العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ

افتعلوا أزمة لـ «الآيلة» من لا شيء

فرح العوض farah.alawad [at] alwasatnews.com

من المسئول عن توقف مشروع «البيوت الآيلة للسقوط»؟ وعن تأخر دفع إيجارات المواطنين الذين أخرجوا من منازلهم طمعا في الاستفادة من مشروع عاهل البلاد؟ سؤالان ينتظران من المعنيين في الحكومة الإجابة عنهما إجابتان واضحتان وحقيقتان.

مشروع أو برنامج «إعادة هدم وبناء البيوت الآيلة للسقوط» يعتبر مشروع جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي أوجده لتوفير أدنى حقوق المواطنين المحرومين من الخدمات الإسكانية، وهو توفير منزل ملائم.

بدأ المشروع يسير بشكل لا بأس به منذ بداية انطلاقه، لكنه سرعان ما واجه تيارا قويا من البطء في التنفيذ، ليتحول من وزارة الإسكان -الجهة المسئولة عن جميع المشروعات الإسكانية الحكومية- إلى وزارة شئون البلديات والزراعة، لذلك السبب ولمتابعة المجالس البلدية للمشروع عن عمق وكثب، بصفتها المرسال أو حلقة الوصل ما بين المواطن والحكومة.

إلى هنا ولم يحدث أي أمر عظيم، إلى أن جاءت اللحظة التي تم تحويل المشروع فيها إلى مظلة المؤسسة الخيرية الملكية، ليكون تحت إشرافها وإشراف وزارة «شئون البلديات» في وقت واحد، إلا أنه لم يتم الإعلان بشكل واضح عن آلية الإشراف التي ستوزع ما بين الجهتين.

ومع مرور الوقت توقف المشروع، واستمر توقف دفع مبالغ الإيجار إلى المستفيدين من المشروع، الذين لا يزالون يترقبون دورهم في بناء منازلهم، إلى أن أعلنت المؤسسة الخيرية الملكية بشكل غير مباشر أن دورها سيكون إشرافي فقط، ما يعني أن المشروع كان ولا يزال تحت مظلة «شئون البلديات».

لا نستطيع أن ننكر أن وزارة المالية قامت بضخ ثلاثة ملايين ونصف المليون قبل مدة إلى الإيجارات المتأخرة، إلا أنه لم يتم صرف إجمالي المبلغ حتى الآن، بل نحو مليون فقط لدفع المتأخرات، وهو ما يثير تساؤلات كثيرة، كل منها يقود إلى تساؤل آخر، على سبيل المثال: لماذا لم يتم الإعلان عن مصير المبلغ المتبقي؟ وهل سيخصص المبلغ إلى دفع إيجارات الأشهر المقبلة؟ وما هي خطة الوزارة المقبلة لمتابعة الملف، وغيرها الكثير من الأسئلة...

البلديون الذين تورطوا بالمشروع على رغم أنهم لا ذنب لهم -على الأغلب- والأهالي الذين أصبحوا ضحايا لعدم وجود تخطيط منظم أو جداول مدروسة يتم تنفيذها لا يزالون ينتظرون الإعلان عن مصير المشروع، فكثيرا ما كرروا مناشدتهم المستمرة لجلالة الملك والحكومة بحل الأزمة التي لحقت بالمشروع، بسبب معاناة الأهالي قبل البلديين، وهو ما أشارت إليه الصحف كثيرا - بصفتها أفضل الوسائل الإعلامية في البحرين حتى الآن في نقل الوقائع بعيدا عن الإشادات والثناء دون تحقيق أي خطوات حقيقية في المشروع- فهل سننتظر كثيرا؟

إقرأ أيضا لـ "فرح العوض"

العدد 2479 - السبت 20 يونيو 2009م الموافق 26 جمادى الآخرة 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً