العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

العقل زينة كذلك لهوىً آخر...

محمد حميد السلمان comments [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

« ... ومن باب «لا تزر وازرة وزر أخرى» نقول، ما علاقة ما حدث داخل البلد بضرب اقتصاد شركات الطيران البحرينية التي تتعامل مع خارج البلد، والتي بالكاد وقفت على قدميها بعد فتح آفاق التعاون مع الدول المجاورة في أكثر من خط ولعشرات الرحلات وخصوصاً للسياحة الدينية. ويعرف أصحاب تلك الشركات ومديروها أن لا خط أفضل من خطوط الرحلات السياحية الدينية فهو من يملأ خزائن تلك الشركات بالأرباح السنوية. فلا خطوط أوروبا ولا أميركا ولا الشرق الأقصى هي من يستطيع جلب بركات تلك الزيارات، ولنعترف بهذا بلا مكابرة».

هذا كان جزءًا مما كتبتُه في مطلع شهر مايو/أيار الماضي في موضوع «مطارات وسياسات» حول قضية اقتصادية ملحة تمس لب الاقتصاد البحريني. فمهما اشتدت الاختلافات والأزمات بيننا، فلا يجب أن يداس هذا الاقتصاد بقرارات سياسية لأنها تضر بالجميع وليس بفئة أو طائفة معينة، فرأس المال جبان، كما أسلفنا، ولا يفرق في أصول ربحيته بين مصنع مبارك أو مجموعة عبدالحسين التجارية!

وبالتالي عين العقل ما تم الإعلان عنه من إعادة فتح خطوط الطيران المربحة جداً بين البحرين وكل من جمهورية العراق وجمهورية إيران الإسلامية اعتباراً من العشرين من سبتمبر/أيلول المقبل، بعد انقطاع وخسائر كبيرة دامت أكثر من سنة ونيف.

وقد ثبت هذا الأمر بين سطور كلمات الرئيس التنفيذي لشركة طيران الخليج وهي مفعمة بفرحة لا توصف وآهات حرى لا تنسى وتحسر على ما خسرته الشركة الوطنية من أرباح هائلة التقطها الرابحون الأكبر من جروحنا الدامية طوال الشهور السابقة، بترديده لثلاث مرات (سعداء، لخبرٌ سعيد، كما يسرني) خلال تصريحه:»نحن سعداء لاستئناف رحلاتنا إلى كل من إيران والعراق. إنه لخبر سعيد ومرحب به من قبل الكثير من العملاء والمقيمين، بالإضافة إلى رجال الأعمال، حيث تمثل الرحلات المباشرة ميزة مهمة بالنسبة لهم. كما يسرني عودة هذه المحطات إلى جدول أعمالنا وذلك لتلبية طلبات السوق المحلية المتنامية واستجابة لرغبة الكثير من زبائننا».

كما أضاف: «كنا على ثقة بأن هذه الرحلات ستستأنف قريباً وتكون ضمن جدول عملياتنا. ونحن نتطلع إلى نفس الدعم من قبل جميع عملائنا». مع أن تلك الرحلات تتوقف على شرط واحد الآن وهو «الحصول على الموافقات النهائية من قبل سلطات الطيران المدني في كلا البلدين»، كما صرحت الشركة. فهل سيحدث ذلك؟ والأهم هو تأكيد الرئيس، ضمن تصريحه، لما ذكرناه سابقاً من أن رحلات السياحة الدينية من البحرين لهاتين الدولتين بالذات «أظهرت عملية إشغال المقاعد بصورة كبيرة في معظم الرحلات قبل تعليق الرحلات العام 2011»، فهل اقتنعتم من هو السبب في زيادة أرباح شركاتكم وأعمالكم الآن وليس تخريب البلاد وترويع العباد كما يُدعى زوراً؟

لكن أحد المتابعين الحريصين على الشركة الوطنية علق قائلاً: «على طيران الخليج أن تدفع ثمن الممرات الجوية التي حجزتها لرحلاتها ثم ألغتها في يوم وليلة وبقرارات لا علاقة لها بالاتفاقيات التجارية». فقلنا له: جواب هذه المسألة عند الشركة وليس عندنا؟

فهل سيعود الرُشد الآن في كافة المكونات الماسكة للأزمة، أي لكافة «فيوزات» ذاك العقل حتى لا يبقى هناك «فيوز» محروق يسبب تماساً من جديد يشعل الأخضر واليابس؟ نتمنى ذلك ولو أن الأمين العام للاتحاد العام لنقابات عمال البحرين السيد سلمان المحفوظ لا يعتقد ذلك حيث قال: «كلما انتهينا من إغلاق جزء من ملف المفصولين وطي صفحة الماضي وتفاءلنا به، نجد أن أجزاء أخرى تبقى معلقة، وكلما طوينا صفحة تولد أخرى، فهناك من يعرقل جاهداً تنفيذ أوامر جلالة الملك بإرجاع المفصولين لأعمالهم». وأضاف المحفوظ «وبرغم أهمية الأرقام المتبقية من المفصولين والتي تبلغ أكثر من أربعمئة مفصول وموقوف فإننا نستغرب أن يتعامل بعض المسئولين مع الموضوع وكأنه مجرد الانتهاء من أرقام ونسب مئوية في الوقت الذي ما بني عليه الفصل الجائر وهو التمييز لا يزال مستمراً».

ولفت المحفوظ إلى أن الإعلان عن الشواغر في الوظائف التي كان يشغلها المفصولون وخصوصاً في بعض الوزارات الحكومية، كوزارة الصحة، وغيرها هو استمرار للتمييز وبمثابة فصل آخر وجديد من العمل. كما أن تعديل بعض أحكام قانون المحكمة الدستورية هل هو كافٍ، ليشمل تعديل تعريف (عضو المحكمة) رئيس المحكمة ونائبه وأعضاء المحكمة، وتشكيل المحكمة ومدة العضوية بها، إذ أصبح وفقاً للتعديل الجديد تشكل المحكمة من رئيس ونائب للرئيس وخمسة أعضاء، يعينون لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد لمرة واحدة، وتعديل آخر يخص نائب الرئيس فهو الذي يحل محل الرئيس في حال غيابه أو وجود مانع لديه. كما ينظم التعديل رئاسة الجمعية العمومية للمحكمة، وتخصيص موازنة سنوية مستقلة للمحكمة الدستورية، وهذه التعديلات هي ما تم التوافق عليه في المحور القانوني من مرئيات حوار التوافق الوطني. فعجباً ممن اجتمعوا لشهرٍ متواصل لبحث مثل هذا التعديل الكبير والمهم جداً! في سير عمل المحكمة الدستورية ورفعوه للتطبيق.

وهل ستكون هدية عيد شهر الله الكريم للناس جميعاً بلا تفرقة، أقل فرحاً من هدايا الرحمن في ختام شهر رمضان بقبول الطاعات والعبادات وغفران الذنوب التي ارتكبها البعض ضد اخوانهم في الدين والملة والدم والتراب والعيش المشترك طوال شهور القسوة والحرمان؟ وعيدكم مبارك.

إقرأ أيضا لـ "محمد حميد السلمان"

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 4 | 9:21 ص

      ليس بخفي أن الملك القدوس هو مالك يوم الدين الذي لم يتخلى عن ملكه ولازال بيده الملك.
      فالملك العظيم الجبار المتكبر له سنة قد خلت في الاولين ولم يغيرها. أنه من يتجبر ويتكبر على الناس فمصيره لن يختلف عن من سلف وتلف من الخلق.
      فقد بين للناس أن الدين هو الاسلام، ولم يقل لا نبي بعدي بل قال لا اله الا هو ولا والملك له فلم يلد ولم يولد ولم يوكل لأحد من الخلق أمر خلافته على الارض. فكيف يكون له سمي أو من له ملك سواه؟
      فهل الناس يعقلون أم لا يعقلون؟

    • زائر 3 | 4:59 ص

      خذو من أمركم رشا

      هل ينطبق القول على طيران الخليج
      "لو أدري والطير خبرني"
      هذه هي نهاية العناد نعم لقد أخذتكم العزة بالاثم وتركتم الحبل على الغارب فما هي النتيجة : لقد اكتست الشركات الأخري السمعة وانتفخت حساباتها وصارت موقع تمني للحصول على كرسي على رحلاتها ولو على قائمة الانتظار في الوقت الذي تفاقمت ديون شركتنا واصبحت موقع مزايدات في الاقتراض لتسديد القروض
      خذو من هالأمور دروسا لعلكم تستفيدون منها أن لا علاقة
      بالتجارة والسياسة

    • زائر 2 | 3:15 ص

      النصيحة

      مقال رائع معبر عن الروح الوطنية الذي يحملها المواطن الحريص على كل ما يرفع من شأن البلد أقتصادياً وإجتماعياً وسياسياً ...أبوجعفر...

    • زائر 1 | 11:49 م

      ام حسن

      الله يرحمش يا يمة دايما تقول امثلة جميله ولها معنه ومنها
      فقادت العقل حزينه
      اني مومن شق ورقع اني اتبصر فى الامور قبل ماتقع
      وكل هذا ينطبق على القرارات الغير مدروسة وسوف يتجهون الى الهاوية

اقرأ ايضاً