العدد 3658 - الثلثاء 11 سبتمبر 2012م الموافق 24 شوال 1433هـ

إرث 11 سبتمبر جعلنا نقول إنه لا يوجد عدو قد يغير من كينونة أميركا

باراك أوباما comments [at] alwasatnews.com

رئيس الولايات المتحدة الأميركية

يوافق هذا الأسبوع الذكرى السنوية الحادية عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول. إنه وقت نتذكر فيه ما يقرب من 3000 من الرجال والنساء والأطفال الأبرياء الذين فقدناهم، والأسر التي تركوها وراءهم. إنها فرصة لتكريم شجاعة أوائل المستجيبين الذين خاطروا بحياتهم في ذلك اليوم، وفي كل يوم منذ ذلك الحين. كما أنها فرصة لتقديم الشكر لرجالنا ونسائنا في الجيش الذين خدموا وضحّوا، بعيداً عن الوطن في بعض الأحيان، للحفاظ على سلامة بلادنا.

إن هذه الذكرى تتعلق بهم. كما أنها وقت نتأمل فيه إلى أي مدى وصلنا كأمة في هذه السنوات الإحدى عشرة الماضية.

في ذلك الصباح بسمائه الصافية من شهر سبتمبر، شاهدت أميركا سقوط البرجيْن، واحتراق البنتاغون، والحطام المتهاوي في أحد حقول بنسلفانيا، وامتلأت رؤوسنا بالأسئلة. من أين جاءت تلك الهجمات، وكيف سترد أميركا عليها؟ هل ستُصيب البلد الذي نحبه بالوهن؟ وهل ستغير كينونتنا وهويتنا؟

لقد كان العقد الماضي صعباً، ولكننا معاً، أجبنا على هذه الأسئلة وعدنا أقوى كأمة.

لقد نقلنا المعركة إلى عقر دار «القاعدة»، وأهلكنا قيادتها، ووضعناها على درب لا يؤدي بها إلا إلى الهزيمة. وبفضل شجاعة ومهارة أفراد مخابراتنا وقواتنا المسلحة، فلن يهدد أسامة بن لادن أميركا مرة أخرى أبداً.

إننا، بدلاً من الانعزال عن العالم، عززنا تحالفاتنا في الوقت الذي عملنا فيه على تحسين أمننا هنا في الداخل. ونحن كأميركيين نرفض أن نعيش في خوف. فاليوم، يرتفع فوق أفق نيويورك برج جديد. وبلادنا اليوم أقوى وأكثر أمناً واحتراماً في العالم.

إننا، وبدلاً من أن يتحول كل منّا ضد الآخر، قاومنا إغراءات الاستسلام لعدم الثقة والشك. لقد قلتُ دائماً إن أميركا في حالة حرب مع «القاعدة» والجماعات المنتسبة لها، ولن نكون في حرب مع الإسلام أو أي دين آخر إطلاقاً. نحن الولايات المتحدة الأميركية. وحريتنا وتنوعنا يجعلانا نتميز بالتفرد، وسيكونان دائماً مركزاً مهماً لكينونتنا وهويتنا كأمة.

كما أننا، وبدلاً من أن نغير كينونتنا وهويتنا، فقد أخرجت الهجمات أفضل ما في الشعب الأميركي. لقد ارتدى أكثر من 5 ملايين فرد من جيل الحادي عشر من سبتمبر الزي العسكري لأميركا خلال العقد الماضي، وشهدنا تدفقاً زاخراً من النوايا الطيبة تجاه قواتنا المسلحة وقدامى المحاربين وأسرهم. إنهم، معاً، فعلوا كل شيء طلبناه منهم. لقد أنهينا الحرب في العراق وجلبنا قواتنا إلى الوطن. ووضعنا حداً لنظام «طالبان». كما قمنا بتدريب قوات الأمن الأفغانية، وأنشأنا علاقة شراكة مع الحكومة الأفغانية الجديدة. وبحلول نهاية العام 2014، ستكتمل عملية التحول في أفغانستان، وحربنا هناك ستكون قد انتهت.

وأخيراً، فإننا، وبدلاً من الانغلاق على الذات مُكتسين بالحزن والأسى، أحيينا وكرمنا ذكرى أولئك الذين فقدناهم من خلال العطاء ورد الجميل لمجتمعاتنا، وخدمة المحتاجين، وإعادة التأكيد على القيم المتركزة في كينونتنا وهويتنا كشعب. وهذا هو السبب في إحيائنا لذكرى يوم الحادي عشر من سبتمبر باعتباره يوماً قومياً للخدمة والذكرى، لأننا عائلة أميركية واحدة، وكل منا يعتني بأمر الآخرين، ليس فقط في الأوقات العصيبة، وإنما في كل الأوقات.

وبعد أحد عشر عاماً، فها هو إرث الحادي عشر من سبتمبر، القدرة على القول بكل ثقة إنه لا يوجد عدو ولا عمل إرهابي يمكن أن يغير من كينونتنا وهويتنا. نحن أميركيون، وسنحمي ونصون هذا البلد الذي نحبه. دعونا، في هذه الذكرى الجليلة، نتذكر أولئك الذين فقدناهم، ودعونا نؤكد من جديد على القيم التي وقفوا ليدافعوا عنها، ودعونا نواصل المضي قدماً كأمة واحدة وشعب واحد.

إقرأ أيضا لـ "باراك أوباما"

العدد 3658 - الثلثاء 11 سبتمبر 2012م الموافق 24 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 2:37 م

      الكينونة المرتهنة !

      وبعد أحد عشر عاماً ياسيادة الرئيس, وأنتم تتذكرون 3000 من الأبرياء الذين فقدتموهم والأسر الذين تركوها وراءهم, لا تنسوا أن تتذكروا أنكم أنتم من صنع طالبان والقاعدة ! وما هذه المآسي إلا نتاج سياساتكم الخاطئة والتي هي رهينة لسياسات إسرائيل... فلو كانت لك بصيرة حقة وأمكنك ذلك أن تكون منصفاً لرأيت أن إسرائيل هي العدو الحقيقي لأمريكا وأن كينونتكم وهويتكم المزعومة هي مرتهنة في الواقع في يد إسرائيل !

    • زائر 6 | 1:59 م

      سيادة الرئيس

      البرجان لما يسقطا من اصتدام الطائرتان انه سيناريو لفلم ردئ لتشوية صورة الاسلام . كيف لطائرة تضرب اعلى البرج ينهدم اسفلة

    • زائر 5 | 11:34 ص

      امريكا ونهضة امة

      كلام من ذهب ولوجود امثال هؤلاء القادة فامريكا تحكم العالم اليوم وتزداد قوتها يوما بعد اخر فهي ليست فقط قادرة على تلمس طرق الصواب بل تتجاوز ذلك الى تصحيح اخطائها بسرعة وانسيابية. بدلا من حسدها وكراهيتها علينا ان نتأمل لنموذج الحكم فيها ونوعية خطاب قادتها فهكذا تبنى الدول وهكذا تبنى سياساتها. May god bless USA and its citizens

    • زائر 4 | 6:28 ص

      يهود من اليمن0

      هم الذين كانوا قريبين جدا للقادة الرئيسين بتنظيم القاعدة ولازالوا موجودين وهم من حفظة القران والسنة وألأحاديث ويؤمون الصلاة ويتخابرون مع الدولة العبرية والكل كان يسأل لماذا اليهود لم يذهبوا الى العمل فى البرجين وحتى ألأن لايعرفون السبب 0

    • زائر 3 | 5:50 ص

      شفت يا سيادة الرئيس خبر تفجير القنصلية بليبيا بعدي ما كلملت كلامي

      توي اقول لك سياسة بلدكم بتوديكم في داهية.
      استعداء الشعوب يجعل من الولايات المتحدة متربص بها في كل مكان وهذا ليس في صالحكم
      خلكم مع الشعوب احسن لكم

    • زائر 2 | 3:43 ص

      يا سيادة الرئيس تلك والله نتائج سياسة بلدكم

      السياسة الامريكة دائما تتجه لاستعداء الشعوب ربما تعرف او تعرف ولكنها لا تعير ذلك اهتماما فهي دائما تدعم انظمة ظالمة تمارس الظلم والاضطهاد وتدافع عنها بكل ما اوتيت فلا تلام الشعوب اذا فكرت يوما في الانتقام من امريكا رغم اننا ضد ما حصل من قتل ابرياء ليس لهم ناقة ولا جمل ولكن جنت عليهم سياسة بلدهم.
      من يدرس الاسباب يصل الى افضل النتائج
      هاهي مواقفكم مع شعب البحرين ماذا تتوقعون من شعب البحرين بعد كل هذه المواقف

    • زائر 1 | 3:12 ص

      واحد نفر

      ماحدث في سبتمبر مؤامرة امريكية صهيونية وقد ضحيتم بأرواح الناس من أجل مصالحكم السياسية

اقرأ ايضاً