العدد 3644 - الثلثاء 28 أغسطس 2012م الموافق 10 شوال 1433هـ

ايران تريد عبر قمة عدم الانحياز كسر عزلتها الدولية

يحضر قادة حوالى مئة دولة من حركة عدم الانحياز بينهم ثلاثون رئيس دولة او حكومة الخميس والجمعة في طهران قمة تأمل طهران في الاستفادة منها لكسر العزلة الدولية المفروضة عليها بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.
وهذه القمة ال16 لحركة عدم الانحياز ستعطي ايران الرئاسة الدورية لثلاث سنوات لهذه المنظمة التي ترغب طهران في تنشيط دورها لمواجهة القوى الكبرى وخصوصا الغربية منها.
وبمبادرة من طهران، يرجح ان يدين البيان الختامي للقمة العقوبات الاحادية الجانب التي يفرضها الغربيون على عدد من اعضاء المنظمة، وفي مقدمها ايران، بسبب سياستها النووية او انتهاكاتها لحقوق الانسان.
وبدون التطرق الى حالات معينة يدين مشروع البيان الختامي، الذي عرض الثلاثاء والاربعاء على وزراء خارجية دول الحركة، كل اشكال "العقوبات الاقتصادية" و"الضغوط السياسية "والاعمال العسكرية" وخصوصا "الهجمات الوقائية" التي تهدد كل من اسرائيل والولايات المتحدة بشنها ضد الدولة الاسلامية.
وتتطرق الوثيقة ايضا الى عدد من القضايا التقليدية للمنظمة التي أسستها دول ناشئة عام 1961 لايجاد نوع من التوازن وسط هيمنة الولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي في حينها.
وفي هذا السياق يدعو مشروع البيان الختامي الى ارساء "ديموقراطية" في مجلس الامن الدولي للحد من هيمنة الدول الكبرى وعلى راسها الولايات المتحدة المتهمة باستخدام هذا المنبر للدفاع عن مصالحها السياسية.
كما يؤكد مشروع البيان دعم دول الحركة لقيام دولة فلسطينية في حدود 1967 بهدف التوصل الى "سلام عادل" في الشرق الاوسط، بالاضافة الى ادانة الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.
ومن المتوقع ان تجدد القمة الدعوة الى نزع السلاح النووي واقامة مناطق خالية من السلاح النووي ولا سيما منطقة الشرق الاوسط في اشارة الى اسرائيل بصفتها "القوة النووية الوحيدة" في المنطقة.
وستجدد القمة دعمها لحق كل الدول في الحصول على الطاقة النووية لاغراض سلمية في صدى للموقف الايراني المعلن دفاعا عن برنامجها النووي بوجه الدول الكبرى التي تشتبه في سعي طهران للحصول على السلاح النووي، على الرغم من النفي الايراني.
وتعتبر ايران ان مجرد عقد هذه القمة، التي قدمت على انها اهم حدث دبلوماسي في ايران منذ الثورة الاسلامية عام 1979، يشكل انتصارا لها في معركتها من اجل الخروج من العزلة رغم ان غالبية الدول الممثلة على اعلى مستوى هي من حلفائها او شركائها التقليديين، او دول صغيرة ليس لها وزن كبير على الساحة الدبلوماسية الدولية.
لكن بعض القادة يبدو انهم مصممون على الالتزام بالحد الادنى من المراسم، مثل الرئيس المصري محمد مرسي الذي لن يمضي سوى بضع ساعات الخميس في طهران لتسليم رئاسة الحركة الى ايران بدون عقد اي لقاءات ثنائية مع المسؤولين الايرانيين.
وقد وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاربعاء الى طهران رغم انتقادات الولايات المتحدة واسرائيل.
لكن بان كي مون اعلن بوضوح انه سيستفيد من فرصة لقاءاته الثنائية المرتقبة مع القادة الايرانيين لتذكيرهم بالضرورة "الملحة" للعمل على تبديد قلق المجموعة الدولية من البرنامج النووي الايراني.
وقد اعلن فرحان حق المتحدث باسم الامم المتحدة الثلاثاء ان زيارة بان كي مون الى طهران ستتيح "نقل مخاوف المجتمع الدولي وتوقعاته بشان مواضيع تتطلب بالحاح تعاونا وتقدما سواء من اجل الاستقرار الاقليمي او من اجل مصلحة الشعب الايراني نفسه".
ولضمان عدم حصول اي حادث يخل بهذا اللقاء الكبير الهادف الى اظهر صورة ايران قوية وهادئة ومستقرة، نشرت السلطات امكانات كبرى.
وتمت تعبئة حوالى 110 الاف شرطي وعسكري في كل انحاء البلاد ولا سيما في شمال طهران حيث تعقد القمة.
كما ان السلطات اعلنت لمناسبة انعقاد القمة عطلة رسمية لمدة خمسة ايام اعتبارا من الثلاثاء تعطل خلالها جميع الادارات العامة والمصارف والشركات الحكومية بهدف تسهيل تنقلات الوفود وخفض ازدحام السير في العاصمة.
ـــــــــــــــــــــ
بور/نور/بم موا

news id: 698270

 





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 12:33 م

      سمعنا

      ان الحصار لايؤثر عليها واليوم تستجدي الدول لتشتري نفطها وتتعامل مع البنوك ليش المكابرة الدول لاتسطيع الاستغناء عن بعضها الا ايران لانها تعيش في عزلة

    • زائر 1 | 8:50 ص

      تعزيز للمكانة ... الواقعية

      إن انعقاد قمة عدم الإنحياز بطهران يأتي دعما للجمهورية الاسلامية الايرانية وتعزيزا لمكانتها،ويمثل تأييداً من أعضاء الحركة لبرنامجها النووي وهو تأييد يحظى بأهمية بالغة لموقف طهران،ومن نقاط قوة حركة عدم الانحياز،هي انها تعتبر ثاني أكبر تجمع دولي بعد الامم المتحدة،من حيث عدد أعضائها،ما يعني أن هناك الكثير أمام الحركة يمكن ان تقوم به وتحققه على الصعيد الدولي.ففي الوقت الذي يزداد ارتفاع الجدار الفاصل بين المجتمع الدولي والامم المتحدة يوماً بعد آخر، بسبب خضوعها لنظام السلطة... نهوض

اقرأ ايضاً