العدد 3639 - الخميس 23 أغسطس 2012م الموافق 05 شوال 1433هـ

هل باستطاعة الإعلام الأميركي أن يجد أرضية مشتركة في الدين والسياسة؟

Common Ground comments [at] alwasatnews.com

خدمة Common Ground الإخبارية

بالنسبة للولايات المتحدة، وهي دولة تفتخر بالتعددية، تشكّل التغطية الإعلامية للدين بشكل متواصل عاملاً في مجال الطرح السياسي وصندوق الانتخابات.

وعندما يتعلق الأمر بتغطية الانتخابات، يتم التعامل مع الدين، وخاصة الإسلام والمورمونية، كقضية «إسفين» يفرّق الأميركيين أو كمسئولية يتحملها المرشحون. يغطي الإعلام أحياناً الانتماء الديني للمرشحين وارتباطاتهم بشخصيات دينية بارزة وموقفهم العام حيال قضايا مهمة لجماعات دينية معينة على أنها خلافات سياسية. ويلعب الإعلام دوراً عميقاً في تشكيل الأسلوب الذي يُنظَر من خلاله إلى الدين في الولايات المتحدة. وهناك الكثير مما يستطيع الإعلام عمله لتشجيع فهم أكثر دقة للدين، خاصة عندما يعود الأمر إلى تقاطعه مع السياسة.

أثناء انتخابات العام 2008 الرئاسية على سبيل المثال، كانت القصة التي غطّاها الإعلام بشكل متكرر حول الدين هي إشاعات لا أساس لها بأن السناتور باراك أوباما يومها كان مسلماً. شكّلت تلك القصة حسب منتدى «بيو»حول الدين والحياة العامة ثلث حملة التغطية المركّزة على الدين. في العام 2011، وحسب تقرير لمنتدى بيو، كانت 6 من أهم 10 قصص إعلامية جرت تغطيتها تتعلق بأحداث وخلافات حول الإسلام والمسلمين. وقد ضمّت تلك القصص جلسات التحقيق مع العضو بيتر كنغ حول الإسلام المتطرف وإجراءات الولاية المضادة للشريعة، وذكرى الحادي عشر من سبتمبر/أيلول والربيع العربي. وقد بدا وأن التغطية الإعلامية السياسية لهذه القصص تقوم بتأطير هذه المواضيع ضمن مجالات اهتمام ومخاوف الأمن الوطني الأميركي.

وأخيراً، ركّزت تغطية محددة للإسلام تتعلق بالانتخابات إلى حد بعيد على ادعاءات لا أساس لها من قبل خمسة أعضاء في الكونغرس، مفادها أن مسلمين معيّنين في الحكومة لهم ارتباطات مع الإخوان المسلمين، وتقارير بأن نسبة ازدادت قليلاً من الأميركيين ما زالوا يعتقدون أن أوباما مسلم، مقارنة بالفترة التي سبقت انتخابات العام 2008.

حسب تقرير بيو، برزت كذلك أسئلة تتعلق بالدين في السياسة الرئاسية، خاصة فيما يتعلق بالمورمونية، في الإعلام العام 2011. وليس من المفاجئ أن تغطية الانتخابات الرئاسية هذه السنة ركّزت على العديد من المواضيع المماثلة.

وجد التقرير كذلك أنه ما زالت هناك تغطية مهمة لعقيدة المرشح الرئاسي ميت رومني في الإعلام المطبوع والمسموع والمرئي. وقد أثّرت تلك التغطية سلبياً على حوار المورمونية في المنتديات العامة مثل المدوّنات، مع تعليقات سلبية تعكس تقارير إعلام التيار الرئيس بأن عقيدة رومني ستكون لها أهمية لدى بعض الناخبين. إلا أن الاستطلاعات الأخيرة تُظهِر أنه على رغم وجهات النظر السلبية الظاهرة حول المورمونية فإن معظم الناخبين لا يجدون عقيدة رومني ذات علاقة بمؤهلاته كمرشح رئاسي.

تبدو نقاشات الإعلام السياسية حول ديانات محددة وكأنها تبرّر عملية إلقاء اللوم على «الآخر» من أعضاء ديانات أخرى في المجتمع. يتم تحديد المسلمين والمورمون، على سبيل المثال، فقط عندما تكون هناك مشكلة أو خلافاً ظاهرياً.

وترتبط الحوارات السياسية في الإعلام حول «القيم الأخلاقية» عادة بالقيم المسيحية المحافظة. إلا أن كلاً من الإسلام والمورمونية يأتيان من التقاليد الإبراهيمية ويتشاركان في الكثير من القيم، مثلها مثل الديانات الأخرى. إلا أن هذه القيم المشتركة نادراً ما يتم إبرازها. إضافة إلى ذلك، لا يشكّل أتباع هذه الديانات مجموعات انتخابية متناغمة. فالأمور التي تُعتبر مهمة بالنسبة لناخب مسلم قد لا تكون كذلك بالنسبة لناخب مسلم آخر.

التحدّي الكبير بالنسبة لهؤلاء الذين يغطون الأمور الدينية والانتخابات هو وجود فهم صحيح لكافة الديانات في أميركا حتى يتسنى لهم الإبلاغ عن قضايا تتعلق بالإيمان، مبيّنين الفروق الصغيرة المهمة. بدلاً من تحويل الديانات إلى قضايا إسفينية مساعدة، يجب أن يكون التركيز على طرح كل مرشح. وحتى يتسنى دحض إلقاء اللوم على «الآخر» من الأقليات الدينية، يجب إعطاء المزيد من التغطية المعمّقة للأمور المتماثلة بين الديانات والاحتياجات الاجتماعية للناخبين من ديانات متنوعة وخلفيات مختلفة.

الأهم من ذلك كله أن هؤلاء الذين ينقلون أخبار الخلافات السياسية المحيطة بالدين يملكون السلطة لتحديد إلى أي مدى يبقى الخلاف المحيط بالدين قائماً في الإعلام، وكمية الاهتمام التي تُعطى له، إضافة إلى من الذي يهتم بذلك وإلى أي مدى. يجب استخدام هذه السلطة بمسئولية.

إقرأ أيضا لـ "Common Ground"

العدد 3639 - الخميس 23 أغسطس 2012م الموافق 05 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً