العدد 3651 - الثلثاء 04 سبتمبر 2012م الموافق 17 شوال 1433هـ

ما ذنبي وما خطري

رملة عبد الحميد comments [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

اليابانيون وحدهم لا يحبون الحديث عن أنفسهم، أجد نفسي مضطرة للحديث حول ما أصابني، فلم أرغب ولا أجيد الحديث عن نفسي يوماً، لكن حادثة مطار الكويت هي من حتمت عليّ الحديث. لست أختلف عن الآخرين ولم يصبني إلا القليل مما أحاط بالجميع هنا في وطني، لم يكن ذنبي إلا أنني عبرت عن رأيي، ولا أمتلك سوى كلمات تسعفني القدرة والملكة على صياغتها بصورة يتقبلها من يقرأها.

مع مجريات الأحداث الماضية، ففي الخامس من مايو/ أيار2011م استلمت خطاب إيقاف عن العمل كمديرة مساعدة بإحدى المدارس الثانوية للبنات، وبعد أسبوعين استدعيت للتحقيق في مبنى وزارة التربية والتعليم، وفي اليوم الثاني داهمت قوات الأمن بيتي فجراً واقتادتني معصبة العينين إلى مبنى التحقيقات الجنائية بالعدلية، وكان يوماً طويلاً ومفزعاً، وبعد الصراخ عليّ والتحقيق معي تم إطلاق سراحي ظهراً بعد التعهد بالحضور في أي وقت يتم استدعائي فيه، وقد استدعيت مرة للتحقيق في مركز شرطة الحد. وفي الوقت ذاته منعت من السفر إذ تم رفض تجديد جواز سفري، وخاصة أنني كنت مسجلة للدراسات العليا لنيل درجة الدكتوراه بجامعة القديس يوسف، لكني لم أستطع مواصلة الدراسة بسبب المنع، وقد حاولت السفر مرة إلى المملكة العربية السعودية عن طريق الجسر لكن تم إرجاعي بدعوى أني مطلوبة أمنياً.

بعد خمسة شهور من التوقيف عن العمل، رجعت إليه ولكن لم أرجع للعمل نفسه إنما تم نقلي إلى إحدى إدارات الوزارة بمسمى وظيفي متدرب ولم يسند إليّ أي عمل وأجلس في غرفة السكرتارية طيلة الوقت، ومعي أيضاً مديرة لإحدى مدارس الإعدادية والتي تقاعدت مؤخراً، ويبدو أنني سأقضي هذا العام في المكان نفسه وبالوضعية ذاتها، إذ لم أتلقَّ أي اتصال من الوزارة بإرجاعي إلى عملي وقد تظلمت ورفض التظلم.

بعد إرجاعي للعمل تم السماح لي بالسفر وسافرت إلى عدة دول منها الكويت في ديسمبر/ كانون الأول 2011م ولم أتلقَّ أي منع في أي مطار من المطارات التي سافرت إليها. قبل أسبوع قررت السفر إلى الكويت لزيارة المعارف والتسوق مع صديقتي نازي كريمي، ما لم أتوقعه أن يتم توقيفنا أمام شباك جوازات الدخول بالمطار، ومنه يتم تحويلنا إلى مكتب شرطة جوازات المطار وبعد انتظارنا ما يقارب ثلاث ساعات دون أن نعلم ما يراد لنا، تم إخبارنا بأننا ممنوعتان من دخول الكويت وعلينا المغادرة، وأول ما تفوّهنا به: ما جرمنا؟ فقالوا لنا بأنهم مجرد منفذون لأوامر.

بقيت أنا وصديقتي محتجزتين في صالة المغادرة بجانب مكتب شرطة المطار وفوق كرسيين وتحت المراقبة ومطلوب منا ألا نغادر المكان حتى في حالات الضرورة إلا برفقة أحد رجال الشرطة وبعض الأحيان يكون معنا ثلاثة، وعلينا أن نبقى على هذا الحال عشرين ساعة حتى موعد إقلاع الطائرة.

كان جلوسنا بعباءتنا أمام مرأى المغادرين أمر غير طبيعي، وهذا ما يثير بعض النساء الكويتيات المسافرات واللواتي يبدين استغرابهن بجلوسنا بهذه الكيفية، وما يثير اندهاشهن أكثر حين يعلمن بأننا ممنوعتان من الدخول بسبب أمن الدولة، وكان حالهم يقول حدث العاقل بما لا يليق، الجميع هناك أكد لنا بأن المنع ليس من قبل دولة الكويت إذ لا يوجد علينا أي قضية، وبالنسبة لي فشهادتي الماجستير من جامعة الكويت، وقد تم طبع رسالتي في كتاب لمركز دراسات الخليج والجزيرة العربية، وقد أقمت بالكويت سنتين، ومنذ العام 2002م ظللت سنوياً أتردد على الكويت وكوّنت صداقات قوية مع مختلف الشرائح والفئات.

منع الدخول جاء بأوامر من هنا، ولا أدري ما الذي تريده دولتنا منا، أترتضي لنا المذلة والإهانة، أم يعجبها وقوفنا في المطارات، أم تودّ مضايقة مواطنيها خارج أرضها وتعكر عليهم صفو إجازاتهم، وهي تعلم جيداً أنه مزعج للمواطن أن يستعد للسفر ويخرج من بلده ليعاد إليها مرة أخرى دون أن يعلم السبب، مع العلم أنه لا يوجد أمر قضائي أو مخالفة تقضي بمنعه أو إيقافه عن السفر، فإذا كانت الدولة لا ترغب في خروج مواطنيها فلتخبرهم مسبقاً دون أن يتعرضوا لمثل هذا الاستفزاز، نحن مواطنون وعزتنا من عزة هذا الوطن واسمه.

إقرأ أيضا لـ "رملة عبد الحميد"

العدد 3651 - الثلثاء 04 سبتمبر 2012م الموافق 17 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 9:17 م

      الله يصبرك على ما ابتلاك

      اختي رملة انقهرت تألمت الله يعينك
      ربما نموت لكن الكرامة لن تموت ,,,,حرب نفسية

    • زائر 19 | 6:08 م

      آه و ألف آه

      لك الله يارملة .

    • زائر 18 | 12:47 م

      أمن بلادنا الخليجية أهم من أي شيء

      أمن بلادنا الخليجية أهم من أي شيء آخر ... شكراً للإخوان الأشراف في جهاز الأمن الوطني و في بقية أجهزة الأمن في كل دول المجلس ...

    • زائر 13 | 4:10 ص

      ابو حسين

      ياختي الفاضلة الغريب فى الامر ان دولة الكويت الشقيقة يوجد بها اقدم مجلس امة واكثر من اربعين سنة في الديمقراطية وغير موقعة على الاتفاقية الامنية بين دول الخليج وهذا يحسب عليها كدولة ديمقراطية ذات سيادة مستقلة مع الاسف الشديد

    • زائر 11 | 2:55 ص

      هذا النوع من الابتلاءات هو قدر النشطاء والمثقفين فلكم الله

      كم تألمت وأنا أقرأ مقالك يابنت ديرتي الأبية ولكن كل شيء يهون في سبيل الثبات على المبدأ والله المستعان\r\nخالص تحياتي أختي العزيزة

    • زائر 9 | 2:39 ص

      ذنبة انك بحرانية وطالبتي بحقك

      كونك بحرانية منتمية لهذا الوطن وطالبتي بحقك فذلك يكفي لادانتك

    • زائر 8 | 2:31 ص

      نعم انهم يريدون مذلتنا لأننا طالبنا بحقوقنا وهذا هو الواقع

      انهم يريدون اذلا المواطن لأنه طالب بكرامته وحقوقه ولم يكن خائنا ولا ارهابيا ولا مشاغبا فقط قال اريد حقي في وطني لا اكثر ولا اقل والله يعلم ذلك ورسوله ولنا يوم نحاسب فيه عن تقصيرنا ان لم نطالب بحقوقنا اما وقد قمنا بواجبنا الذي كلفنا الله به وسمح لنا برفع عقيرتنا بظلامتنا

    • زائر 7 | 2:27 ص

      اللوم على بلدنا

      ما دخل دولة الكويت؟ الاوامر صادرة من البحرين واللوم على بلدنا.

    • زائر 6 | 1:42 ص

      حل مشكلتك بسيط جدا

      هو ان ترفعي الراية البيضاء والسلام

    • زائر 5 | 1:35 ص

      اهالي الزنج - ابو طاهر : والله عيب

      والله عيب يا دولة الكويت : يا دولة الكويت لو اللي كان جاي للكويت رقاصة او مغنية لكان استقبلتوها بالحرارة والورد واما اامثال نازك ورملة المشهورتان بالعفة والطهارة والايمان يفعل بها ما فعل

      "القابض على دينه كالقابض على جمر"

    • زائر 4 | 1:15 ص

      ليس غريبا!

      اختي.. إذا كان من أخلاقهم قتل الأطفال، قتل النساء، حرق القرءان، اعتقال النساء، تعذيب المعتقل حتى الموت قبل اثبات ادانته، منع قافلة طبية كويتية من تقديم علاج، اعتقال أطباء وجراحين وتعذيبهم بدون ذنب، كذب وتهريج ومسريحات في التلفزيون، خطف، سلب، نهب، سرقة اموال و أراضي، طمع وجشع ولم نسمع يوما انهم آمنوا بالواحد المنتقم لك ولكل مظلوم.. هل عرفتي من هو الواقف وراء إهانتك اختي؟

    • زائر 3 | 1:15 ص

      لا عزة ولا كرامة في وطننا

      السطر الأخير غير صحيح يا رملة ، نحن مواطنون وعزتنا من عزة هذا الوطن واسمه ، هذا الكلام لا ينطبق على الجميع ، الدولة تعتبرنا مواطنون من درجة ألف وليس لنا عزة ولا كرامة في وطننا ، نحن نكرم ونحترم ونقابل بالتقدير في الخارج ، حتى نال الكثير من البحرينين جوائز وأقموا لهم حفلات تكريم بينما في البحرين يهان المواطن ويحتقر ، الدولة ترغب في إذلال مواطنيها وليس في عزهم ورقيهم وأنت مثال حي لديك شهادة الماجستير ومديرة مساعدة في مدرسة ويتم التعامل معك بهذا الشكل فما بال من وجهت له تهمة زورا وبهتانا.؟

    • زائر 2 | 1:09 ص

      العتب على الكويت

      ليس من حق حكومة البحرين أن تفرض أوامرها على أية دولة وتطالبها بالسماح بدخول فلان أو منع فلان ، والكويت تعلم ذلك جيدا وهي الوحيدة صاحبة القرار ، ونحن ندرك بأنها لا تريد أن تزعل سلطة البحرين ، ولكن عتبنا عليها جدا كبير ونذكرها بمؤازرة شعب البحرين لها في محنتها عندما فتحنا لهم (وبلا منّه) قلوبنا قبل بيوتنا . فهل تردّون لنا اليوم ذاك الجميل وتقدّمون النصح للسلطة البحرينية وتدعونهم للاصلاح بدل مؤازرتهم على الظلم ؟

اقرأ ايضاً