العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ

تقبل الانتقادات

محمد عباس mohd.abbas [at] alwasatnews.com

رياضة

أنهى منتخبنا الوطني الأول لكرة السلة مشاركته في بطولة مجلس التعاون الـ 13 للمنتخبات التي أقيمت حديثا في البحرين بحلوله في المركز الثاني بعد خسارته في النهائي امام المنتخب القطري.

ولا شك في أن الرياضة هي فوز وخسارة، ولا شك أيضا في أن المنتخب القطري هو الأقوى خليجيا وبمراحل والدليل فوزه بالبطولات الأربع الأخيرة على التوالي وهذه هي البطولة الخامسة في تاريخه، ومع ذلك فقد اختلفت وجهات النظر حول أداء منتخبنا في البطولة الخليجية وفي النهائي تحديدا وهذا أمر طبيعي لأن التعدد هو الاساس واتحاد وجهات النظر هو الاستثناء الذي لا يحدث إلا في الأنظمة البوليسية إذ لا مجال لأي وجهة نظر أخرى!.

والوظيفة العامة بطبيعتها عرضة للانتقادات كون من يتصدى للشأن العام سواء كان مسئولا أو زيرا أو رئيسا في أي موقع كان عرضة للانتقادات على كل صغيرة وكبيرة فكيف بإدارة منتخب وطني.

لذلك قد أثار استغرابي بعض الشيء حالة الاستياء من بعض المسئولين عن المنتخب من أي انتقادات قد توجه إليهم أو وجهات نظر أخرى لفنيين أو إداريين أو صحافيين والحساسية المفرطة في التعامل مع كل انتقاد أو وجهة نظر بشكل أثر على تركيز المنتخب باعتقادي، وكان الأجدى بمن هو في موقع المسئولية أن يكون قادرا على تحمل كل وجهات النظر بصدر رحب وتقبل كل أنواع الانتقادات لأنه لو كان خارج المنتخب لانتقد هو الآخر أي تقصير قد يجده بحسب رأيه.

وفي الحياة لا يوجد عمل كامل وإنما من يعمل يخطئ وابراز هذه الأخطاء ليس انتقاصا من الأشخاص وإنما ابرازها بهدف علاجها وعدم تكرارها.

الشيء الغريب حقيقة أن يرد على انتقاد مدرب لخطط فنية في المنتخب بالهجوم الشخصي واتهامه بالفشل في تدريب ناديه من قبل أفراد وظيفتهم الأساسية إدارة الأمور بحكمة وروية، أو يرد على خيار فني لمدرب المنتخب أو الجهاز الفني باستبعادهم لاعبا معينا، بالهجوم على هذا اللاعب بدل التبرير الفني لعملية الاختيار.

لا شك في أن خسارة البطولة كانت قاسية على الجميع، إذ كنا نؤمل كثيرا بمساندة جماهيرنا الوفية أن نحقق الحلم الخليجي وكذلك حال المسئولين عن المنتخب إلا أن الخسارة لا يجب أن تفقدنا اتزاننا وقدرتنا على تحليل الأمور أو قدرتنا على امتصاص الغضب والرد بشكل منطقي وتخصصي.

فلو جاء الهجوم الشخصي ممن هم خارج نطاق المسئولية فهذا أمر غير لائق، أما أن يأتي الهجوم الشخصي ممن هم في موقع المسئولية فهذا أمر مستهجن تماما ولا يمكن تقبله، لأن وجهة النظر يرد عليه بوجهة نظر أخرى والنقاط الفنية يرد عليها بنقاط فنية وحتى الاساءة ترد بالإحسان.

الانتقاد ظاهرة صحية وتعدد وجهات النظر يكشف الكثير من الأمور ويصححها، والقدرة على تحمل الانتقاد هي فن يجب أن يتمتع به كل من هو في موقع المسئولية.

إقرأ أيضا لـ "محمد عباس"

العدد 3685 - الإثنين 08 أكتوبر 2012م الموافق 22 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً