العدد 3658 - الثلثاء 11 سبتمبر 2012م الموافق 24 شوال 1433هـ

علماء ودعاة يوقعون على بيان استنكار العنف والتخريب

دعوا العقلاء للتكاتف وتصفية المجتمع من صور التعدي المرفوضة

أصدر علماء ودعاة مملكة البحرين بياناً يستنكرون فيه الأعمال التخريبية التي يتعرض لها المواطنون والمقيمون في الشوارع والأماكن العامة والخاصة، إذ توافد جمع غفير من العلماء والدعاة من الطائفتين الكريمتين إلى مقر الشئون الإسلامية بالجفير، للمشاركة في صياغة البيان والتوقيع على مضمونه «استنكاراً منهم لما يحدث من عنف وتخريب من قِبل قلة مأجورة اتخذت من الإرهاب والتعدي على الأموال العامة والخاصة سبيلاً لتنفيذ مخططات دنيئة تستهدف أمن واستقرار الوطن والمواطنين».

وكان المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في جلسته المنعقدة بتاريخ 4 أغسطس/ آب 2012، دعا إلى مواصلة العمل لجمع الكلمة ونبذ الفرقة والخلاف والتصدي لدعاة الفتنة والتخريب، مندداً بأعمال العنف وقطع الطرقات وتعطيل مصالح الناس، داعياً عقلاء المجتمع وعلمائه ومثقفيه ورجال الدين والخطباء إلى التكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من صور الاعتداءات الآثمة على الأنفس والأموال والممتلكات العامة والخاصة.

من جانبهم عبر العلماء والدعاة عن شجبهم الشديد واستنكارهم للممارسات التخريبية والأعمال الإرهابية التي تؤثر سلباً على أمن واستقرار المجتمع، وتعرقل مسيرة التنمية وتربك الساحة الفكرية والاجتماعية والاقتصادية، بما يعود بالضرر البالغ على المجتمع بأسره.

وفيما يأتي نص البيان: «الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد، فإن الإسلام دين السلام، ورسالته الغراء جاءت بالرحمة العامة للخلق، قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ) الأنبياء 107 ، وقال جل شأنه: (إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤوفٌ رَحِيمٌ) البقرة 143».

وأضاف «حيث إن الرحمة العامة بالخلق؛ هي جوهر رسالة الإسلام، فجاء الشرع الحنيف بنبذ كل ما يخدش هذا الأصل العظيم أو ينتقص منه، لذلك حرَّمت الشريعة جميع صور الاعتداء على الآخرين بالقول أو بالفعل أو بالإشارة أو بالتحريض. وتحقيقاً لمبدأ السلام وتأمين الخلق على أرواحهم وما يملكون؛ حرَّم الإسلام الاعتداء على الأنفس والأموال والأعراض، ونهى نهياً قاطعاً عن الاعتداء على الآخرين جسدياً أو نفسياً أو فكرياً، وتعاظم نهيه عن مجرد ترويع الآمنين وتعكير صفو المواطنين والمقيمين، وتأسيساً على مقاصد الإسلام وضروراته الخمس بوجوب حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال، وتأكيداً على دعوة الإسلام إلى تحقيق الحياة الآمنة لكل الخلق؛ فقد حرَّمت الشريعة الغراء تحريماً قاطعاً كل سبيل يؤدي إلى التعدي على الآخرين في أنفسهم وأموالهم، كما يستنكر الإسلام استنكاراً شديداً على دعاة العنف ومثيري القلاقل والفوضى ومؤججي الفتن، ممن يتخذون العنف والتخريب وشق الصف سبيلاً لتحقيق أهداف فئوية أو شخصية أو طائفية، ضاربين في سبيل ذلك المصلحة العليا للدين والوطن».

وذكر البيان «إنه لمن الواجب بيان حرمة ما يُمَارَسُ من مخالفات شرعية جسيمة في حق الوطن والمواطنين بما يتم تَبَنِّيْهِ أو استخدامه من سياسة العنف والتخريب وإثارة الفوضى، وتعطيل حياة الناس، والإضرار بالمصالح العليا للوطن، ومع الإقرار التام بأن ما يتم اقترافه من جرائم، هو من الكبائر والمحرَّمات العظام؛ فإننا جميعاً مطالبون بالوقوف صفاً واحداً في وجه كل من تسوّل له نفسه الإخلال بأمن الوطن والتعدي على حرمة الدماء والأعراض والأموال والممتلكات العامة والخاصة، وإذ لا تكفي عبارات التنديد والإدانة لأشكال العنف والفوضى والشغب، والاعتداء على الأملاك العامة والخاصة، وإذ ندين في الوقت ذاته التجاوز في المواجهة وما يترتب عليه من مساس بالكرامة الإنسانية أو الحقوق والحريات من أي طرف كان».

وتابع الدعاة في البيان «إن ما يقترف من تجاوزات في حق الوطن وغيرها من صور الاعتداءات ينعكس سلباً على معيشة المواطنين، ويعطل مصالحهم، ويضر بالحقوق والحريات العامة والخاصة، فإننا ندعو من يمارس ذلك الكف فوراً عنه، كما ندعو جميع العقلاء والمخلصين للتكاتف من أجل تصفية المجتمع وتنقيته من جميع صور التعدي المرفوضة؛ بل والمحرَّمة شرعاً وعرفاً وقانوناً، كما نؤكد حرصنا على الاستمرار في نهج النصح الذي تبناه علماء البحرين من خلال المجلس الأعلى للشئون الإسلامية وتواصله مع الخطباء والدعاة، وإصدار أمانته العامة كتيب طريق المسلمين، عازمين على مواصلة العمل لجمع الكلمة وتوحيد الصف ونبذ الفرقة والخلاف، والاعتصام بحبل الله المتين في وجه التخريب والاعتداء لقطع طريق إفساد ذات البين وشق الصف الذي يتخذ سبيلاً للفتنة من خلال تعكير صفو العلاقة الحميمة بين أبناء هذا الوطن».

وختموا البيان بقولهم «إذ نؤكد إيماننا بأن وحدة الكلمة ورص الصف أعظم سلاح يواجه به أولئك الداعين للخلاف والفرقة وإثارة الفتن، قال تعالى: «وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ» (الأنفال 46)، فإننا ندعو بكل صدق إلى مواجهة فكرية وثقافية واجتماعية للتخريب والاعتداء لنحقق معاً أمناً وأماناً، وسلماً وسلاماً ينعم به كل من يعيش على أرض مملكتنا الحبيبة، والله تعالى الموفق والهادي إلى سواء السبيل».

ونظراً للإقبال الكثيف من قِبل الخطباء والدعاة للمشاركة في التوقيع على البيان، قررت الشئون الإسلامية تمديد فترة المشاركة إلى يوم غدٍ الخميس (13 سبتمبر 2012).

العدد 3658 - الثلثاء 11 سبتمبر 2012م الموافق 24 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:38 ص

      لو كنت من العلماء ورجال الدين أول الموقعين

      نعم لأن لا تمت سواحل الا سرقت ولا أنفس الا زهقت ولا بيوت الاكسرت ونهبت وضرب من فيها والمساجين عذبت والناس من الأعمال فصلت فلا تلوموا العلماء الموقعين وإذا أنا ضيعت البوصلة فهموني.

    • زائر 9 | 9:08 ص

      السلام عليكم ....ابوعلي

      (ان الله بالناس لروؤف رحيم البقرة) 143
      الاية المباركة تبشرنا بان الباري عزوجل رحيم عطوف بعبادة
      ووهو القادر على كل شي ...يجب ان نتعاون كاخوة متحابين
      بعيدا عن العنف وتخريب البيوت وتشويه الصور الاخرين بسب
      خلافات طائفية وحماسات من هنا وهناك ياججها اناس لا تريد الخير
      وتريد خلق بلابل وفتن بين فلان وفلان

    • زائر 8 | 4:38 ص

      حسبنا الله ونعم الوكيل

      ماذا عن أستنكاركم لهدم المساجد والتعرض لطائفة تشكل الأغلبية البحرينية بالشتم والخيانة والتكفير وعبر وسائل الأعلام، وماذا عن مهاجمي برادات جواد والجامعة وماذا عن قتلة أكثر من 100 شهيد غير مئات الأصابات بسبب الشوزن وعبوات مسيل الدموع والقنابل الصوتية التي توجه للضحية مباشرة، وماذا عن أصابات الأطفال وأغراق المنازل والأحياء بالغازات السامة وماذا عن أستنكاركم للفساد وسرقة الأراضي والأموال العامة، أتقوا الله

    • زائر 7 | 2:29 ص

      أنا أدين

      أنا أدين عمليات القتل واختطاف المواطنين وتعذيبهم وتكسير أبواب المنزل والعبث بمحتوياتها أثناء مداهمات المنازل وتكسير سيارات المواطنين

    • زائر 6 | 2:18 ص

      كل يعمل على شاكلته

      لا أحد يرضى بخراب البيوت ولا المجتمعات ولا يرضى بالأهانه والذل ولكن أين الكرامه والعزه حتى بيوت الله لم تسلم ولا كتاب الله ولا الرسول وأهل البيت وكل ذلك لم يستنكر هؤلاء من التطاول على ذلك .ولكن الناس على دين ملوكهم ومصالحهم وليس للدين.

    • زائر 5 | 1:37 ص

      الله كريم

      لا تعليق ، لكن لماذا يوجد القليل الذي يتجه للعنف سواء بارادته او مجبر على ذالك

    • زائر 4 | 1:26 ص

      زائر

      لماذا لم يصدر بيان بخصوص عنف قوات الشغب
      واي عنف يتكلمون عنه حرق الاطارات او تسكير الشوارع
      فليسئلو انفسهم لماذا يتم حرق الاطارات وتسكير الشوارع اكيد هناك سبب
      يقول النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم « إن الله يحب الأمراء إذا خالطوا العلماء، ويمقت العلماء إذا خالطوا الأمراء، لأن العلماء إذا خالطوا الأمراء رغبوا في الدنيا، والأمراء إذا خالطوا العلماء رغبوا في الآخرة ».

    • زائر 3 | 12:56 ص

      دعات اخر زمن

      لم يدينون القتل و التعذيب و الافلات من العقاب الجماعي و ظلم اكثر من نصف المجتمع
      رغم ان لجنتكم قالت ذلك (بسيوني)

اقرأ ايضاً