العدد 3665 - الثلثاء 18 سبتمبر 2012م الموافق 02 ذي القعدة 1433هـ

بداية النهاية للاقتصاد المعتمد على النفط

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

يوم أمس تحدث الدكتور محمد الصبان (الذي كان يشغل منصب كبير المستشارين الاقتصاديين في وزارة البترول والثروة المعدنية السعودية) عن بداية النهاية للاقتصاد الخليجي المعتمد على النفظ، وذلك في ندوة المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في المرفأ المالي، مستعرضاً صورة مغايرة لتلك الصورة المعتمدة لدى صناع القرار في مجلس التعاون الخليجي.

الصبان أوضح أن سوق النفط تشهد نوعاً من الاكتفاء في الإمدادات، وأن الطلب على النفط سينخفض مستقبلاً، وأن السعر الحالي (أكثر من مئة دولار للبرميل) سببه الحقيقي مخاوف سياسية، وأن هذا الارتفاع وضع غشاوة على الأعين حجبت حقيقة تغيرات هيكلية في سوق النفط. ومن هذه التغيرات أن أميركا والدول المتقدمة خفضت استهلاكها للنفط بصورة دائمة، بل إن أميركا تسعى للاكتفاء الذاتي بعد أقل من عقدين، وإن أميركا ستتحول إلى تصدير الوقود، ولاسيما بعد الاكتشافات الكبيرة للغاز والتطورات التكنولوجية في عملية الاستخراج.

وقال الصبان، إنه وفي الوقت الذي تتجه الدول المتقدمة نحو تقليل استهلاك النفط والانتقال إلى بدائل أخرى، فإنه صدر مؤخراً تقرير عن «سيتي جروب» قال إن السعودية قد تضطر لاستيراد النفط في العام 2030 إذا استمر معدل الاستهلاك المحلي على ما هو عليه مع المستوى الرخيص جداً للوقود. وعقب الصبان قائلاً إنه وعلى الرغم من أن هذا التقرير ليس واقعياً، إلا أنه يشير إلى مخاطر حقيقية ناتجة عن تغييرات هيكلية، وأن السعودية التي تنتج أكثر من عشرة ملايين برميل يومياً في الوقت الحالي، فإن هذا المستوى من الإنتاج لم يعد يؤثر بصورة رئيسية في سعر النفط، وإنه حتى لو شغلت السعودية كامل طاقتها الإنتاجية (12.5 مليون برميل يومياً)، فإن أسعار النفط لم تعد بيد المنتجين، وهذا المتغير الجديد له تبعات عديدة.

وأوضح الصبان أن النفط يمثل حالياً القطاع الأكبر من الناتج القومي لدول الخليج، وأن القطاعات الأخرى تعتمد عليه، وأن هذا الاعتماد الكلي على النفط يستمر وكأن سعره سيبقى عالياً، وهذا يغفل حقيقة أن السعر سينزل، وعندما ينزل مستقبلاً إلى مستويات دون السعر المعتمد في الموازنات الخليجية (السعودية مثلاً اعتمدت 95 دولاراً للبرميل) فإن العجز في الموازنات سيعود بنا إلى ما حدث في نهاية الثمانينات والتسعينات.

وقال إن الخيارات التي يجب التوجه نحوها تتطلب اعتماد سياسة جديدة لكيفية التصرف بالصناديق الاستثمارية السيادية، والتحول إلى اقتصاد المعرفة المعتمد على التعليم المتطور، وإزالة الدعم الذي يمنع اعتماد سياسات قابلة للاستمرار، ومعالجة البطالة من خلال خلق وظائف مجزية وذات قيمة عالية للاقتصاد، والتوجه نحو بدائل أخرى لاستخدامات الطاقة، مثل تشغيل وسائل النقل العام باستخدام الغاز، إلخ.

التحذيرات أعلاه تقول لنا إن الوضع الحالي يعتمد على أنموذج اقتصاد غير صحيح وإن هذا الأنموذج بدأ في الانتهاء، وربما إننا غير ملتفتين إلى ذلك، وغير ملتفتين أيضاً إلى أن التحول إلى اقتصاد متطور ستكون له متطلباته السياسية التي نراها في كل بلدان العالم، وهذا يعني انتهاء فكرة الخصوصية الخليجية التي تتحدث عن استثنائنا من السياق التاريخي للأمم.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 3665 - الثلثاء 18 سبتمبر 2012م الموافق 02 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 12:12 م

      سوء تخطيط

      لو كانت هناك محاسبة ورقابة حقيقية وكل مسؤول يعمل جادا مخلصا لعمله ومؤديا لواجبه بل ومساءلا ولو اعطى للمعارضة دورها الحقيقي في الرقابة والمحاسبة والعمل بنظام ديمقراطي وهذا يحدث في ظل غياب الديمقراطية

    • زائر 15 | 11:47 ص

      الى زائر 14

      كلامك المفروض يكون امريكا مو ايران ,, وانصح الانظمة العربية ...انها راح تتخلى عنه امريكا . انا لا ارى ان ايران له مصلحة في مساندة الشعب الفلسطيني والقدس ....

    • زائر 14 | 9:14 ص

      خليه يخلص هالنفط

      اذا خلص البترول من هالارض والله حتشوف ايران ما راح تسأل عنكم ولا تسألكم عما تفعلون . العالم يتصارع عالموارد الارضيه الخليجيه والله انعمها عالموحيد المسلمين بعد دعاء سيدنا ابراهيم عليه السلام , واذا زاد القتل والدم فأن االله قادر على تجفيف البترول وغير من الارض , لان الله عليه هدم جدار الكعبه حجر حجر ولا يراق دم مسلم بغير حق . فاذا نضبة البترول من الارض فالمسلمين هم الخاسرون امام العالم فيجب علينا بدلا من الصراعات الداخليه التوحد على كلمة الحق التي تأتي من الله ولا من غيرة , حينها سوف ننتصر .

    • زائر 13 | 7:19 ص

      في الأقتصاد المتعدد المنتج تضمحل العلاقات الطائفية والقبلية وتزدهر الديمقراطية الأجتماعية والسياسية ... شيوعي

      من اهم سلبيات الأقتصاد الريعي القائم على أحادي الدخل القومي الغير منتج والمعتمد على مخزون الأرض من نفط ومعادن والموقع الجغرافي للدولة والمضاربات العقارية هو وضع اقتصاد البلد تحت رحمة المتغيرات الدولية والداخلية بحيث أي هزة تصيب التجارة الدولية تؤثر سلبيا على اقتصاد الدولة وأن أي قلاقل اجتماعية والبحرين مثال تكون شديدة الوطأة على الأقتصاد ، ومن السلبيات الفجوة العميقة بين مواطني الدولة والحكومة بسبب عامل القرب والبعد عن المتنفدين في السلطة والزعامة الطائفية والقبلية

    • زائر 12 | 6:28 ص

      عين العقل

      على دول الخليج الاسراع في انشاء صناديق مشتركة هدفها تعزيز صناعة القيمة المضافة و السيارات و و و الخ الولايات المتحدة الامريكية سيكون لديها وفرة في البترول مما يؤهلها للتصدير الصين قد تتحول الى الكهرباء النووية خلال عقد و الكهرباء النظيفة اوربا كذلك .. سيظل البترول مكدس في اراضينا قد تكون كلفة استخراجه قيمته عندها !! لذلك لا بد من التوجه الى اسلوب يحمي مكتسباتنا ويعززها والا كنا قاب قوسين او ادنى لنتحرك سريعاً قبل فوات الأوان .

    • زائر 11 | 4:16 ص

      وبعدين

      گعدي لولادش ،لا بترول ولا موارد ثانية،البحر واندفن،والزراعة صارت فعل ماضي ،موتوا جوع ياشباب المستقبل

    • زائر 10 | 3:42 ص

      ما مفهوم العلاقة بين السلطة والمواطن في ظل اقتصاد من هذا النوع ( الاقتصاد الريعي) البارباري

      ما هو الاقتصاد الريعي ؟ هو اعتماد الدولة على مصدر واحد للدخل وغالبا ما يعتمد على ما تختزنه الأرض من خيرات طبيعية كالنفط ، وهو اقتصاد استهلاكي غير منتج ويتخد شكل اقتصاد الخدمات وهو حالة من حالات التملًك والتسيَد التي تطبع العلاقة بين السلطة والشعب ، الشعب يمثل الرعية في نظر الحكومة والحكومة تمثل الراعي كونها تمتلك الريع ومن ثم تمتلك الرعية وفي الاقتصاد الريعي تتقوى وتسود علاقات القربى والعصبية المذهبية الطائفية و العشائرية وهذا هو مأزق الديمقراطية والتحدي الذي تواجهه في نجاح مشروعها

    • زائر 9 | 3:24 ص

      ومن يهتم لذلك ؟؟!!!

      حكام دول الخليج لا يهمهم النفظ إنتهى أو لم ينتهي فهم قد حصنوا أنفسهم بالمليارات التي فاضت بها حساباتهم البنكية و التي تكفيهم وتكفي الأجيال القادمة من عوائلهم حتى قيام الساعة
      المتضررين من ذلك هم فقط هي شعوبهم التي ستعود إلى ما قبل خمسين سنة في مستوى المعيشة وذلك كله بسببهم وبسبب سياساتهم

    • زائر 8 | 2:52 ص

      طالما ان هناك عوائل من الخليج بلغ ثراءها الفاحش الى حد التخمة فلا يهم

      هناك عوائل في الخليج امّنت مستقبلها ومستقبل أحفادها الى المليون حفيد فذهاب ثروات الخليج غير مهم طالما انهم حققوا لأحفادهم الاطمئنان لقرون.
      صح النوم يا شعوب الخليج

    • زائر 7 | 2:22 ص

      ما راح تصحى الشعوب الا طارت الطيور بارزاقها

      شعوب الخليج في سبات والى الآن لم يصحوا حتى يوجهوا دفات اقتصادهم الوجهة الصحيحة ويستثمروا عائدات النفط في التنمية المستقبلية.
      عائدات البترول الآن هي في مهب الريح بين يد تتلاعب بها في النوادي الليلية وبين شركات السلاح الغربية التي تصدر لنا خردتها ونفاياتها بأغلى الاسعار لتشفط بترولنا من أرضها ويكون الوطن كله بثرواته مرتهن للغرب
      ولن تفيق هذه الشعوب الا والأرض قاحلة والديار بلاقع وعندها سيدركون
      حقيقة مطالبات بعض الشعوب بالمشاركة في ادراة بلادها

    • زائر 6 | 1:56 ص

      مقدرات البلاد و العباد ليست في يد أمينة .. لكي تستغل بالشكل الصحيح

      الانظمة الخليجية تتباهى ببناء ناطحات السحاب .. و بصرف مقدرات البلاد و العباد بالخارج تحت مسمى "اعمال خيرية".. و شباب الخليج لا
      يجد فرص عمل "عاطل" و آلاف العوائل في هذه البلدان النفظية تعيش تحت خط الفقر .. بإختصار مستقبل منطقتنا مجهول بظل هذه "الانظمة الحمقاء"..

    • زائر 5 | 1:38 ص

      الفرد يسأل : هل النفظ نعمة أم نقمة؟؟؟؟؟؟؟؟

      هل ساهم النفط في التخلف ام التقدم؟؟؟

    • زائر 4 | 12:55 ص

      أمر مؤسف

      المعضلة الكبرى في الأمر ، أن أصحاب القرار مشغولون بقمع الشعوب ، فطبع على قلوبهم و نسوا التفكير في قضايا المصير الاقتصادي.

    • زائر 3 | 12:49 ص

      المشكلة في النظام السياسي

      كيف يمكن لنا الانتقال نحو اقتصاد المعرفة دون تحول سياسي نحو نظام ديمقراطي ، لم تستفد الشعوب من النفط كما يجب حتى نقول اننا استفدنا منه لسنين عجاف قد تأتي على المنطقة ، كل ما هناك بنايات اسمنتيه

    • زائر 2 | 12:46 ص

      Too late

      لن يجد ما يقابل العبارة أعلاه بالعربية. تأخرنا كثيرا عن استعياب هذا الموضوع و إنشغلنا بالتظاهر و التباهى بثرواتنا الظاهرية و تملكنا لكل مفيد و غير مفيد. الظاهر قدرتنا على درك المخاطر و فهم المستقبل، ضعيف ضعيف ضعيف !!!

    • زائر 1 | 12:33 ص

      موضوع شيّق

      ولن يستيقظ الخليجيين الى هذه المشكلة الا بعد يقع الفأس في الرأس ، ولكن من يعلم الغيب، ربما تحدث تحولات سياسية كبيرة في المنطقة تقلب الأمور رأساً على عقب

اقرأ ايضاً