انتقدت الإكوادور اليوم الجمعة (24 أغسطس / آب 2012) ما وصفته بـ"الغطرسة" البريطانية ، في الوقت الذي استعرضت فيه ملف صراعها المحتدم مع بريطانيا بشأن منح حق اللجوء السياسي لمؤسس موقع "ويكيليكس" الإلكتروني جوليان أسانج أمام منظمة الدول الأمريكية.
وطلبت الإكوادور عقد الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول المنظمة أملا في "رفض قوي" لما وصفته كيتو بأنها تهديدات من جانب بريطانيا لإخراج أسانج قسرا من السفارة الإكوادورية في لندن. وكان أسانج لجأ إلى السفارة في حزيران/يونيو الماضي ، خوفا من تسليمه إلى السويد لاستجوابه بشأن اتهامات بالاغتصاب والاعتداء الجنسي.
وأعرب أسانج عن قلقه من أن تسلمه السويد بعد ذلك إلى الولايات المتحدة ، حيث أنه مطلوب هناك بتهمة الخيانة بعد أن نشر موقع "ويكيليكس" سيلا من برقيات وزارة الخارجية الامريكية المسربة ابتداء من أواخر عام 2010 .
وقالت بريطانيا إنها قامت فقط بتذكير الإكوادور بالوضع القانوني للمباني الدبلوماسية الكائنة في أراضيها.
وفي بداية الاجتماع ، شد وزير الخارجية الإكوادوري ريكاردو باتينو على أن "التهديدات المبتذلة" التي أطلقتها بريطانيا تشكل دليلا على "الغطرسة (البريطانية) تجاه بلد صغير من الناحية الجغرافية ، ولكنه كبير من حيث الكرامة والسيادة".
وأضاف باتينو: "لا تقبل الإكوادور مثل هذا التدخل.. لا يمكن لأي دولة أن تعامل أخرى على أنها مستعمرة ، فتلك العصور قد ولت منذ فترة طويلة".واجتمع 12 وزير خارجية فقط من بين 34 وزيرا تمت دعوتهم لحضور الاجتماع في واشنطن اليوم الجمعة. وقبل اجتماع منظمة الدول الأمريكية الطارئ ، شككت الولايات المتحدة وكندا فيما إذا كانت المنظمة معنية بهذه المشكلة.
ورغم ذلك ، دعم بعض قادة أمريكا اللاتينية الإكوادور بقوة.وأسانج /41 عاما/ هو مواطن أسترالي ، منحته الإكوادور حق اللجوء الأسبوع الماضي ، بعد أكثر من شهرين لجوئه للسفارة الإكوادورية في لندن.وتواصل السلطات البريطانية التأكيد على أن أسانج لن يسمح له بالخروج من بريطانيا للوصول إلى إكوادور ، مشددة على أن لندن سوف تفي بما عليها من "التزامات منصوص عليها في قانون تسليم المطلوبين" إلى السويد.
وقالت الإكوادور إن اللجوء بمثابة تقدير لشعور أسانج المعلن بالخوف من ترحيله من السويد إلى الولايات المتحدة.وتأمل الإكوادور في أن تحصل على تأييد ما لا يقل عن الدول الثلاث والعشرين التي صوتت لصالح عقد الاجتماع الطارئ.
ورغم ذلك ، لا تزال جهودها الرامية للحصول على ما وصفه الرئيس الإكوادوري رافائيل كوريا بأنه "رفض قوي" لسلوك بريطانيا تلقى معارضة بين أعضاء منظمة الدول الأمريكية.ناقشت المنظمة اليوم الجمعة مسودة معتدلة لم تتضمن حتى كلمة "تهديدات" ، ورفضت فقط "أي محاولة لتعريض حرمة مباني البعثات الدبلوماسية للخطر على غرار ما آل الوضع إليه بالسفارة الإكوادورية في لندن".
وتضم منظمة الدول الأمريكية 34 من الدول الأعضاء ، حيث تمثل جميع دول الأمريكتين باستثناء كوبا.