العدد 3637 - الثلثاء 21 أغسطس 2012م الموافق 03 شوال 1433هـ

النيجر: شبح الجوع يحوم فوق رؤوس ثلاثة ملايين طفل

أكثر من خمسة ملايين فرد يعانون من نقص الغذاء

أجبر نقص المواد الغذائية رجال قرية زامكويا-كويرا غرب النيجر علي الرحيل بحثاً عن فرص عمل، تاركين وراءهم النساء ليتحملن المسئولية الكاملة عن بقاء العائلات قيد الحياة، فقد بينت دراسة وطنية أن 5.4 مليون مواطن يقاسون من انعدام الأمن الغذائي في مختلف أنحاء البلاد.

وصرحت القروية بيباتا موكانيلا (40 سنة من العمر) لوكالة «إنتر بريس سيرفس» أن «الرجال قد غادروا زامكويا-كويرا للبحث عن أي وسيلة لإطعام الزوجات والأطفال الذين خلفوهم لمصيرهم، وذلك بسبب عدم وجود أي محصول علي الإطلاق في الموسم الحالي».

«نأكل مرة واحدة فقط في اليوم منذ عدة أشهر»، حسبما تقول هذه الأم لثمانية أطفال، في حين تطهي عصيدة بسيطة من الذرة البيضاء لإطعام أسرتها طوال اليوم كله. وتضيف أن «هذا الحال يعني أيضاً أن أطفالنا لم يعودوا يذهبون إلى المدارس، فأقرب واحدة تقع في قرية مجاورة، على بعد ثلاثة كيلومترات من هنا».

وبدوره، قال عودي أدامو، وهو رب أسرة قرر البقاء في القرية، أن الجميع يخشون أن تزداد الأزمة سوءاً إذا ما تأخر وصول المعونة الغذائية التي وعدت الحكومة الفئات الضعيفة به.

وقال إن «بعض العائلات في القرية تعيش علي مساعدات عائلات أخرى مازالت تملك بعض الطعام، لكن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة. على السلطات أن تأتي بسرعة بالمعونة إذا أردنا تجنب كارثة».

هذا وتتردد أصداء صوت أدامو المستغيث في عدة مناطق من البلاد النامية غير الساحلية في غرب إفريقيا، التي تواجه هذا العام أزمة غذائية خطيرة جراء فقر المحاصيل في موسم 2010 -2011.

فقد أدت قلة الأمطار إلى عجز في الإنتاج الغذائي بما يزيد عن نصف مليون طن من الحبوب ونقص في علف الماشية بأكثر من 10 ملايين طن.

هذا ولقد بين مسح عن الفئات الضعيفة أعد في ديسمبر/ كانون الأول 2011، أن أكثر من ثلث عدد سكان النيجر البالغ 15.7 مليون نسمة، يعيشون في حالة انعدام الأمن الغذائي، وأن 1.5 مليون منهم سيعانون من نقص حاد في الغذاء.

وأفاد كبير خبراء التغذية بمكتب صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة في عاصمة النيجر نيامي إيريك أتغيبو، أن الحكومة وشركاءها يسعون إلى حشد الموارد من أجل تفادي هذه الأزمة الغذائية الضخمة التي «تخيم بالفعل على رؤوسنا».

وأوضح أن نحو 330,000 طفل يعانون من سوء التغذية الحادة في الوقت الحاضر، ونحو 700.000 من «الجوع المعتدل». وقال «لقد رأينا 20,000 حالة سوء التغذية في جميع أنحاء البلاد، بمعدل 5,000 حالة جديدة كل أسبوع» في المراكز الطبية.

وفي غضون ذلك، وجه رئيس وزراء النيجر بريجي رافيني، نداء لطلب المساعدات لأهالي مدينة تيلابيري غرب النيجر.

وقال إن البلاد بحاجة إلى نحو 224 مليون دولار، وإن هذه الموارد ستستخدم في تنفيذ إجراءات لتخفيف حدة الأزمة مثل إجراء توسيع كبير في رقعة الزراعة المروية، وشراء وتوزيع العلف الحيواني، وتدابير أخرى ضد سوء التغذية.

لكن العضو في تعاونية المزارعين في نيامي سادو حسيمي، قال: إن «نجاح العملية يتوقف على المشاركة المباشرة للمنتجين (للمزارعين) في تنفيذ مثل هذه الإجراءات، وهو ما لا يحدث على أرض الواقع».

أما المنظمة غير الحكومية الدولية «انقذوا الأطفال»، ومقرها في لندن، فقد هبت لمساندة حكومة النيجر، داعية المجتمع الدولي إلى تعبئة عاجلة للأموال اللزمة لإنقاذ الأطفال المهددين بسوء التغذية. وأفادت في بيان لها في يوم 27 يناير/ كانون الثاني، أن نحو ثلاثة ملايين طفل يواجهون شبح الجوع في النيجر، ما يتطلب معونات قدرها 47 مليون دولار لتجنب وقوع كارثة محدقة.

العدد 3637 - الثلثاء 21 أغسطس 2012م الموافق 03 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً