العدد 3688 - الخميس 11 أكتوبر 2012م الموافق 25 ذي القعدة 1433هـ

إندونيسيا تحيي ذكرى اعتداءات بالي اليوم على خلفية مخاطر إرهابية جديدة

بعد مرور 10 سنوات على الهجوم

يجتمع ناجون من اعتداءات بالي العام 2002 وعائلات ضحايا ومسئولون الأحد لإحياء ذكرى هذه الهجمات التي أوقعت 202 قتيل وسط إجراءات أمنية مشددة إثر ورود معلومات «ذات مصداقية» حول خطر إرهابي يهدد هذه المراسم، بحسب ما أفادت الشرطة.

وبمناسبة هذه الذكرى صرح الرئيس الإندونيسي، سوسيلو بامبانغ يودويونو، أمس (الخميس) بأن «العمل الإرهابي الفظيع» الذي استهدف بالي قبل عشر سنوات لم ينجح في تحقيق هدفه وهو تفتيت الأمة، بل حمل البلاد على رص صفوفها.

وكتب يودويونو الذي كان آنذاك وزيراً للشئون الأمنية في مقالة نشرتها صحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» أنه «أياً كانت دوافع الإرهابيين وحساباتهم فإن الهجوم بالمتفجرات في بالي لم يأت بالنتيجة المرجوة».

وتابع «الواقع أنه أدى إلى عكس ذلك تماماً. فقد أقدم المسلمون والهندوسيون والمسيحيون والبوذية بالتنديد بغالبيتهم الكبرى بالهجوم ونبذ كل من يستخدم الديانة لتنفيذ أعمال عنف.

وتابع «إن الأمة بكاملها هبت للدفاع عن الحرية والديمقراطية وتقبل الآخر.

وجاءت تصريحات الرئيس غداة إعلان مساعد قائد الشرطة الإقليمية، آي كيتوت أونتونغ يوغا انا لوكالة «فرانس برس» أنه «استناداً إلى معلومات ذات مصداقية، فقد خطط إرهابيون لشن هجوم يستهدف مراسم إحياء اعتداءات بالي».

وتابع «إننا نتخذ إجراءات أمنية استثنائية ... بأعلى مستوى» حيث سيتم نشر أكثر من ألفي شرطي وعسكري.

وأوضح المسئول أن «الخطر الإرهابي مصنف من فئة أيه 1» ما يعني أن المعلومات تتسم بأقصى المصداقية وأن الخطر يستهدف «بصورة خاصة» شخصيات في غاية الأهمية في وقت ينتظر وصول العديد من الشخصيات للمشاركة في إحياء الذكرى العاشرة لهذه الاعتداءات ولا سيما رئيسة الوزراء الأسترالية، جوليا غيلارد التي أكدت عزمها على الحضور إلى بالي رغم الخطر.

ووقعت الاعتداءات في 12 أكتوبر/ تشرين الأول 2002 في وقت كان حي الحانات والملاهي الليلية في كوتا يغص بحشود ترتاده كل مساء يوم سبت فانفجرت شاحنة صغيرة مفخخة بطن من المتفجرات زارعة الموت على «جزيرة الآلهة» التي يقصدها ملايين السياح كل سنة.

ودمر الانفجار ملهى ساري كلاب وحانة باديز بار واندلع حريق هائل في الشارع المكتظ فقتل 202 شخص معظمهم سياح غربيون سواء في الانفجار أو في الحريق ومن بينهم 88 أسترالياً وأربعة فرنسيين.

وأصيبت أستراليا في الصميم إذ يقصد العديد من مواطنيها بالي من أجل شواطئها الشهيرة وحياتها الليلية وترحيب سكانها بهم وهي لا تبعد سوى بضع ساعات بالطائرة.

وباستهداف بالي الجزيرة ذات الغالبية الهندوسية في أكبر بلد إسلامي في العالم عددياً (240 مليون نسمة) فإن الإسلاميين أقحموا البلاد في حربها ضد الإرهاب بعد عام على اعتداءات 11 سبتمبر/ أيلول في الولايات المتحدة.

ومنفذو الاعتداء الذين كانوا ينتمون إلى الجماعة الإسلامية المقربة من «القاعدة»، أما قتلوا في عمليات نفذتها الشرطة أو اعتقلوا إلى جانب 700 شخص آخر يشتبه بانتمائهم إلى التنظيم الإسلامي.

ولم تشهد إندونيسيا اعتداءات كبرى منذ 2009 حين استهدف تفجيران فندقين فخمين في جاكرتا وأوقعا تسعة قتلى.

لكن مدير مجموعة الأزمات الدولية لمنطقة آسيا، جيم ديلا جياكوما حذر من أن «العمليات الأخيرة التي نفذتها الشرطة ضد أشخاص يشتبه بأنهم إرهابيون تثبت أن الخطر ما زال قائماً».

وتم تفكيك عدة خلايا ولا سيما في مارس/ آذار في بالي حين قتلت الشرطة خمسة «إرهابيين» كانوا يستعدون لتنفيذ عملية، بحسب ما أفادت قوات الأمن. وفي مطلع سبتمبر تم كشف مخطط لشن اعتداء على البرلمان في جاكرتا. وقبل ذلك بقليل أصيب إسلامي في العاصمة فيما كان يستخدم مواداً تدخل في صنع متفجرات.

وينتظر وصول ثلاثة آلاف شخص بينهم العديد من الأستراليين اعتباراً من الساعة 8,00 (0,00 تغ) الجمعة للمشاركة في مراسم مؤثرة ستتعمد البساطة فتقتصر على وضع باقات من الزهور وإلقاء خطب مقتضبة لا تستمر سوى حوالى ساعة.

وقال الأسترالي كيث بيرس (65 عاماً) رئيس ناد للركبي فقد العام 2002 سبعة من اللاعبين العشرين الذين اصطحبهم إلى الجزيرة في جولة «هذه المراسم هي محطة جديدة في مسار طويل».

ويضيف «الجميع يعتقد أنه يفترض أن نكون نسينا بعد مضي عشر سنوات، لكن هذا أمر سيلازمنا طوال حياتنا».

العدد 3688 - الخميس 11 أكتوبر 2012م الموافق 25 ذي القعدة 1433هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً