العدد 3671 - الإثنين 24 سبتمبر 2012م الموافق 08 ذي القعدة 1433هـ

موريتانيا... نخيل التمور تراث ثقافي وسبيل عيش (1-2)

«شجرة النخيل هي وسيلة للبقاء على قيد الحياة»، وفقاً للمزارعة الموريتانية، تحية بنت محمد، البالغة من العمر 44 عاماً والأم لثلاثة أطفال «نحن نأكل تمرها؛ ونصنع الحصير والأسرّة والكراسي من سعف النخيل، ونستخدم أوراقها لصنع السلال وكغذاء لماشيتنا».

تحية هي الرئيسة الإقليمية لجمعيات الإدارة التشاركية للواحات في إقليمي أحواض جنوب غرب موريتانيا، وهو منصب من غير العادي أن تتقلده المرأة نظراً إلى كونه نشاطاً يهيمن عليه الذكور تقليدياً.

شعرت تحية بالسرور لاصطحابها مراسل وكالة إنتر بريس سيرفس في جولة في مزرعة النخيل التي تمتلكها، والتي تمتلئ بالحركة والنشاط خلال فترة حصاد التمر بين يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب.

وتقول لوكالة إنتر بريس سيرفس إن «المزرعة هي أثمن استثمار خاص بي. وأنا أحافظ عليها بعناية وأقوم بسقايتها باستخدام الشادوف (نظام الري التقليدي باستخدام دلو وموازن لسحب المياه من البئر).

ويعتمد إنتاجها بشكل كبير على الأمطار والمحاربة الناجحة للجراد والطيور والحيوانات، وتقدّر حصادها هذا العام فيما بين 500 و1000 كيلو من التمور.

وهناك في موريتانيا أكثر من 10,000 هكتار تنتج أشجار نخيل التمر، بما يتضمن النخيل المنتج وكذلك الأشجار الفتية التي لم تؤت ثمارها بعد، وذلك بالإضافة إلى النخيل الذكر - الضروري للتلقيح - وفقاً لمحمد ولد أحمد بناني، الذي يشرف على الرصد والتقييم في برنامج التطوير المستدام للواحات.

ويقول بناني، إن ما يقرب من 20,000 شخص في جميع أنحاء البلاد يعتمدون على التمور في معيشتهم في مناطق الواحات الخمس: أدرار في الشمال، وتاجنت في الوسط، وأسابا والحوضين في جنوب شرق البلاد.

ويقدّر الإنتاج السنوي من التمور في موريتانيا بنحو 60,000 طن، تضاف إليها كمية صغيرة من الواردات تبلغ 1000 طن من الجزائر و500 طن من تونس. ويتم استهلاك نحو 60 في المئة من التمور بين يونيو وأغسطس، خلال موسم القطف. ويتم تجفيف بقية التمور لاستهلاكها على مدار السنة.

ويقول خبير التغذية محمد بارو، إن التمور غنية بالمغذيات الدقيقة مثل الحديد والكالسيوم وهي مصدر ممتاز للطاقة.

ووفقاً لإمام مسجد نواكشوط الرئيسي، هادمين ولد السالك، فهناك بركة كبيرة في التمر، موضحاً أنه غالباً ما يكون أول شيء يؤكل عند الإفطار في رمضان، وخاصة في البلدان المنتجة للتمور.

ويقول هادمين، إن الواحات في موريتانيا تضرّرت بشدّة جرّاء الجفاف، وتعاني من ترسّب الطمْي، ونقص المياه، وانخفاض خصوبة التربة.

أما رئيس بلدية أدرار، البلدة الرئيسية في إقليم أدرار، سيد أحمد ولد حموميد، فيقول: «لقد قل إنتاج التمور في أدرار بشكل واضح هذا العام بسبب التهديدات المناخية، مثل قلة الأمطار والغبار والرياح، والتي أدّت إلى تأخير الحصاد».

محمد عبدالرحمن

وكالة إنتر بريس سيرفس

العدد 3671 - الإثنين 24 سبتمبر 2012م الموافق 08 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً