العدد 3634 - السبت 18 أغسطس 2012م الموافق 30 رمضان 1433هـ

ناشطان شبابيان: الطائفية تحتاج لحل الأزمة سياسياً...والعمليات التجميلية لن تجدي نفعاً لترقيعها

أكد عدد من محركي الحركة الشبابية ومن مؤسسي الجمعيات الشبابية أن الخروج من الأزمة في البحرين يحتاج إلى حل سياسي وليس أمني، على أن يتم الاستماع للمطالب، خصوصاً أن المطالب صدرت من الشباب، موضحين أن الطائفية انتشرت مع الأزمة وحل الطائفية يكمن بحل الأزمة سياسياً وليس أمنياً.

وفي هذا الصدد التقت «الوسط» مع أمين سر جمعية البحرين الشبابية أحمد بو حسن، ومؤسس الحركة الشبابية ممثل جمعية حوار الشبابية سيد عدنان جلال، وفي ما يأتي نص الحوار:

ما هي الحلول التي قد يطرحها الشباب لحل الأزمة التي تشهدها البحرين؟

- جلال: إن حل الأزمة هو الإنصات إلى المطالب الشعبية، إذ إن المحرك الأساسي للشارع هم الشباب، لذا فإن التعرف على مطالبهم والمشاكل التي يواجهونها والتعاطي معها قد يحل الأزمة، إضافة إلى أن الإنصات لهذه المطالب جزء ضروري من حل المشكلة، وذلك عبر حوار جاد فهو مطلب أساسي سواء في الأزمات أو غيرها، على أن لا يكون مشروطاً، خصوصاً إننا نتعامل مع عدة اتجاهات فكرية، لذا فإنه من الصعب الأخذ بوجهة نظر مجموعة على حساب الأخرى وتهميشها. لابد من معرفة القواسم المشتركة بين فئات المجتمع وبناءً على هذه القواسم يتم الدخول في حوار.

- بو حسن: إن الحوار شرط أساسي لحل الأزمة، شرط عدم التمسك والإصرار على الرأي الواحد. لابد أن يكون هناك تبادل في الآراء لإقناع الطرف الأخرى بتحقيق المطالب أو العكس. وكشباب، هناك حوار شبابي بين الشباب من مختلف الأطياف، إلا أننا في حاجة إلى حوار سياسي لإيصال صوت الشباب ومطالبهم التي تم طرحها مسبقاً.

هل الجمعيات الشبابية قادرة على إيصال مطالب الشباب إلى المسئولين؟

- بو حسن: إن الجمعيات الشبابية غير قادرة على التعاطي مع الأمور السياسية، لذا فإن الحوار السياسي بين المعارضة والحكومة قد يحل المشكلة على أن يكون الشباب جزءاً من هذا الحوار فهم المحرك الأساسي والجزء المكمل، خصوصاً أنهم قد يشكلون ورقة ضغط، إضافة إلى أكثر من 60 في المئة من المجتمع هم فئة الشباب.

- جلال: إن الجمعيات الشبابية تحكمها مجموعة من القواعد والأنظمة التي قد تبعدها عن السياسة، والتي تجعلها تتعامل مع القشر السياسي وليس اللب، إلا أن الجمعيات السياسية التي تحتوي على مراكز شبابية عليها أن تكون محركاً في إيصال رسالتها مع ضبط المجموعات الشبابية.

- علَّق بو حسن: إن الجمعيات السياسية عليها توجيه الشباب إلى الطريق الصحيح فهم عماد المجتمع ولابد من تنوير الشباب بجميع وجهات النظر المختلفة حتى وإن اختلفت مع وجهات الجمعيات، وذلك لفتح المجال أمام الشباب لمعرفة الصواب والخطأ.

هل البحرين بحاجة إلى حل سياسي أم أمني لحل الأزمة التي شهدتها؟

- جلال: إن المشكلة الموجودة سياسية، فحلها سياسي وليس أمني كما يعتقد البعض، إذ إن على البعض أن ينظر إلى أساس المشكلة وليس ظاهرها، فأساسها سياسي، لذا فإن الحل سياسي لا أمني.

- بو حسن: إن الحل سياسي وهذا ما أكده ولي العهد، على أن لا يكون الحل السياسي مشروطاً، إذ إن الحل السياسي المشروط، وخصوصاً في ما يتعلق بالدخول في حوار مشروط، قد يؤدي إلى إشعال فتيل الأزمة من جديد.


بعض المستفيدين من الطائفية لعبوا دوراً في تأجيجها

هل الأزمة السياسية التي شهدتها البحرين أدت إلى انتشار الطائفية؟

- جلال: إن وسائل الإعلام الرسمية وبعض الشخصيات في المجتمع لعبت دوراً في تأجيج الطائفية خلال الأزمة التي شهدت البحرين. هناك مستفيدون كثيرون من نشر ثقافة الطائفية في المجتمع، رغم أن المجتمع البحريني مجتمع متعايش ومتحاب حتى مع الأجنبي، لذا فإن جميع الأطياف في المجتمع تتقبل الآخر برحابة صدر، إلى أن نشر الطائفية كان هدفاً لبعض المستفيدين منها، واستطاعوا تحقيقه.

- بو حسن: إن الطائفية هي من السلبيات التي أصيب بها المجتمع البحريني بعد الأزمة، وفي اعتقادي بأن الملام فيها هم الشباب. كان لابد من وجود وعي أكثر لدى الشباب للابتعاد عن الطائفية. كما أعتقد بأن جميع أطراف المجتمع مسئولون عن نشر الطائفية، لذا على الطرفين في المجتمع العمل على تصحيح الوضع قبل فوات الأوان.


الحل السياسي سيقضي على الطائفية

مع انتشار الطائفية ما هي الحلول المطروحة لمحاربتها، وخصوصاً إنها انتشرت مع الأزمة التي شهدتها البحرين؟

- جلال: من وجهة نظري إن مشكلة الطائفية هي نتاج للمشكلة السياسية التي شهدتها البحرين، لذا فإنه حال تم التوصل لحل للمشكلة السياسية فإن الطائفية ستبدأ في الاختفاء تدريجياً، إذ إن المواطنين بإمكانهم التعايش في ذلك الوقت، خصوصاً في ظل التوزيع العادل للثروات، فكل طرف حالياً يشعر بالتمييز، لذا فإن التعافي من الأزمة السياسية سينعكس إيجابياً على الطائفية التي ستختفي، إلا أنه مع ذلك يجب التأكيد على أن حل الطائفية يكمن في حل المشكلة السياسية وليس بالعمليات التجميلية التي لن تعافي ما أصاب المجتمع من طائفية، وأقصد هنا بالعمليات التجميلية القيام بفعاليات أو مبادرات بدون وجود حل جذري للأزمة السياسية.

- بو حسن: لا أعتقد بأن هناك طائفية بنسبة كبيرة في المجتمع البحريني كما يعتقد البعض، إذ إن المشكلة هي تحقيق مطالب طرف على حساب طرف آخر، فالمشكلة هي عدم اتزان في المعاملة بين الطرفين، وقد يكون من الصعب التحدث عن حلول مباشرة للمشكلة، لذا لابد من وجود عدة خطوات أهمها تفعيل قضية تقبل الرأي الآخر، مع تنظيم فعاليات وأنشطة والإنصات إلى وجهات النظر المختلفة.

هل أثرت الطائفية على العلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع؟

- جلال: إن الطائفية لعبت دوراً في تأزيم العلاقات الاجتماعية والقضاء على بعض أنواع العلاقات، خصوصاً وأنها تزامنت مع وضع أمني كان متعباً للكثير، إذ إن العديد من مكونات المجتمع فقدوا صداقات وعلاقات اجتماعية امتدت لسنوات نتيجة للطائفية المنتشرة.

- بو حسن: إن الأزمة كان لها خسائر أسوة بباقي الأزمات التي تترك أثراً، وقد أثرت الأزمة على العلاقات الشخصية وعلى الألفة الاجتماعية في المجتمع، لذا لابد من الحد من انتشار هذه الظاهرة والتقليل من الخسائر المؤلمة.


التمييز بين مكونات المجتمع موجود والجمعيات الشبابية لا تتبنى هذا الملف

إن بعض الشباب يشكون من التمييز، فهل تردكم شكاوى من الشباب بشأن التمييز في المجتمع؟

- جلال: إن الجمعية تبنت لسنوات إشكالية المنح والبعثات، وذلك بسبب وجود شكاوى من البعض بوجود تمييز، إلا أن الجمعية لم تتبنَّ موضوع التمييز في البعثات، وتبنت بعض الأفكار والمقترحات، مع تبني بعض المشاكل التي يعاني منها الشباب، كالتمييز في الوظائف والإسكان والخدمات العامة. الجمعية لا تتبنى ملف التمييز عموماً وإنما الاقتراحات.

- بو حسن: إن التمييز في المجتمع موجود بنسبة قليلة، ولا يمكن مقارنته بالدولة الأخرى، إذ إن الدول الديمقراطية تعاني من مشكلة التمييز، إلا أن التمييز في البحرين موجود بنسبة بسيطة، أما في ما يتعلق بالمتطلبات الشبابية فإن خلال تسع سنوات قامت الجهات الحكومية بتبني صوت الشباب وقد تم تحقيق جزء من مطالب الشباب.

ما هو الدور الذي تقوم به الجمعيات في احتضان الشباب باعتبارها تضم فئة كبيرة من الشباب من مختلف الأطياف والأعمار؟

- جلال: إن جمعية حوار تبنت آخر مبادرة بالتعاون مع جمعية الشبيبة وذلك للتطلع لمستقبل البحرين، وقد ضمت المبادرة شباباً من مختلف الأطياف، وذلك من أجل تنشيط الحراك الشبابي الذي قل خلال سنة ونصف تزامناً مع الأحداث، وانتشار الهواجس الأمنية التي أدت إلى اختفاء الحراك الشبابي، وقد تم فتح المجال أمام الشباب للتعبير عن رأيهم بما حدث والسماح لهم بطرح مقترحاتهم.

- بو حسن: لما ترأست الجمعية القمة الشبابية، استلمت مهام التنفيذي لمكتب الجمعيات الشبابية، وذلك للم شمل الجمعيات بعد الأزمة، مع زيادة الأنشطة والفعاليات وتكثيف التواصل الاجتماعي لفتح حوار جدي بين الشباب، خصوصاً مع تأثر الحراك الشبابي بعد الأزمة.

العدد 3634 - السبت 18 أغسطس 2012م الموافق 30 رمضان 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 3:10 ص

      لا طائفية ولا للدكتاتورية

      نعم أتفق مع الشباب أن الحل السياسي سيقضي على الطائفية لأنها ستوفر المناخ البرامج الملائمة لثقافة ايجابية ، وتنتفي بها دواعي الطائفية الإنغلاق والتخلف الذي تعمل عليه جهات مغرضة.

اقرأ ايضاً