العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ

شاليط والكامب نو

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

مرّةً أخرى يكون للكلاسيكو الإسباني في كرة القدم مذاق مختلف عن باقي مباريات كرة القدم في العالم، لا بسبب كثرة النجوم أو غلاء أسعار التذاكر، ولا بسبب حدة التنافس بين ميسي ورونالدو بشأن طليعة الهدافين في الدوري الإسباني، ولا بسبب الصراع الثنائي بين لاعبي الفريقين بحسب مواقعهم في المستطيل الأخضر ولا ولا... إنّما بسبب خبر استيقظ عليه محبو النادي الكاتالوني منذ أيام، انزعج له جميع محبي الرياضة في العالم العربي، مفاده أن إدارة نادي برشلونة الإسباني قدّمت دعوة رسمية للجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط لحضور مباراة الكلاسيكو مساء الأحد 7 أكتوبر/ تشرين الاول في الكامب نو لتكريمه.

وقد فزع المشجعون العرب لهذا النادي العالمي بآمالهم إلى تكذيب الخبر، ودعوا إلى التأكد من حقيقة الأمر، هل فعلاً تمت الدعوة أم انها مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة؟ هل فعلاً أقدمت إدارة برشلونة على القيام بخطوة غير محسوبة كهذه ستنزل بشعبية النادي في المنطقة العربية إلى الهاوية؟

نعم، لقد استطاع جلعاد شاليط أن يفتك بالنجومية من ميسي ورونالدو في ذلك المساء بالكامب نو، ورغم تسجيلهما لرباعية بالتساوي، فإن فارق الأهداف، سياسياً طبعاً، كان لفائدة الأسير الإسرائيلي سابقاً.

أمّا عن تفاصيل حضوره المباراة وحيثياتها كما تبدو فهي بين التأكيد والنفي: تأكيد أن دعوةً رسميةً وجّهت من إدارة النادي إلى شاليط لحضور المباراة، تكريماً له حيث ان مقاطعة كاتالونيا تخطب ودّ وتأييد عناصر يهودية في صراعها السياسي القديم ضد الحكومة الإسبانية في مدريد؛ ونفي ذلك من جهة أخرى، حيث تصر إدارة النادي على أن شاليط هو من تقدّم بالطلب لحضور المباراة، إذ نقل أحد الوزراء الإسرائيليين السابقين لإدارة برشلونة أن جلعاد شاليط والذي كان أسيراً لدى المقاومة الفلسطينية واحد من عشاق نادي برشلونة، ودعاهم لأن يقوموا باستقبال جلعاد في برشلونة تكريماً له، وخصوصاً أنه قد فاتته الفترة الذهبية للنادي أثناء أسره الذي امتدّ من يوم 25 يونيو/ حزيران 2006 إلى غاية أكتوبر 2011 حيث أطلق سراحه في صفقة تبادل أسرى بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أسفرت عن إطلاق 1050 فلسطينياً من سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وقد أحدث هذا النبأ ضجةً داخليةً في الشارع الإسباني بقيادة أبناء الجالية الفلسطينية هناك، وقد باءت جهود موسى عامر عودة، أحد أبرز الشخصيات الفلسطينية في إسبانيا بالفشل، حيث قام فور علمه بالخبر بحملة لجمع التوقيعات ورفع عريضة شديدة اللهجة لرئيس النادي ساندرو روسيل، واستغرب «هذا التعاطف والرغبة في تكريم جندي محتل لمجرد أسره، وتغض الطرف عن 4660 أسيراً فلسطينياً داخل السجون الإسرائيلية، بينهم أطفال وسيدات وكبار في السن» كما جاء على لسانه.

ورغم طلبات بعض المواقع الالكترونية في اسبانيا وخارجها، ورغم الحملة الكبيرة على المواقع الاجتماعية ضدّ قرار نادي برشلونة، فإنها لم تفكّر في التراجع عن قرار دعوة الجندي الإسرائيلي إلى ملعب الكامب نو. كما طالب الكثير من عشاق النادي على المواقع الاجتماعية بتحرك عربي لمنع تكريم جندي الدولة الصهيونية لكونه اعتقل في حرب وليس من طرف إرهابيين كما تصور «إسرائيل»، لكن مطالبتهم أيضاً لم تجد آذاناً صاغيةً في هذا النادي.

بل إن الناشطة في «جماعة أصدقاء إسرائيل» بيلار راهولا والتي ساهمت في قدوم شاليط إلى ملعب كامب نو، هاجمت احتجاجات جماهير برشلونة المساندة للقضية الفلسطينية واستقبلت شاليط في المطار عند وصوله لإسبانيا.

وفي محاولة منها لذرّ الرماد في العيون، وافقت إدارة النادي على تقديم دعوة لحضور الكلاسيكو لسفير فلسطين في إسبانيا ورئيس اتحاد الكرة الفلسطيني والأسير الفلسطيني السابق في سجون الاحتلال محمود السرسك، وهو لاعب المنتخب الفلسطيني كانت قوات الاحتلال قد أسرته وهو في مهمة راضية.

وفي لقاء له في التلفزيون التونسي في سهرة «الأحد الرياضي» الماضية، بيّن اللاعب الفلسطيني سبب رفضه حضور المباراة حيث يعتبر أن شاليط كان جندياً لدى قوات الاحتلال الإسرائيلي وتم أسره وهو على ظهر دبابة كانت تهاجم الأطفال والنساء وتروّع الأبرياء في قطاع غزة، وأن قبوله الحضور معه يعني مساواةً بين الجلاد والضحية وهو ما لم يقبله محمد الذي حظي باستقبال شعبي وجماهيري رياضيّ منقطع النظير من قبل النادي الإفريقي التونسي بمناسبة احتفال هذا النادي العريق بمرور 92 عاماً على تأسيسه، حيث نزل بدعوةٍ رسميةٍ ضيفَ شرفٍ لتكريمه في حركة رياضية ردّاً على استقبال برشلونة لجلعاد شاليط.

وبعد... ألم يحن الوقت في عالمنا العربي لنترفع بأنفسنا عن هذا التشجيع المحموم لهذه النوادي... تشجيع يصل إلى حدّ التعصب وإلى درجة إنفاق أموال خيالية للحصول على تذكرة حضور مباراة؟ أليس أحرى بنا أن ندفع هذه الأموال لأطفال فلسطين؟ ماذا لو يقاطع الجمهور العربي الذي يحضر في الكامب نو مباراةً واحدةً ويدفع ثمن تذاكرها لبناء مدرسة في غزة؟ ألا يكون ذلك أجدى؟

إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 7 | 3:49 م

      اشرف

      والله اسرائيل اشرف مما يفعله النظام السوري والإيرانى بشعب سوريا والعراق

    • زائر 6 | 8:04 ص

      شاليط شلوط

      الله عليك ... لكن من حقه كإنسان ان يحضر مباراه ومن حق الشعب السورى ان يعيش فى سلام

    • زائر 5 | 5:06 م

      عفوا الزائر 1

      هناك مشكلة وألف مشكلة ثق أن أموالا طائلة تدفع من جيوب المشجعين العرب إلى هذه النوادي ويذهب نصيب منها إلى دعم الدولة اليهودية بالسلاح لقتل الأبرياء في فلسطين
      فإن كنت لا ترى في ذلك مشكلة فالمشكلة كل المشكلة فيك أنت وأمثالك

    • زائر 4 | 10:14 ص

      شاليط والكامب نو

      لا بد من أن نفيق من وهم الأندية العالمية إنها أكبر مزود لليهود

    • زائر 3 | 9:51 ص

      نعم حان الوقت

      ألم يحن الوقت في عالمنا العربي لنترفع بأنفسنا عن هذا التشجيع المحموم لهذه النوادي

    • زائر 2 | 7:10 ص

      عيب ياعرب ويا مسلمين

      ان من يدافع عن برشلونه وعن الجندي الصهيوني قاتل الأطفال فلا يحق له أن يدافع عن حقوق الشعب البحريني وعن شهداءه وعليه أن يتذكر شهداء فلسطين وشهداء المسلمين وأي نادي في العالم لن يكون أغلى وأشرف من كلمة شهيد فقط فاتقو الله يامسلمين ولاتدافعو عن الصهاينه قتلة الشهداء فلديكم كثير من الشهداء

    • زائر 1 | 2:15 ص

      ما المشكله

      لا ادري لماذا العرب والمسلمين مستائين لحضور جندي اسرائيلي المباراة ماهي المشكله ولماذا لا يحضر المباراة اليس هذا ضد الانسانيه اليس هذا حقد وكراهيه وتشجيع عليه لماذا لا نكون بشر لانفرق بين بعضنا البعض بالدين او اللون او اللغه او الانتماء
      غريب امركم

اقرأ ايضاً