العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ

فلسفة حداثية

كنت في سن المراهقة. عنفوانية أتخبط. الشقاوة تحدوني عواصف غواية جذابة فتقصفني بلا هوادة، جرَّافة وصراخ الورد غجري في كاحل القصيدة.. تصهل هوجس الأنوثة.. ووجوه في الخفاء تختبىء تحت جنح الظلام، فتتنبث عبق روحي وصومعات فكري لتعريني من فِكَري المتأصلة بوحدة الإسلام والقيم الإسلامية..

أساليب كأنياب الثعالب تجردني من مجتمعي العربي. أتسائل هل هي فكرة أو بالتغيير يحتويني؟

يلتفون حول فكري لأتيقن ما تبقى مني مجرد ألعوبة الزمن. أصوات تتخلل مسامعي الجامحة تزينني بالخلاخل لأرقص حافية القدمين، وتهليل لدخولي عالم الظلام!

ها أنا أستفيق فلا شيء يأويني سوى ديني.. فالحداثة مجرد معجم مترجم للوهمية المضرة.. لا أعلم كيف لي أن أتعلم أبجديات حداثية خرافية تهدم المجتمع الإسلامي فهي مخالفة للدين الإسلامي يستغلونها في الشعر والتفعيل والتحليل. فالحداثة فوضى حضارية تنعكس آثارها على الأدب، فكيف لأديب أن يصبح دأيب؟ ومع ذلك يستمرون في محاولات الفشل والإقناع ويستهدفون العقول الأدبية.. فالحداثة خداعة هماشة فضاحة.. مراوغة حد الحثى الفكري تعكس الحروف والكلمات، في رأيهم - قوى ضخمة من قوى الفكر المتخلف التراكمي السلطوي، لذا يجب أن تموت، ولغة الحداثة هي اللغة النقيض لهذه اللغة الموروثة، فبالدين الإسلامي ستضحل هذه الحركة الفكرية وتتلاشى خلاصة السموم والخلطات الرمزية والدادائية والسريالية.. فكل منهم له خواص وأزمان عرقية، من الغرب وباريس المستهدفة الأولى في الاكتشاف.. وهذا دليل على الفقر الديني ويلزمنا نحن العرب تحطيم الموروث المتعجرف ولا نتراجع وراء الإنسياق لكل هراء وثرثرة غجرية.. وبتفاصيل ملامحهم المهمشة بمقترفات الحياة يسيرون على نهج الأدب، والأدب منهج يعبر عنه الأدباء ببراءة وخلجات أنفسهم، وفكرتهم لاتعصي الدين القيم. فكيف لهم بالعبثية، والسماح بتمزيق أدبنا العريق بمخيلات الردة عن الإسلام؟ هل لها بالبقاء والتكاثر، أم الاستأصال من رحم الحياة؟

زهراء دلال

العدد 3633 - الجمعة 17 أغسطس 2012م الموافق 29 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً