العدد 3683 - السبت 06 أكتوبر 2012م الموافق 20 ذي القعدة 1433هـ

بعد 13 عاماً في الحكم تشافيز يريد الاحتفاظ برئاسة فنزويلا

يتطلع رئيس فنزويلا، هوغو تشافيز اليوم (الأحد) لولاية ثالثة، إذا تحققت يكون قضى في نهايتها عقدين في الحكم، في انتخابات يبدو أنها غير محسومة النتائج، خلافاً لما جرت عليه العادة حتى الآن، في مواجهة الشاب، أنريكي كبريلس رادونسكي، الوجه الجديد للمعارضة.

ويظل تشافيز الذي مازال يحظى بشعبية كبيرة بفضل ما يتمتع به من كاريزما ومشاريعه الاجتماعية العديدة التي مولها بموارد النفط، الأوفر حظاً للفوز بولاية جديدة من ست سنوات، لكن الحاكم السابق كبريلس توصل خلال الأسابيع الأخيرة إلى تقليص جزء كبير من الفارق الذي كان يفصله عنه حسب استطلاعات الرأي بفضل حملة انتخابية ماراثونية عبر مختلف أنحاء البلاد.

وقبل أسبوع من الاقتراع كان كبريلس متأخراً بنحو عشر نقاط عن الرئيس ليتحول الاقتراع إلى شبه اختبار لأنصار تشافيز الذين يهيمنون على الكونغرس ويحظون بتأييد كبير لدى الطبقات الشعبية.

وتوخى تشافيز موقفاً على قدر غير معهود من الحذر في الأيام الأخيرة من الحملة، فدعا أنصاره إلى «عدم الانسياق إلى الشعور بالانتصار» مؤكداً «سنفوز لكننا لم نفز بعد».

وقد أقر مؤخراً في حديث خص به وكالة «فرانس برس» بأنه لم يتوصل إلى تحرير البلاد من التبعية للعائدات النفطية التي تمثل 90 في المئة من الموارد بالعملة الصعبة لفنزويلا التي تزخر بأكبر احتياطي نفطي في العالم.

وأضاف «ارتكبنا أخطاء في تطبيق البرامج التي لم تنجز كما ينبغي وخصوصاً في الخدمات العامة»، طالباً من الناخبين مزيداً من الوقت لاستكمال «ثورته الاشتراكية».

وأكد خلال الحملة أن «حكومة تشافيز المقبلة ستكون أفضل من حكومته السابقة».

غير أن حالة تشافيز الصحية مازالت تثير الكثير من التكهنات بعد خضوعه لعمليتين جراحيتين في 2011 و2012 لاستئصال سرطان في الحوض لم تكشف طبيعته بدقة بعد.

واضطر الرئيس البالغ من العمر 58 عاماً صاحب الخطب الطويلة، نظراً لما خضع له من علاج طبي مضنٍ، إلى التخفيف من وتيرة نشاطه وبدا مضعفاً وأصلع خلال آخر فترة نقاهة.

وكرر مراراً خلال الأيام الأخيرة أنه تعافى وأنه قادر على حكم البلاد على الأقل حتى 2019، وقد نجح في 2009 في تمرير تعديل دستوري يسمح للرئيس بالترشح لعدد غير محدود من الولايات.

أما أكبر خصومه، وهو محامٍ أربعيني مفعم بالحيوية، فيفتخر بأنه لم يخسر اقتراعاً مرة (انتخب عمدة ونائباً وحاكماً) ويشدد على أنها المرة الأولى منذ 1998 التي أصبحت المعارضة في موقع يسمح لها بإحراج تشافيز.

وبعد حصوله في فبراير/ شباط على مبايعة ثلاثين حزباً من مختلف الانتماءات إثر انتخابات تمهيدية مفتوحة وغير مسبوقة، قال إنه بمثابة «داوود ضد جالوت» واتهم الرئيس بأنه «مصاب بمرض الحكم» مؤكداً أن الشعب «يتطلع إلى التغيير».

وقد أفلح هذا الأعزب الوسيم طوال الحملة الانتخابية في إعطاء وجه جديد للمعارضة التي باتت أقرب من الوسط محدثاً قطيعة مع الأحزاب الليبرالية القديمة والقلة الحاكمة السابقة التي طردها تشافيز من السلطة.

وركز كبريلس حملته على مشاكل الفنزويليين اليومية مؤكداً أنه سيواصل البرامج الاجتماعية لكنها لن تقتصر حصراً على «أصحاب القمصان الحمر» أي أنصار تشافيز.

ويعد الرجل الذي قال عنه تشافيز أنه يمثل «البورجوازية التي لا وطن لها»، أيضاً بانهاء المشكلات المتفشية من أزمات المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي والفساد والعنف في هذا البلد الذي يسجل أكبر نسبة جرائم قتل في أميركا الجنوبية وصلت إلى خمسين جريمة لكل مئة ألف نسمة العام 2011 بحسب الإحصائيات الرسمية.

ومن بين محاور برنامجه الاساسية النهوض بالتوظيف والعودة الى اقتصاد السوق الذي تضرر على حد قوله من عمليات التأميم ومصادرة الأراضي وغيرها من المساعدات التي قررها تشافيز بينما بلغت نسبة التضخم في البلاد 27,6 في المئة خلال 2011 حسب البنك المركزي.

ودعي نحو 19 مليون ناخب الأحد إلى الانتخابات التي يتقدم لها أيضاً أربعة مرشحين من أحزاب صغيرة.

وتفادياً لأي اضطرابات سينتشر نحو 140 ألف جندي في البلاد في حين يحظر حمل الأسلحة وبيع الكحول من الجمعة إلى الإثنين بقرار من وزارة الداخلية.

العدد 3683 - السبت 06 أكتوبر 2012م الموافق 20 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً