العدد 3660 - الخميس 13 سبتمبر 2012م الموافق 26 شوال 1433هـ

فريدة الجشي... فصبرٌ جميل!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

تعزية حارة إلى الأستاذة الفاضلة فريدة الجشّي، على مصابها الجلل في وفاة ابنها أيمن الصالح. ونعلم، مهما حاولت الكلمات مواساتها في الحزن، ومهما حاول النّاس الترويح عنها، فإنّ الألم يغزو القلب في بعض المواقف، بحيث لا يستطيع الإنسان التفاعل مع الآخرين.

نقول للغالية فريدة الجشي... فصبرٌ جميل، والله اللطيف الخبير، هو الذي ينزل المصيبة، وهو الذي ينزل اللطف معها، ولا اعتراض على قدره مهما كانت شدّته، فهو العالم، وهو الرحيم على العبد من أمّه.

نعم، ذهب أغلى النّاس يا «أم أيمن»، ولكنه لم يذهب إلاّ لدار أفضل من هذه الدار، ونحن نبكي فقده، ولكنّه في مكان أرفع من هذا المكان. وعليه، وجب أن نضع نصب أعيننا هذا المكان، فلا نحزن ولا نجزع، ففي يوم من الأيام أنتِ ستلاقينه لا محالة، طال الزمان أو قصر.

نتمنى أن تبحثي في الأمور التي يحبّها، وأن تقومي بالمثابرة على فعلها، ولقد علمنا بأنّه من أهل الخير والجود، يعطف، ويُعطي، ويُحب من غير حساب، وهذا الأمر سيسعده في قبره لا محالة، وسيحوّل حزنكِ إلى فرح، فتلك العينان الممتلئتان اليوم بالدموع ستمتلىء فرحاً في يوم ما، وكذلك اصبري وصابري، فالأجر محسوب عند الله، وهو المطّلع على سريرتك، والعالم بمصيبتك وفجعتك على ابنك، وهو الذي يسخّر السماوات والأرض لكِ؛ من أجل التخفيف عن هذا الألم.

لطالما عرفناك يا «أم أيمن» بالقوّة والمثابرة والتوازن، وأنت كذلك كنت وما زلت، وفي هذه اللحظات المريرة عليك، ستظهر هذه القوّة، وستستطيعين مواصلة الحياة من دونه، فلقد ذهب الجسد، وبقيت الذكريات الجميلة، وبقيت تلك الروح الطاهرة التي لن تفارقك أبداً.

كذلك هو حال كل أم فقدت ابنها، فعصرة القلب لا يعلمها إلا قلب كان في نفس الموقف، قلب أمّ فقدت ابنها، وهذا أعظم الألم وأكثره شدّة، وعلى قدر الألم يأتي الثواب، والله لا يعطي أحداً مصيبة إلاّ يكون بقدرها، عظيماً قويّاً.

نحن لم نعرف أيمن، بل اقترن اسمه باسم أمّه فريدة الجشي، وهي من خيرة نساء البحرين العظيمات، اللاتي قدّمن للتربية والتعليم الغالي والثمين، ونعلم أنّها على قدر المصيبة التي أحلّت بها، وأنها ستنهض وستعمل كما عوّدتنا دائماً.

ولا نقول إلا: اللهم ارحم شبابنا، اللهم صبّر قلوب أمّهاتهم، اللهم إنّهم ابتلوا بأعظم البلاء، فلا تجزعهم وثبّتهم، اللهم آمين... وجمعة مباركة.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 3660 - الخميس 13 سبتمبر 2012م الموافق 26 شوال 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 8 | 6:49 ص

      هم السابقون ونحن اللاحقون

      ندعوا الله ان يرحمه برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويصبر أهله على هذا المصاب وإنا لله وإنا إليه راجعون

    • زائر 7 | 5:20 ص

      قوة وتوازن أم أيمن .......

      الله يرحمه ويحسن له باذن الله ويصبر قلب أمه . تدرين يا أستاذة مريم انج بكلماتج هذه خليتني اصير قوي والله بكل صراحة وخاصة لما قريت انه اهوا في دار احسن من هذه الدار وبعد خاصة لما تكلمتين عن قوتها وتوازن أم أيمن .. أنا صح رجل لكن لا أملك قوة وتوازن أم أيمن وابي أن أصير مثلها بقوة وتوازان أم أيمن .. شكرا لج يا أستاذة مريم والله يحفظج من كل شر . يا قيثارة

    • زائر 6 | 4:57 ص

      مواطن يعشق الوسط ويعتبرها جريدته الاولى

      بالرغم من المأساة التي تتمثل في فقد الغالي على نفس الأم والتي تتطلب المواساة من قبل من يعرف هذه العائلة المنكوبة بفقدان عضو أسرتها لكن أنا لا ارى أن ترقى هذه الوقفة بصياغة موضوع خاص بهذه المواساة.

    • زائر 9 زائر 6 | 9:01 ص

      الكاتبة حرة .

      اضن الكاتبة حرة مو على كيفك تسوي موضوع سواء خاص او عام ولا تبغي كل شي على هواك وهذا ما بدل تقعد تترحم عليها تقعد تقول هذا الكلام يرقى ولا يرقى .. أنا اشوف انه الموضوع حلو ويناسب الكل ويصبر كل واحد يمر بنفس الموقف .مادري متى راح تتعلمون ما تنتقدون على كل شي مادري متى راح تتعلمون انه مو كل شي على كيفكم وعلى هواكم ..

    • زائر 5 | 4:50 ص

      إنا لله وإنا إليه لراجعون

      الله يرحمه ويصبر أمه وأهله وفي ميزان حسناتش هذه الإنسانيه والوطنيه ولو بيدي رشحتش لجائزة نوبل للسلام

    • زائر 4 | 4:14 ص

      الله يرحم جميع أموات المؤمنين والمؤمنات

      رحمة الله عليه وساعد الله قلب أهله سيما والدته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون\r\nوجمعتك مباركة أختي العزيزة الحنون مريم

    • زائر 3 | 4:13 ص

      الله يرحم جميع أموات المؤمنين والمؤمنات

      رحمة الله عليه وساعد الله قلب أهله سيما والدته ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون
      وجمعتك مباركة أختي العزيزة الحنون مريم

    • زائر 2 | 3:56 ص

      الله يرحمه و يصبر قلبها

      نعم فقد الابن ليس بسهل .. توفى اخي الاصغر منذ 8 سنوات ولاكن لحد الان أمي تذرف الدمع عند اي موقف يذكرها به .. فقدنا شخصين أخي الله يرحمه برحمته و أيضا أمي السابقه التي تضحك و اشراقتها التي تملأ كل أرجاء البيت .

    • زائر 1 | 3:41 ص

      نكرر هذا القول لنسائنا الثاكلات لأبناء أو أزواج راحوا ضحايا القتل والتعذيب والغازات السامة في السنة والنصف الماضية..

      ولا نقول إلا: اللهم ارحم شبابنا، اللهم صبّر قلوب أمّهاتهم، اللهم إنّهم ابتلوا بأعظم البلاء، فلا تجزعهم وثبّتهم، اللهم آمين...

اقرأ ايضاً