ولكن هذا لم يكن يمنعني من أن أقوم مع أولاد «الفريج» بزيارة عين عذاري مشيا على الأقدام، فنسبح في العين، ثم نعود أدراجنا لنأكل المقسوم قبل صلاة الفجر».

وقال: «في هذا الشهر حقق لي القدر أمنية حياتي، فمهد لي طريق حياتي العلمية والعملية، وأنا الآن حينما أعود بالذاكرة إلى تلك الفترة الزمنية، أتساءل واردد قوله تعالى «وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين»، فقد كنت طالبا في القسم التجاري حتى أحقق أمنية العائلة في أن اعمل في قطاع التجارة، ولكن القدر غير مسار حياتي، ولكنني ناضلت من اجل تحقيق الأمنية، ومازلت أتذكر بداياتي في القاهرة حينما استقبلتني الرابطة وأسكنتني في عمارة جديدة في العجوزة اسمها «دار الأحلام»، وحينما أصبحت طالبا في معهد التربية الرياضية حرصت على أن اسكن في الهرم ولكن «الناموس» جعلني اهرب لأسكن في الجيزة مع زملاء الدراسة الذين أكن لهم كل محبة وتقدير وهم: احمد الحميدان وسيدصالح ومهدي التاجر، وهذا الشخص سبب شغفي وحبي للمسرح، وحسن زين العابدين وعبدالرحمن الزامل وحميد الصيرفي وعبداللطيف الموسى وإبراهيم السندي وعلي السندي وأنور العليوات وآخرون.

وكنا نصوم الشهر ونحرص على التواجد في حي سيدنا الحسين طوال أمسيات الشهر الكريم، ونجلس في قهوة الفيشاوي مع الأدباء والفنانين والشعراء المصريين الكبار، ومازالت الذاكرة تحمل الكثير من المناظر للمتصوفين وأصحاب الطريقة والعادات والتقاليد التي كانوا يقومون بها.

واليوم ليس مثل الأمس سواء في البحرين أو أم الدنيا، فقد كانت هناك بساطة متناهية في حياتنا وملبسنا وتصرفاتنا ومأكلنا ما جعل منها حياة هنيئة».

العدد 3631 - الأربعاء 15 أغسطس 2012م الموافق 27 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً