العدد 3639 - الخميس 23 أغسطس 2012م الموافق 05 شوال 1433هـ

ألوف المصريين يحتجون ضد الرئيس ويطالبون بحل جماعة الإخوان المسلمين ويعلنون اعتصام مفتوح

شارك ألوف المصريين اليوم الجمعة (24 أغسطس / آب في احتجاج ضد الرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين التي ينتمي إليها في وقت يواجه فيه أول رئيس مدني لأكبر الدول ) العربية سكانا مهمة صعبة في إعادة بناء اقتصاد البلاد ورفع مستوى معيشة ملايين المواطنين الذين يعيشون تحت خط الفقر.
ورغم أن الدعوة إلى الاحتجاج لم تفلح في جذب أعداد كبيرة من المصريين إلا أنها أثارت القلق في ظل تحذيرات من إمكانية تجدد أعمال العنف التي ميزت الفترة الانتقالية التي سبقت وصول مرسي إلى الحكم في يونيو حزيران الماضي.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن المتظاهرين بمحيط قصر الاتحادية أعلنوا الدخول في اعتصام مفتوح لحين تحقيق جميع مطالبهم ومن بينها حل جماعة الإخوان المسلمين وابتعادها عن جميع المناصب وعن دائرة صنع القرار في الدولة على حد وصفهم.
وأضافت الوكالة إن سيارتين إحداهما محملة بالخيام للاعتصام والأخرى محملة بالمياه والمواد الغذائية لتلبية احتياجات المعتصمين وصلتا الى الموقع.
ووقعت خلال الاحتجاج اشتباكات محدودة بين معارضين للرئيس المصري ومؤيدين له بميدان التحرير في القاهرة وفي مدينة الإسكندرية الساحلية كما هوجم رجال شرطة كانوا يحرسون مقرا لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في مدينة المحلة الكبرى بدلتا النيل. لكن لا يعرف للآن إن كانت دوافع الهجوم على رجال الشرطة سياسية.
وقال صحفي من تلفزيون رويترز إن بعض المشاركين من الجانبين في اشتباكات ميدان التحرير كانوا يحملون عصيا وتبادلوا الرشق بالحجارة.
واستمرت الاشتباكات في الميدان لفترة وجيزة وقال شهود عيان إن بضعة أشخاص أصيبوا بجروح طفيفة. وأضافوا أن طلقات خرطوش أطلقت في الميدان.
ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط عن وزارة الصحة أن شخصين أصيبا جراء تلك الطلقات. وخاض المشتبكون جولات من الكر والفر في شوارع جانبية.
ويتهم المشاركون في الاحتجاج جماعة الإخوان المسلمين بأنها تحكم السيطرة على الحكم في مصر بعد الإطاحة بالرئيس حسني مبارك في انتفاضة شعبية مطلع العام الماضي.
وفي مدينة الإسكندرية قال شاهد عيان إن عشرات المسلحين هاجموا مساء اليوم محتجين مناهضين لمرسي في المدينة وإن أحد المحتجين أصيب بجروح. وقال وكيل وزارة الصحة بالمدينة ان 10 أشخاص اصيبوا في الاشتباكات ونقلوا الى المستشفى للعلاج.
وأضاف أن المسلحين بدأوا برشق المحتجين بالحجارة بينما كانوا يقفون أمام مقر قيادة المنطقة العسكرية الشمالية وأن المحتجين ردوا عليهم بالمثل.
وقال إن المسلحين عاودوا الهجوم وسط سماع دوي طلقات نارية وطلقات خرطوش إلى أن تمكنوا من تفريق المحتجين وهم يشهرون سيوفا وأسلحة بيضاء أخرى.
وأضاف أن المحتجين فروا إلى شارع قريب وأن المهاجمين لاحقوهم ثم وقفوا في المكان الذي كان المحتجون يقفون فيه محتفلين بطردهم.
وقال الشاهد "رأيت محتجا جرح والدم يسيل من وجهه وتحطم زجاج ثلاث سيارات خلال الاشتباكات." ويحاول المحتجون تحدي مرسي في الشارع بعد مرور أقل من شهرين على رئاسته وهو ما يمثل أول اختبار للشعبية التي يتمتع بها.
وقالت مصادر أمنية إن ضابط شرطة برتبة نقيب كان يحرس مكتب خدمة المواطنين التابع لحزب الحرية والعدالة في مدينة المحلة الكبرى أصيب بضربة سيف في الرأس ورصاصتين في الظهر من مهاجمين حال تدخله لفض مشاجرة نشبت قرب المكتب. وقال مصدر إن أميني شرطة مرافقين للضابط أصيبا في الهجوم. وكان انتخاب مرسي كأول رئيس مدني لمصر بعد 60 عاما من حكم رؤساء جاءوا من الجيش أثار ارتياح غالبية المصريين والغرب الذي يخشى من اضطراب واسع في أول دولة عربية توقع معاهدة سلام مع إسرائيل.
في ميدان العباسية بشمال شرق القاهرة اندفع محتجون نحو ملتح رأوه قادما إليهم لكن زملاء لهم منعوهم من الاحتكاك به.
وخارج مسجد النور الذي يوجد بأحد أطراف الميدان هتف نحو عشرة محتجين "يسقط يسقط حكم المرشد" ورد عليهم نحو 20 من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين بهتافات يقول أحدها "يسقط الفلول" في إشارة إلى بقايا نظام مبارك. كما هتف مؤيدو الإخوان "يسقط العملاء" و"يسقط أبو حامد" في إشارة إلى عضو مجلس الشعب المحلول محمد أبو حامد أحد أبرز الداعين لاحتجاج اليوم ضد مرسي وجماعة الإخوان.
وميدان العباسية هو إحدى نقاط التجمع التي حددها المحتجون لانطلاق عدد من المسيرات. وانطلق المتجمعون في الميدان في مسيرة إلى قصر الرئاسة. وخلال المسيرة خلعت محتجة عجوز حذاءها وضربت صورة لمرسي ملصقة على جدار وبصقت عليها. وفعل محتجون آخرون نفس الشيء بصور أخرى للرئيس المصري باقية من أيام الحملة الانتخابية.
وكان بضعة محتجين تراشقوا بالألفاظ مع مؤيدين لجماعة الإخوان المسلمين أمام مسجد القائد إبراهيم الذي كان مركز انتفاضة العام الماضي في مدينة الإسكندرية. وقال مسؤولون بوزارة الداخلية إن الشرطة ستحمي الاحتجاجات السلمية لكنها ستواجه بالشدة أي محاولات للاعتداء على منشآت أو أفراد.
وقالت تقارير إن محتجين كانوا يعتزمون استهداف مقار لجماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة.
وقالت الجماعة والحزب إن أعضاء فيهما يشاركون في حماية المقار. وشدد أبو حامد للمشاركين في الاحتجاج لدى وصوله إلى ميدان العباسية على سلمية التظاهر وهتف والمحتجون من ورائه "يسقط يسقط حكم المرشد".. وقالت الصفحة الداعية للاحتجاج في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن الاحتجاج سيكون سلميا ولن يكون هناك أي لجوء للعنف.
وشعر مصريون كثيرون بالغضب من تقارير حذرت من أن احتجاج اليوم ستقع به أحداث عنف. وشددت الحكومة إجراءات الأمن على قصر الرئاسة في شرق القاهرة ومبان أخرى. وبدأ مرسي قبل أيام محادثات مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض 4.8 مليار دولار محاولا إعادة بناء الثقة بالاقتصاد الذي كان يوما جاذبا للمستثمرين الأجانب.
وبالقرب من قصر الرئاسة وقف المشاركون في الاحتجاج أمام حاجز من الأسلاك الشائكة وقفت وراءه أعداد من قوات الأمن المركزي.
وانضم إليهم محتجون كانوا تجمعوا عند قبر الجندي المجهول وهتف الجميع "الشعب يريد إسقاط الإخوان".
وشارك عشرات في احتجاجات بمدينتي السويس والإسماعيلية شرقي القاهرة.
وفي مدينة المنيا التي تبعد نحو 200 كيلومتر جنوبي القاهرة احتج مايكل ماهر غطاس (19 عاما) -وهو طالب جامعي مسيحي- بمفرده ضد مرسي وجماعة الإخوان رافعا لافتة كتب عليها عبارة "يسقط.. يسقط حكم المرشد" في ميدان الشهداء.
لكن عشرات الشبان من الإخوان الذين سيطروا على الميدان انتزعو اللافتة منه ومزقوها. وقال غطاس "خرج الآلاف في مظاهرات تأييدا للرئيس ولم يقمعهم أحد وعندما خرجت بمفردي أعبر عن رأيي وجدت عشرات يحاولون قمعي."
وقال شاهد عيان إن مشاجرات وقعت أيضا في مدينة الإسماعيلية وهي إحدى مدن قناة السويس.
وقالت عدة جماعات وأحزاب ليبرالية اعتادت أن تنتقد الإخوان المسلمين إنها لن تشارك في الاحتجاج. ومن بين من بقوا بعيدا عن المحتجين حركة شباب 6 ابريل التي قامت بدور في تعبئة الشارع ضد مبارك. ويتهم منظمو احتجاج اليوم مرسي بالسعي لاحتكار السلطة بعد أن استعاد في اغسطس آب سلطات كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة -الذي أدار شؤون البلاد لنحو 18 شهرا بعد سقوط مبارك- احتفظ بها لنفسه.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:41 م

      كلمة حق

      أصبح الوضع بمصر معقد الرئيس من جماعة الاخوان يريدون تثبيت مناصبهم وشباب الثورة يريد مطالب وقوي الإستكبار تريد مطالب والرئيس لازم يمزق هدومة ثلاث قطع ليرضيهم و جماعة الاخوان تريد السيطرة على المناصب فهذة فرصة العمر وشباب الثورة يشعر بإنه الاحلام و ثورتهم بدأت وتتبدد والغرب ودول المصلحة تتفرج تارة و تشعل الفتن تارة والله يحفظ مصر أم الدنيآ

اقرأ ايضاً